Friday 29,Mar,2024 00:34

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

النعيميّ.. بصمةٌ سوداء وتاريخٌ متلعثم

منامة بوست (خاص): لم يكن التعلثُم الذي أصاب وزير التربية والتعليم مفاجئًا لرجلٍ عسكريٍّ امتهن عسكرة قطاع التعليم وسيَّس مخرجاته، إلّا أّن هذا التعلثُم الذي وجّهه الوزير في كلمةٍ له بمناسبة بدء العام الدراسيّ

منامة بوست (خاص): لم يكن التعلثُم الذي أصاب وزير التربية والتعليم مفاجئًا لرجلٍ عسكريٍّ امتهن عسكرة قطاع التعليم وسيَّس مخرجاته، إلّا أّن هذا التعلثُم الذي وجّهه الوزير في كلمةٍ له بمناسبة بدء العام الدراسيّ 2015/2016، صار مادّةً لسخرية الطلبة عليه، حيث تداول طلّاب وطالبات البحرين الفيديو مع تعليقاتٍ جمّة، عكست حالة رفضهم للوزير وسخطهم عليه.

فالطلّاب لا ينسون ما قام به الوزير في 2011، من إدخال العساكر للمدارس، وسماحه بقمع المتظاهرين بأشدّ وأقسى أنواع القمع داخل الحرم الجامعيّ، بل لم يرعوِ النعيميّ عن ارتكابه مجازر بحقّ الطلّاب في توزيع البعثات في أربع سنوات خلت، فضلًا عن فصل معِّلمين ومعلِّمات، وسجن رئيس نقابة المُعلِّمين مهدي أبو ديب وتلفيق تهمٍ شتّى ضدّه، بسبب دفاعه عن الطلّاب ودعوته للإضراب خوفًا على حياتهم إبّان انتشار البلطجيّة و”انفلات” القانون في 2011.

الوزير الذي من المُفترض أن يكون وزيرًا لـ «التربية» و «التعليم»، أوضح من خلال مؤامراته داخل الحرم الجامعيّ مع الدكتور الغتم، الكثير ممّا سيسجّله التاريخ، خصوصًا بعد أن يُرفع النقاب عمّا تخبِّؤه الحالة الأمنيّة التي تفرض السكوت على الكثير من شهود الوجع في وطنٍ كالبحرين.

صحيحٌ أنّ الوزير لديه شهادات أكاديميّة، لكن سلوكه العسكريّ هو الذي رسم خطّ ثقافته، واختطّ نهج تعامله مع الآخرين، بما فيهم موظّفي الوزارة، الذين عانوا من طائفيته أيّما معاناة، حيث فقد الكثير من الموظفين وظائفهم بسبب طائفيّته المقيتة، ولأنّه «بطل» النظام في ضرب قطاع التعليم بيدٍ من حديد، فإنّه «بطلٌ» مهووسٌ في تخريب خاصيّة التربية لهذا القطاع، حيث تعمَّد النعيميّ توظيف مدرِّسين من بيئات خشنة ومتخشّبة لفرض واقعٍ تربويٍّ عقيم، يترك آثارًا نفسيّةً وتربويّةً وتعليميّةً على نفوس الأطفال الذين يصرفون ثلث حياتهم في المدارس.

ولأنّه من ذوي السمت المهووس بالولاء للنظام الخليفيّ، فإنّه حاول ابتداع شيءٍ من هذا الهوَس في الطوابير الصباحيّة لأطفال المدارس، لكن المزاج العام لمدارس القرى نأى بنفسه عن ذلك، ممّا قد فُهم أنّه استهجانٌ مؤدّبٌ لأمر الوزير الذي قدّمه على شكل اقتراحٍ في 2013، لعلمه أنّه لن يكون مقبولًا بسهولة.

بصمة الوزير التربويّة والتعليميّة سوداء، ولا يكفي أن يكون متلعثمًا في كلمةٍ قصيرةٍ وحسب، بل سيكون متلعثمًا طوال فترة صدح الضمير التعليميّ بالأمانة المناطة به.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015120952


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *