Friday 19,Apr,2024 23:12

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

المعارضة البحرينيّة.. لا بدّ من أساليب جديدة للمواجهة

محمد مرتضى: إذا ما أرادت المعارضة البحرينيّة تدويل مطالبها، وتلفت نظر المجتمع الدوليّ، لا بدّ لها من البحث عن أساليب جديدة في التصعيد، أساليب تقارب تهديد مصالح الغرب

محمد محمود مرتضى*

بضع آلاف من المحتجّين تجمّعوا في ميدان الاستقلال في أوكرانيا، ما لبثوا أن نفذوا انقلاباً على تفاهم جرى توقيعه بين المعارضة والرئاسة الأوكرانيّة في العشرين من الشهر الماضي (شباط/ فبراير) بحضور ثلاث دول أوروبيّة.

ورغم الوضوح الذي اكتنف ما جرى في أوكرانيا بأنّه انقلاب، فقد لاقى اعترافاً دوليّاً، وكانت المعارضة الأوكرانيّة قد لاقت تعاطفاً غربيّاً: لما لا؟، والمصالح الأميركيّة والأوروبيّة والأطلسيّة في أوكرانيا أكثر من أن تحصى؛ ليس فقط مصالح اقتصاديّة بل تتعدّاها للمصالح الجيوستراتيجيّة.

فمفاهيم الديموقراطيّة وحقوق الإنسان وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها تتساقط على أعتاب المصالح الكبرى.

لقد أثار حراك المعارضة الأوكرانيّة مشاعر الغرب وتعاطفهم، رغم الممارسات العنفيّة بل والعنصريّة لهذه المعارضة، بينما حراك شعبيّ في البحرين، منذ أكثر من ثلاث سنوات، لم يحرّك مشاعر الغرب رغم سلميّته التي فاقت كلّ حدّ.

ثلاث سنوات على الحراك البحرينيّ وما زال الغرب يتجاهل مطالب الشعب البحرينيّ في الحصول على الحدّ الأدنى من حقوقه، فالشعب البحرينيّ المظلوم لا يطالب بتغيير النظام ولا بالإمساك بالسلطة، كلّ ما يطالب به هو المساواة والحقوق كمواطنين، ورغم ذلك يدير الغرب ظهره لهذه المطالب، ويغضّ الطرف عن انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان تحصل هناك: انتهاكات لا تتعلق بالقمع والقتل وكف الأفواه وحسب، بل بمحاكمات صوريّة تستهدف أطفالاً ونشطاء رأي، ومنظّمات حقوقيّة وإنسانيّة.

ربما تكون سلميّة هذا الحراك قد أغرت الكثيرين في الخارج والداخل البحريني على تجاهل مطالب الشعب وعدم التعامل معها بجديّة، كيف لا؟ والغرب مشغول بالدفاع عن إرهابيين في سوريا وليبيا وتونس والعراق واليمن!.

إنّ التجربة السياسيّة أثبتت أنّ الغرب لا يمكن أن يحرّك ساكناً باتّجاه أيّ حراك إلا في حالتين فقط:

الأولى: إن كان له مصالح في هذا الحراك، وعندئذ سنرى كيف أنّ الإعلام الغربيّ يتحرّك ليظهر مظلوميّة معارضة ما حتى لو كانت تتكوّن من بضع مئات.

الثانية : أن يهدّد استمرار الحراك مصالح قائمة له، عندئذ لن يألو جهداً في اجتراح الحلول والمقترحات التي يمكن أن تشكّل حلاً لأزمة قائمة.

وخارج هذين التصوّرَين، لا ينبغي لأيّ حراك مهما كان سلميّاً أن ينتظر تعاطفاً دوليّاً مع مطالبه مهما كانت محقّة، أو حتى يتوقّعه.

من هنا، فإذا ما أرادت المعارضة البحرينيّة تدويل مطالبها، وتلفت نظر المجتمع الدوليّ، لا بدّ لها من البحث عن أساليب جديدة في التصعيد، أساليب تقارب تهديد مصالح الغرب في البحرين دون الخروج عن سلميّة الحراك، طالما أنّ التظاهر في الطرقات العامة والساحات لم يدفع الغرب للنظر في المطالب المحقّة للشعب البحرينيّ، ولم يدفع السلطات البحرينيّة لحوار جدّي مع المعارضة يؤدّي الى إعطاء هذا الشعب حقوقه المدنيّة والمواطنيّة، ربما وحده التظاهر في أماكن تعطّل الحياة السياسيّة وتهدّد المصالح الغربيّة يمكن أن يوصل الشعب البحرينيّ لأهدافه المشروعة.

* باحث لبنانيّ في الشؤون العربيّة والدوليّة


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014084846


المواضیع ذات الصلة


  • الشهيد أحمد اسماعيل.. «ما لم توثّقه العدسة»
  • الكمائن المفضوحة للن­ظام في محاكمة الشيخ عيسى أحمد قاسم.. سمٌ وعسل!!
  • فورمولا الدم من جديد… سباق في ضيافةِ مستبدّ..
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *