Friday 29,Mar,2024 18:50

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

«حسن مشيمع».. الأب الحاني والسياسيّ الشرس

منامة بوست (خاص): لم تكن إطلالة الأستاذ «حسن مشيمع» «مواليد 1948» على الجماهير في دوّار اللؤلؤة في فبراير/ شباط 2011 إطلالة عاديّة، إذ حمل مشيمع معه ترسانة من التاريخ،

منامة بوست (خاص): لم تكن إطلالة الأستاذ «حسن مشيمع» «مواليد 1948» على الجماهير في دوّار اللؤلؤة في فبراير/ شباط 2011 إطلالة عاديّة، إذ حمل مشيمع معه ترسانة من التاريخ، ليقول لهم ها أنتم تصمدون اليوم، فواصلوا!

الوقع الكبير لكلمته كان ذات معنى، فالجماهير تعرف جيّدًا أنّ هذا الرجل دخل السجن وخرج منه أكثر من أربع مرّات على الأقل في التاريخ الحديث، وبات من المضني أن يتجاوز أحد «مشيمع» كأيقونة معارِضة لها حضورها الثوريّ في كل اتّجاه.

اعتقل بدايةً في انتفاضة 1994 مرّتين، المرّة الأولى في مارس/ آذار 1995 وأفرج عنه في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه بعد مبادرة حوار مع السلطة.

واعتقل المرّة الثانية في يناير/ كانون الثاني من العام 1996 بعد فشل الحوار، ثمّ أفرج عنه في فبراير/ شباط 2001 قبيل التوقيع على مشروع الميثاق.

في العام 2005 خرج حسن مشيمع من جمعيّة الوفاق لقبولها بقانون الجمعيّات، الذي صدر في ذلك العام ويحدّ من صلاحية الجمعيّة بحسب مشيمع. وأسّس في العام نفسه حركة اتّسمت بمواقف قيلت أنّها متشدّدة، وأطلق عليها اسم «حركة حقّ» اختصارًا لـ «حركة الحريّات والديمقراطيّة».

سعى مشيمع لأن يكون مجلسه دوحة للحوارات الحرّة، وحاول أن يؤسّس ثقافة الصراحة من قبل القاعدة إلى القيادة، لتكون الحوارات في دائرة نقيّة من الخوف والوجل بسبب الرهبة القياديّة.

وقد نجح الأستاذ حسن نسبيًّا في تأسيس ذلك، ولم يكن دأبه جاريًا بانسياب تامّ، بل عارضه الكثير من إخوة النضال ومريديهم.

دقّ مشيمع نواقيس الخطر من تقرير البندر «تقرير لمستشار الديوان الملكيّ سابقًا صلاح البندر، يتحدّث فيه عن خطّة حكوميّة لتغيير ديمغرافية البلد». وصرخ مشيمع بهذا الخطر ليل نهار، محذّرًا من أنّ المستهدف ليس من خرجوا من الجمعيّات فقط، بل حتى رموز الجمعيّات أنفسهم.

اعتقل للمرّة الثالثة في فبراير/ شباط 2007 لمدّة يوم واحد وأفرج عنه. أمّا المرّة الرابعة فقد كانت في السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2009، بتهمة الترويج لكراهية النظام الحاكم، والتورّط في محاولة انقلاب على الحكومة، وذلك من خلال نشاطه السياسيّ.

المرّة الخامسة من اعتقاله كانت في السنة الأولى من ثورة البحرين في 2011، وكان من ضمن المطالبين بتأسيس جمهوريّة ديمقراطيّة، فدخل في حلف مع حركة أحرار البحرين «بقيادة الدكتور سعيد الشهابيّ»، وتيّار الوفاء الإسلاميّ «بقيادة عبدالوهاب حسين».

ومع موجة «إسقاط الأنظمة» في الوطن العربيّ فيما عرف بالربيع العربيّ، طالب عدد كبير من شعب البحرين بإسقاط نظام الحكم الخليفيّ، وكان حسن مشيمع من أكبر الداعمين لهذا الاتّجاه، والدافعين نحو التمسّك به بقوّة.

ربما يستذكر الشباب جلساته في مجلسه كلّ أسبوع، لكنّ الذي لا يمكن نسيانه هو عطفه على أولئك الشباب كعطف الوالد على أولاده، ما يخرج من هالة السياسة، ويدخل في إطار العلاقة الاجتماعيّة اللصيقة التي ترعرعت بمشاعر صادقة بين أب سجين وأولاد مطاردين.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014091429


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *