Saturday 20,Apr,2024 18:35

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

انتفاضة الربيع البحرينيّ .. ربيع الحريّة

د. ادوارد صياح: للبحرين ربيعها الخاص بها، الذي وإن شابَهَ في بعض النواحي، الربيع العربيّ الذي انفجر أولاً في تونس في الربع الأخير من العام 2010، وما زال مستمراً لغاية الآن

د. ادوارد صياح*

للبحرين ربيعها الخاص بها، الذي وإن شابَهَ في بعض النواحي، الربيع العربيّ الذي انفجر أولاً في تونس في الربع الأخير من العام 2010، وما زال مستمراً لغاية الآن. بيد أنّ هناك اختلاف في نواحٍ متعددة بين الربيعين: البحرينيّ والعربيّ؛ فقد تكون المطالب التي تضمّ الحريّة والتعدديّة والمشاركة في عمليّة صنع القرار السياسيّ، هي القاسم المشترك للثائرين في جميع أرجاء العالم العربيّ، دون استبعاد الإيحاءات والإملاءات الخارجيّة، من إقليميّة ودوليّة، إلا أنّ الأمور في هذه المملكة الخليجيّة الصغيرة، تتمايز وإلى حدّ ما عمّا يجري في سائر أصقاع الوطن العربيّ الكبير، فمن جهة نرى أنّ الانتفاضة البحرينيّة كغيرها من الانتفاضات العربيّة الأخرى، ترفع شعارات التغيير والتطوير نحو الغد الأفضل، لكنّها من جهة أخرى ليست مسلحة مثلهم ولم يجر فيها سفك دماء من جهة الثوار.

لقد بدأ الربيع البحريني مسيرته منذ مطلع الخمسينيّات من القرن الماضي، أيّ من فترة زمنيّة قياسيّة سبقت بعقود، الربيع العربي الذي ما زال طريّ العود ومن صناعة عصرنا الحاضر. فمنذ ذلك الحين ولغاية الآن، تطالب المرجعيّات الدينيّة والسياسيّة، وبإلحاح بالإصلاحات الاجتماعيّة والسياسيّة التي تراها ملحة، لكي تستقيم الأمور في البلاد ويشعر كلّ بحرينيّ بأنّه متساو مع الآخر من حيث الحقوق والواجبات.

اتخذت هذه المطالب مع الزمن، طابع المظاهرات السلميّة، وحوّلها النظام إلى مواجهات عنيفة بين قوى الأمن والقوّات المسلحة من جهة، والمتظاهرين السلميّين من جهة أخرى، حيث نتج عنها جرحى وقتلى مظلومين في صفوف الشعب البحرينيّ السلميّ، وبلغت حداً استدعى فيه نظام البحرين الجيش السعوديّ في آذار 2011، للقضاء على المظاهرات الشعبيّة التي عمّت البلاد، ولحسم الأمور لصالح النظام الملكيّ الحاكم هناك، من دون إيجاد الحلول السياسيّة الناجعة، في خطوة استفزازيّة وعدائيّة، شكّلت سابقة خطيرة في إطار التعامل الوحشيّ مع مطالب شعبيّة محقّة.

هذه التدخّلات الخارجيّة، الإقليميّة والدوليّة، في شؤون البحرين، منعت وستمنع في المستقبل المنظور والبعيد على السواء، أيّ تفاهم جدّي ومنطقيّ بين الشعب والنظام، بسبب التعنّت الواضح لأركان هذا النظام، الذي ورغم كلّ محاولات الثوار لعدم إعطاء الحراك الطابع المذهبيّ، إلا أنّه يسعى وبشكل حثيث لتصوير الحراك الشعبيّ في البحرين على أنّه مذهبيّ، في لعب واضح ورخيص على الوتر المذهبيّ، وزاد عليها الإعلام المحليّ والإقليميّ والعالميّ، الذي بدل أن يغطّي الأزمة البحرينيّة بطريقة متوازنة، فإنّه يصب الزيت على النار المستعرّة، ويشكل بوقاً للنظام الجائر.

الطريق المسدود الذي وصلت إليه الأزمة في البحرين، سببه الرئيسيّ هو التشبث السعوديّ بدعم العائلة البحرينيّة الحاكمة، مخافة أيّ تغيير جذريّ في البحرين قد يؤدّي إلى قلب المعادلة القائمة في منطقة الخليج، وبالتحديد في المملكة العربيّة السعوديّة.

ختاماً، فإنّ تصحيح المعادلة القائمة في البحرين، يكون عبر إعطاء الشعب مطالبه المحقّة، وتحقيق العدالة والمساواة على جميع الأصعدة، بين جميع المواطنين البحرينيين، ليكونوا متساوين أمام القانون وفي المواطنيّة، وفي تخلّي السلطات عن أساليبها القمعيّة والتعسفيّة، لأنّ الحريّة لا بدّ وأن تتحقق بعد كلّ التضحيات العظيمة التي قدمها شعب البحرين الأبيّ.

*كاتب لبناني


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014020629


المواضیع ذات الصلة


  • الشهيد أحمد اسماعيل.. «ما لم توثّقه العدسة»
  • الكمائن المفضوحة للن­ظام في محاكمة الشيخ عيسى أحمد قاسم.. سمٌ وعسل!!
  • فورمولا الدم من جديد… سباق في ضيافةِ مستبدّ..
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *