Wednesday 24,Apr,2024 00:04

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الأوقاف الجعفريّة.. عونٌ للطائفة الشيعيّة أم عبء عليها؟

منامة بوست (خاص): أصدرت دائرة الأوقاف الجعفريّة برئاسة الشيخ محسن العصفور حزمة قرارات، «يوم الأربعاء 1 يوليو/ تموز 2015»، من ضمنها تركيب كاميرات حراريّة على المساجد، وتحديد

منامة بوست (خاص): أصدرت دائرة الأوقاف الجعفريّة برئاسة الشيخ محسن العصفور حزمة قرارات، «يوم الأربعاء 1 يوليو/ تموز 2015»، من ضمنها تركيب كاميرات حراريّة على المساجد، وتحديد وقت فتح المساجد قبل الآذان بنصف ساعة، وغلقها بعد الصلاة بساعة واحدة فقط، كما دعت إلى اقتصار مواكب عزاء ذكرى استشهاد الإمام علي «19 و 20 و 21 رمضان» على المآتم، وعدم خروج المواكب إلى الخارج كما جرت العادة.

كلّ ذلك يأتي على خلفيّة تنامي التهديدات الإرهابيّة من تنظيم داعش، الذي اقتحم أسوار الخليج، بدءًا بتفجيرات القديح والعنود بالمنطقة الشرقيّة بالسعوديّة، ومرورًا بتفجير مسجد الإمام الصادق بالصابور في الكويت.

هذه التهديدات على جدّية خطرها الداهم تمثّل أداة صلبة للاستغلال السياسيّ، فقرارات «الأوقاف الجعفريّة» تنبّئ عن محاولة لشرعنة القيمومة الرسميّة على المساجد والمآتم، وهو ما رفضه علماء البحرين في عدد من خطاباتهم وبياناتهم، وقد استدعى مركز الشرطة في مدينة حمد الشيخ عيسى عيد «يوم الأحد 28 يونيو/ حزيران 2015» على خلفيّة خطبة الجمعة التي ألقاها منتقدًا تدخّل الأوقاف الجعفريّة في شؤون الطائفة، خصوصًا أنّها مؤتمرة بأوامر رسميّة، ولا تحظى بثقة المواطنين الشيعة، ولا سيّما بعدما اعتلى الشيخ المحسن العصفور سدّة الرئاسة فيها منذ أن صدر قرار الملك بتعيينه في أغسطس/ آب 2013.

الشيخ محسن العصفور له تصريحات عديدة أثارت الرأي العام، كدعوته للمعارضين للتوبة وعدم الاستمرار في هذا النهج، وكمدحه الشديد للملك وعائلته، وكإنكار بعض المعالم الشيعيّة كقوله «لا أصل لمسجد البربغي»، وهو المسجد الذي هدمته جرافات الجيش في أوّل عام من أعوام الثورة، وأصله يعود لأكثر من أربعمائة عام، وغيرها.

توجس الناس من الأوقاف/ محسن العصفور، يأتي من خلفيّتين، الأولى: ألّا ثقة في مؤسّسات الدولة، وهي التي تحيك المؤامرات تلو الأخرى ضدّ الناس، والثانية: ألا ثقة في شخص «رئيس» دائرة الأوقاف نفسه.

ثمّ إنّ التهديدات الداعشيّة، وعلى جدّيتها وعدم إنكار أحد باحتمال وصولها للبحرين، فإنّ الأحداث الأخيرة تنبئ عن سلوك مشوب بالشكوك، ففي المركز اللبنانيّ التجاريّ قيل أنّهم اكتشفوا قنبلة مثبتة على إحدى عربات التسوّق، وفي منطقة عين الدار، رأوا منشورات لداعش، فهل داعش فعلا يسلك هذا السلوك؟ وهو الذي عوّد الناس على وحشيّته المباغتة والضرب مباشرة؟

ثم، ما الداعي الحقيقيّ الذي يدفع الأوقاف الجعفريّة لدعوة المآتم لعدم خروج مواكبها العزائيّة في الطرقات، هل المآتم ستكون آمنة مثلا؟

ثم لماذا تراجع وزير التربية عن قوله بإمكانية مراجعة المناهج الدراسيّة، ليعود بالقول: لا يوجد مناهج تفكير عندنا؟ إلى ماذا يشير هذا الخلط الكبير في الأوراق؟

إنّ الاستغلال السياسيّ لموضوع داعش وتخويف الناس به موجود، كما أنّ أصل الخطر الحقيقيّ من الإرهاب موجود، وبين الاستغلال وأصل الخطر تبقى كفة الموازين بيد رجاحة الناس ورموزها في إدارة أمنها من الإرهاب، وفي إدارة كيانها من الاستغلال السياسي.

وفي لجّة إدارة الناس لشؤونها وأهميّة حفظ كيانها، يبقى السؤال باتجاه دائرة الأوقاف الجعفريّة، هل هي عون للناس المعنيّة بهم «الطائفة الشيعيّة» أو هي عبء تثقل كاهل الأهالي وتنفّذ أجندات السلطة؟


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015021529


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *