Wednesday 24,Apr,2024 23:50

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

جليلة السَّلمان .. خطوةٌ إلى الحظوة وصنع النموذج

منامة بوست (خاص): مرَّ يوم المرأة البحرينيّة، الموافق للأول من ديسمبر/ كانون الأول من كلّ عام، وراح النظام يُطبِّل بالشكليّات بوصفها نصيرًا للمرأة، لكن تجاوز عن قصد وإصرار المرأة

منامة بوست (خاص): مرَّ يوم المرأة البحرينيّة، الموافق للأول من ديسمبر/ كانون الأول من كلّ عام، وراح النظام يُطبِّل بالشكليّات بوصفها نصيرًا للمرأة، لكن تجاوز عن قصد وإصرار المرأة البحرينيّة المناضلة، التي ارتقت بفكرها، وطالبت بحقوقها، وهنَّ عشرات من النساء المعروفات، وآلاف من النساء غير المعروفات.

إحدى تلك الآيقونات التي لا يمكن محوها من تاريخ البحرين الحديث، هي جليلة السلمان، وهي مُعلِّمة في مدارس البحرين لمدة ربع قرن، حُكم عليها في عام 2011 بالسجن مدة ثلاث سنوات، لكن محكمة الاستئناف خفّفت الحكم فيما بعد.

كانت السلمان مناضلة قبل ثورة الرابع عشر من فبراير عام 2011، حيث تقدّمت صفوف المعلّمين للمطالبة بإصلاح النظام التعليميّ في البلاد، الأمر الذي جعل الوزارة تمنع ترقيها كأقرانها، وحينما توقّدت ثورة فبراير، كانت الحاضنة الواعية لطلبة وطالبات البحرين، إذ إنّ تموضعها كنائب رئيس جمعيّة المعلّمين، ونشاطها الكبير الذي سجّله تاريخها في حفظ النظام التعليميّ و”محاولة” تطويره، أهَّلَها لأنْ تكون لها كلمة مسموعة في الأوساط التعليميّة، وبدلًا من أن تحظى مثل هذه المرأة بحظوة اعتباريّة وتمتاز بشرفيّةٍ وطنيّةٍ مّا، أُقيلت السلمان في مارس/ آذار 2013، ولم يلوِ ذلك ذراعها في الصبر والثبات والاستمرار.

أمّا سجنها، فهو ملحمةٌ لوحده، بدءًا من تسيير جحافل الأمن للقبض عليها، وصولًا إلى الخزي المحفور على جبين السلطة بتعذيب امرأة كجليلة السلمان، فقد حوّلت منها السلطة بتهوّرها من امرأة معروفة في أوساط محليّة، إلى مناضلة يصل صداها للصروح العالميّة، الأمر الذي عزّز من ثقلها وكثّف من وهج معارضتها للسلطة.

ولم تكتفِ السلطة بكلّ ما فعلته، بل راحت تمنع السلمان من السفر بين الحين والآخر، خوفًا من مشاركتها في الندوات العالميّة لحقوق الإنسان، ومطالبتها بحقوق البحرينيين القابعين تحت نَير الظلم والطغيان، في بلدٍ يدّعي حكّامه الحريّة والديمقراطيّة.

ومن المُغيَّب في تاريخ السلمان، أنّ لها نشاطٌ اجتماعيٌّ كبيرٌ في تقريب حالات الأسر الضعيفة لذوي الأيادي البيضاء، وهو عملٌ إنسانيٌّ كبيرٌ أنقد عشرات الأسر من الفاقة. إنّ المرأة البحرينيّة اليوم يمكن أن تكتب نموذجها الصادق بعددٍ من النماذج الحية، وعلى رأسها جليلة السلمان.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2016051952


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *