Thursday 25,Apr,2024 23:41

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

البحرين في عيني سميرة رجب: ديمقراطيّة عميان .. ورفاهيّة أذلّاء!

د. وفيق إبراهيم: تنتاب المتتبّع لتصريحات وزيرة الإعلام البحرينيّة سميرة رجب حول الأوضاع في المملكة موجات من السخرية والقهقهة، إذ يشعر أنّها تتحدّث عن مملكة الدانمارك

د. وفيق إبراهيم*

تنتاب المتتبّع لتصريحات وزيرة الإعلام البحرينيّة سميرة رجب حول الأوضاع في المملكة موجات من السخرية والقهقهة، إذ يشعر أنّها تتحدّث عن مملكة الدانمارك.

وسرعان ما يفرك عينيه مستعيداً رشده، ومتبيّناً مدى النفاق الكامن في بلاغة لغويّة تختلق أوضاعاً وطنيّة واجتماعيّة وسياسيّة لا تمتلكها.

تقول رجب أنّ الحكم في البحرين وطنيّ، يعمل على سيادة الأرخبيل وحسن تعامله مع الجوار، وليس له من أعداء سوى إيران، التي أساءت حسب قولها إلى الشيعة العرب. ولا يحتاج الردّ إلى كبير جهد!.. جزيرة آل خليفة تحوي قاعدة بحريّة لأكبر أسطول أميركيّ هو الأسطول الخامس، وقد بدأت بريطانيا بدورها ببناء قاعدة عسكريّة في الجزيرة بطلب من آل خليفة، الذين قالوا للمسؤولين البريطانيّين مؤخّراً لماذا رحلتم وأقفلتم قاعدتكم؟ من طلب منكم ذلك؟ بالله عليكم عودوا إلينا، بالترحاب!.. وذلك لأسباب وطنيّة خالصة، تتعلّق بالمزيد من العمالة..

ولأنّ السيّدة رجب لم توضح مدى خطورة الدور الإيرانيّ، نسألها متى اجتاحت إيران البحرين؟ وهل شيعة البحرين أقلّ عروبة من الباكستانيّين المجنّسين؟؟ وهل يطالبون بحقوق وطنيّة لهم بشكل خاص، ولا تشمل مطالبهم إخوانهم السنّة؟؟ أم أنّهم يصرّون على أن تشمل الجميع؟ ولم تذكر السيّدة رجب أسباب وجود الجيشين السعوديّ والإماراتيّ في البحرين، وكيف يفتكون بالناس ويقتلونهم ويعتدون على النساء الأطفال، وعلى رجال الدين أيضاً، ويرحّلون مرجعيّات دينيّة بحرينيّة لمجرّد انتقادهم أولياء سميرة رجب وأمثالها.

لا تخجل بنت رجب من الإشارة إلى ديمقراطيّة البحرين، هذه الديمقراطيّة العريقة التي لا تعني إلا الاستئثار العائليّ بالسلطة، والوزارات، والمال العام، والتلاعب بالدوائر الانتخابيّة وتقسيمها بما يخدم مرشحي السلطة.

ولأنّ الديمقراطيّة هي مشاركة الناس في إنتاج القرار عبر مجلس النوّاب، نقول للوزيرة إنّ للنفاق حدّاً.. فلو اجتمع كلّ أهل البحرين واتّخذوا قراراً، ورفضه الملك أو أحد من زبانيته، فإنّه لا يمرّ ويجهض فوراً، فأين هي ديمقراطيّتك المزعومة؟

من الناحية الاجتماعيّة، نجد تمييزاً تاريخياً يتعمّده آل خليفة لتكوين عصبيّة مذهبيّة حولهم، فيتذرّعون بخطر شيعيّ ويمنعون غالبيّة سكّان البحرين من أداء شعائرهم واحترام مقدّساتهم، علماً أنّ باب التبشير بالمذاهب مقفل منذ عدّة قرون، ولا خطر من أحد على أحد، ما يدفع إلى ضرورات الوحدة الاجتماعيّة والدينيّة، لأنّ الجميع مسلمون إلى الله وكتابهم واحد ونبيّهم واحد، وتاريخهم واحد، فهلّا خرستم أيّها المنافقون! وهلّا استنرتِ يا معالي الوزيرة!

ولن نتوغل عميقاً في موضوع المال العام، فمعظمه موزّع على الملك وعائلته والموالين له دونما حسيب أو رقيب، ويتسوّل الملك من السعوديّة أموالاً إضافيّة لكنزها في المصارف الغربيّة، ولا شكّ أنّهم يتركون لوزيرتهم المطيعة من فضلاتهم ما يجعلها على هذه الفصاحة والنفاق..

وما يثير غضب المراقبين أكثر، هو إصرار سميرة رجب على أنّ هناك تضليلاً إعلاميّاً إيرانيّاً هو الذي أحدث الفرقة بين السنّة والشيعة، وأشارت إلى وجود نحو مئة قناة فضائيّة مموّلة من إيران تخترع الخلافات المذهبيّة، بهدف خلق عصبيّات مذهبيّة موالية لإيران. وهذا مضحك إلى حدود السخريّة، إذ أيّها أفضل لإيران، أن تدخل من بوابة العرب والمسلمين فلسطين، أم من نوافذ مذهبيّة ضيّقة لا تؤدّي إلا إلى خسارة المشروع؟ وفي الوقت الذي كانت فيه إيران تدعم حماس في غزّة وحزب الله في لبنان والمقاومة العراقيّة، وتتعرض لأشرس حصار وعقوبات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، من قبل الأميركيّين والأوروبيّين أصدقاء آل خليفة، كان حكام الخليج بالمقابل، يشجّعون أميركا على تسديد ضربة لإيران وأخرى لسوريا، وكان آل خليفة يحاولون تعميق اتصالاتهم بالعدوّ الإسرائيلي، وهذه أمور لا تحتاج إلى شواهد؛ فمعظم الإعلام الغربيّ كشف عنها وفضح المستور…

يكفي أن تعرف السيّدة رجب، أنّ شاه إيران الذي كان لديه أقوى دولة بوليسيّة، وأمنيّة، وعسكريّة في منطقة الشرق الأوسط، سقط بأيدي عوام الإيرانيّين، ولولا وجود قواعد أميركيّة وبريطانيّة وجيوش سعوديّة وإماراتيّة، لكانت رجب تطلق تصريحاتها من أرجاء لندن.

كما أنّ التضليل الإعلاميّ هو الذي يجعل الحكم البحرينيّ ديمقراطيّاً ووطنيّاً، ويحوّل إرهاب آل سعود إلى نعمة، والسياسة الخارجيّة الأميركيّة إلى كتاب مقدّس، وكفاح الشعب البحرينيّ ونضاله ومطالبته بحقوقه المحقّة إلى إرهاب.

لا يسعنا إلّا توجيه تحيّة إلى أبناء البحرين الميامين، مستنكرين أن تكون السيّدة سميرة رجب مواطنة من أبنائهم، والنصر آت في خاتمة الأمر بالصبر، والتضحيات والقدرة على الاستمرار في هذا الليل الحالك…

*أستاذ في الجامعة اللبنانيّة


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014033526


المواضیع ذات الصلة


  • الشهيد أحمد اسماعيل.. «ما لم توثّقه العدسة»
  • الكمائن المفضوحة للن­ظام في محاكمة الشيخ عيسى أحمد قاسم.. سمٌ وعسل!!
  • فورمولا الدم من جديد… سباق في ضيافةِ مستبدّ..
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *