Saturday 04,May,2024 11:40

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

ثورة البحرين وعجز القوة

حسن قبلان: الثورة السلمية التي تستحق أن تسمى «بثورة الورود» على همجيّة الذين لم يجدوا أمامهم إلا القمع، عجز كلّ التدّخل العسكريّ لما سمي بقوات درع الجزيرة

حسن قبلان*

أكثر من ثلاثة أعوام ونيّف مرّت على بدء ثورة الشعب البحرينيّ ضدّ سياسة التمييز والقهر والاستبداد ، وما زالت حتى اليوم أكثر حرارة واندفاعاً، وجمهورها لا يزال يبدو كأنّه في الأيام الأولى لبدء ثورته.

وما يميّز ثورة الشعب البحريني بشكل أساس، سلميّتها، في وقت حرق ما سُمي بالربيع العربي دولاً ودمّر شعوباً وفكّك مؤسسات، وأظهر أمة العرب والمسلمين إلى العالم بأبشع صورها.

بينما في البحرين، وبالرغم من أنّ سلاح المتظاهرين صوتهم ومسيراتهم وقبضاتهم في إعادة لأنموذج غاندي المسالم، لم يستطع حكام البحرين وداعموهم من خلف الحدود أن يحتملوا الاستماع إلى مطالبه الإصلاحيّة ودعوته للمشاركة بالقرار السياسيّ في البلد، وإنهاء سياسة القمع وليّ عنق الحقائق التي أنتجها التاريخ والجغرافيا .

الثورة السلمية التي تستحق أن تسمى «بثورة الورود» على همجيّة الذين لم يجدوا أمامهم إلا القمع، عجز كلّ التدّخل العسكريّ لما سمي بقوات درع الجزيرة «السعوديّة» بغالبيتها، عن إطفاء جذوتها، فالثورة البحرينيّة تضع الرأي العام العربيّ والإسلاميّ والدوليّ أمام الأسئلة المحرجة والمعايير المختلفة التي تقاس بها الأمور وتؤخذ القرارات والمواقف.

فالغرب المنافق ، الذي يدّعي اليوم وقوفه مع الشعب الأوكرانيّ، ويدّعي دعم الثورات، هو الغرب ذاته الذي يشدّ على أيدي قوى السلطة في البحرين، من أجل مزيد من القمع والقهر الذي لا يجدي .

وفي عالم المسلمين اليوم، تبدو حال الذين اعتبروا الثورة البحرينيّة خارج سياق الربيع – وهي كلمة حقّ أريد بها باطل – مضطربة، لأنّها فعلاً كانت خارج مشروع الدمار والنار الذي أحرق بلاد العرب، فهؤلاء الذين خاصموا شعب البحرين واستعدوه، هم اليوم منبوذون ومدانون في أكثر من موقع.

شرط الوصول إلى الأهداف في البحرين، يكمن بالتمايز عما جرى في بلاد العرب، أيّ بالحفاظ على «سلمية الثورة»، لأنه ثبت بالملموس، عجز القوّة عن قهر الحق، والمزيد من الإصرار والصمود وعدم الانزلاق إلى ما يريده الخصوم ، كفيل بانبلاج فجر التغيير والانتصار .

*كاتب لبناني


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014074352


المواضیع ذات الصلة


  • الشهيد أحمد اسماعيل.. «ما لم توثّقه العدسة»
  • الكمائن المفضوحة للن­ظام في محاكمة الشيخ عيسى أحمد قاسم.. سمٌ وعسل!!
  • فورمولا الدم من جديد… سباق في ضيافةِ مستبدّ..
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *