Thursday 25,Apr,2024 11:30

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

غانم البوعينين.. العبور بالسلفيّة إلى ديوان الملك!

منامة بوست (خاص): سيستغرق المؤرّخون وقتًا طويلًا في تحليل كلمة مستشار الديوان الملكيّ «غانم البوعينين»، التي أطلقها في مجلس النواب يوم الثلاثاء 25 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث قال إنّ البحرين

منامة بوست (خاص): سيستغرق المؤرّخون وقتًا طويلًا في تحليل كلمة مستشار الديوان الملكيّ «غانم البوعينين»، التي أطلقها في مجلس النواب يوم الثلاثاء 25 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث قال إنّ البحرين لم تكن مستعمرة من قبل البريطانيّين في يوم من الأيّام، وبهذا يلغي البوعينيين عشرات الكتب التاريخيّة ومئات الوثائق المحفوظة في الجامعات والمتاحف، كما ينسف ذاكرة الآلاف من البحرينيّين؛ لأجل إذكاء روح الخديعة التي جُبل عليها عوائل العتوب.

غانم البوعينيين رأس جمعيّة الأصالة السلفيّة، وهي الجمعيّة التي تطالب علانية بكلّ التوجّهات الطائفيّة التي تشظت بها المنطقة، ولأنّ الرجل من عائلة «البوعينيين» المتحالفة قديمًا مع آل خليفة، وهي ذات أصول قطريّة، ولأنّه سلفيّ المشرب والتوجّه، تعامدت الصفتان فيه، فأهّلتاه للقفز على المناصب قفزًا رشيقًا: من نائب، إلى وزير، إلى مستشار في الديوان الملكيّ.

الأمر لا يقف عند هذا الحدّ، فدفعه للمناصب العليا، جاء حسب تركيبة جديدة كانت – وما زالت- ضمن باقة الحرب على طائفة بعينها، وهي الطائفة الشيعيّة، إذ يعلم المقرّبون من البوعينيين أنّه متحامل جدًّا على هذه الطائفة.

الرجل الخمسينيّ لم يكن أفضل من سابقيه في توليفة المجاملات التي يحبّها آل خليفة، بيد أنّه كال بعشرة مكاييل على الشيعة في جلسته المشهورة مع وزير الديوان الملكيّ خالد بن أحمد في ديسمبر/ كانون الأوّل عام 2015، بمناسبة تعيينه مستشارًا للديوان الملكيّ لشؤون مجلسي الشورى والنوّاب.

في ذلك الوقت، توطّدت جسور الثقة بين التيار السلفيّ وآل خليفة، حسب ما يذهب محلّلون، خصوصًا أنّ اشتداد الأزمة الإقليميّة لا يزال على جمرٍ لاهب لا أمل في إخفاته، البوعينيين عبر بالسلفيّة إلى الديوان، ليؤثّث تياره بالتهدئة قبال عطايا خاصّة له ولبعض نوّاب جمعيّته، وكان تعيينه بمثابة لعبة شطرنج يلعبها الخليفيّ لخلق توازن داخليّ على مستوى التحالفات والداعمين لشرعيّة القبيلة.

ولا يزال غانم البوعينين يدفع – شخصيًّا- بجمعيته إلى الدخول في المعترك، ومن الممكن أن يرى المتابع ذلك مباشرة على موقع جمعيّة الأصالة السلفيّة، التي تدعو إلى الاحتشاد في الموصل، وتحذّر من جحيم روسيّ في حلب وغيره، بينما قادة الجمعيّة يتمتّعون على آرائك الديوان ويحتسون من موائد السلطان، والمقابل النفخ في نار يحترق بها غيرهم.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2016070841


المواضیع ذات الصلة


  • الخواجة .. أسَّس مدرسيتن في المطالبة وحقّق قامته التاريخيّة
  • أحمد عسيري.. مجرم اهتزّ بـ «بيضة»
  • «علي العكري» .. الطب­يب الإنسان الذي لم ينحنِ تحت التعذيب
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *