Thursday 18,Apr,2024 10:52

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

ناصر بن حمد.. «الفارس الهشّ» في «مضمار الإنسانيّة»

منامة بوست (خاص): تدرّج الابن المدلّل ناصر بن حمد آل خليفة في رتب مؤسّسة الشباب والرياضة، وتسلّم رئاسة المؤسّسة الخيريّة الملكيّة، ورُسمَ لناصر بأن يكون فارساً وبطلاً لا يُشق له غبار

منامة بوست (خاص): تدرّج الابن المدلّل ناصر بن حمد آل خليفة في رتب مؤسّسة الشباب والرياضة، وتسلّم رئاسة المؤسّسة الخيريّة الملكيّة، ورُسمَ لناصر بأن يكون فارساً وبطلاً لا يُشق له غبار، فدخل سباقات القدرة مع ميزانيّة ثقيلة تكفي لإرشاء المتسابقين، لكي يكون الفارس الأوحد وفي المرتبة الأولى دائما. قصة الغرور لم تقف عند هذا الحدّ، إذ رقّى الملك حمد ابنه المدلّل إلى رتبة عقيد في الشهر نفسه الذي رفعت فيه السلامة الوطنيّة (قانون الطوارئ) في يونيو/حزيران من العام الأوّل للثورة 2011، وهو العصا التي ضرب بها حمد مناوئيه، وقيل أنّ ضربة الدوار الثانية كانت بقيادة ناصر.

الأمير العشرينيّ هدّد كلّ من طالب بإسقاط نظام حكم أبيه، ومن خلال التلفزيون الرسميّ، بالملاحقة؛ وقال أنّ البحرين جزيرة ولا يمكن لأحد أن يهرب، لكن يبدو أنّ الولد المدلّل تنتظره جلسة محكمة في المملكة المتّحدة في أكتوبر/تشرين الأول القادم، وسينظر القاضي في رفع حصانته الدبلوماسيّة على خلفيّة شكوى قدّمت للمحكمة مع الأدلة، تتّهم ناصراً بالتعذيب والتنكيل لعدد من المسجونين داخل المعتقلات.

ظنّ النظام الحاكم، وعلى رأسه الملك حمد، أنّ تربية الأمراء على الفجاجة يمكن أن تمر في زمن لا يعترف فيه أحد بعصور الريع، ولا زالت القبليّة المتحكّمة في عقليّة هذه العائلة، تسرج خطورتها على أصحابها، بما لا يمكن أن يمارس فيه الديكتاتور ما يشتهيه دون محاسبة أو على الأقل معاتبة، خصوصاً وأنّ التطوّر التقنيّ ساند المستضعفين في إيصال صوتهم للعالم.

الحظوة التي حصل عليها ناصر من قبل أبيه، والغرور الذي توفّر عليه لدرجة سحق معارضيه، وقفزاته البطوليّة المصطنعة خلقت له شهرة كبيرة، لكنّها شهرة في الخانة المقززة السوداء من التاريخ، التي تُذكر عادةً مع لفيف من لعنات المظلومين، ما جعل منه آيقونة للنماذج الفاشلة التي استهلكت من ميزانيّة البحرين ملايين الدنانير لإضفاء “المكياج” على ذلك الفشل، وربما سيكون “طرفة” تاريخيّة تحكى بطولاته الخياليّة المصطنعة التي يروّجها الإعلام الخليفيّ بين فترة وأخرى.

اكتظاظ المناصب، والرتب والرواتب لناصر بن حمد ستطوّق نظام أبيه، وسيكون أحد معاول إضعاف النظام، فالصديق الأحمق أضرّ من العدوّ العاقل كما جاء في الأثر، وإذا كانت الحماقة نابتة من داخل البيت، فإنّ أساس ذلك البيت إلى غروب، إلا أن تقلع جذور تلك الحماقة وتعالج آثارها، لكن أنّى لآل خليفة أن يتجنبوا مضار ناصر بعدما استفحل في المؤسّسات، وتطبّع على أطباع الخيلاء، بما يكفي أن يصدق كلّ المحيطين به.

تاريخه المليء بالسرحان في خدر الترف، لن تضبطه قوافيه النبطيّة في أمسيات الشعر الماجنة، التي يمتطي فيها صهوة اندفاعه معتداً بسلاح «العقيد» المعذّب. ملاحقته كمعذّب ومنتهك لحقوق الإنسان صفعة حقوقيّة، إن نجحت في طريقها وأكملته ستكون مدوية، وكفيلة بإسقاط «الفارس الهشّ من على حصان كبريائه».


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014105423


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *