Saturday 20,Apr,2024 05:03

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

خمس سنوات ثورة.. الشعب الأبيّ «يجدّد ثورته»

جيرالد نومسكي: رفض النظام البحرينيّ على مدار الخمسة أعوام الماضية، التي هي عمر الثورة، أن يعطي الشعب البحرينيّ الثائر أيًّا من حقوقه التي طالب بها كلّ هذه الفترة، ورفض أيضًا الاعتراف بحقّه في الحصول على الديمقراطيّة

*جيرالد نومسكي

رفض النظام البحرينيّ على مدار الخمسة أعوام الماضية، التي هي عمر الثورة، أن يعطي الشعب البحرينيّ الثائر أيًّا من حقوقه التي طالب بها كلّ هذه الفترة، ورفض أيضًا الاعتراف بحقّه في الحصول على الديمقراطيّة وتحقيق المطالب المحقّة. بل تصرّف هذا النظام على أنّه لا وجود لشعب، إذ إنّه ينظر إلى أبناء الشعب على أنّهم عبيد، عليهم أن يرضخوا لكلّ طلباته دون أيّ اعتراض.

هكذا تصرّف النظام البحرينيّ طوال سنوات، ضاربًا بعرض الحائط كلّ المواثيق والأعراف الدوليّة، ودون أن يرفّ له جفن، غير مكترث بأحوال شعبه الذي يعاني من جرّاء الانتهاكات المستمرّة. وهذا ما دعا الشعب إلى الخروج بكثافة، رافضًا كلّ هذا الظلم والاستبداد، وراغبًا في تغيير الواقع الصعب الذي يعيشه تحت رحمة نظام متخلّف.

عندما شاهدنا الأعداد الغفيرة التي نزلت إلى الساحات، وكيف أنّها تصرّفت بكلّ عقلانيّة وحضاريّة، أدركنا جيّدًا أنّ هذا الشعب يسير بالاتجاه الصحيح، وأنّ من يخرج بهذه الأعداد متحدّيًا كلّ الظلم وكلّ الاستبداد، غير آبه بما سيتعرّض له من قمع واعتقال وتعذيب، لن ينهزم أبدًا حتى لو طالت ثورته وتأخّر تحقيق النصر.

كلّ العالم شاهد كيف انطلقت ثورة الشعب البحرينيّ، وكيف استطاعت أن تزلزل أركان الحكم في البحرين، وترعب العائلة الحاكمة، وتجعلها تشعر بأنّ حكمها بات مهدّدًا بشكل كبير، فباتت هذه العائلة تتصرّف بشكل جنونيّ، ولم تعد تعي كيف تتصرّف تجاه شعب أبيّ، لم يتراجع أمام كلّ الجنون الذي مارسته السلطات.

الحقّ يقال، أنّه لو رجعنا إلى كتب التاريخ، وبحثنا عن ثورة نقيّة وراقية كثورة الشعب البحرينيّ، فإنّنا لن نستطيع أن نصل إلى ما يجاريها في نقائها وعقلانيّتها، والوعي الذي تصرّف به هذا الشعب في مواجهة آلة القمع السلطويّة، دون أن يفقد أيّ أمل في الوصول إلى المطالب المحقّة التي خرج ينادي بها منذ اللحظات الأولى.

ندرك تمامًا أنّ الشعب الذي أصرّ على الخروج والمناداة بحقوقه المشروعة، لن يتراجع أبدًا حتى ولو بعد مرور خمس سنوات، وحتى بعد عمليّات القمع والاعتقالات التعسّفيّة التي مارسها النظام طوال هذه المدّة، وندرك أيضًا أنّ هذا الشعب المناضل القويّ، سيعيد إحياء ثورته في الرابع عشر من فبراير هذا العام، وسيبرهن للعالم أجمع أنّ ثورته سوف تستمر، وسوف يناضل أكثر من أجل الحصول على حريّته وحقوقه مهما زادت التضحيات، لأنّ هذا الشعب قادر على الاستمرار، وليقدّم نموذجًا إضافيًّا لكلّ الشعوب الحرّة في العالم، بأنّه مستعدّ لأن يضحّي بكلّ شيء من أجل أن يستعيد حريّته، وأن يعيش بكرامة، رافضًا أن يقدّم التنازلات على حساب حقّه في الحياة الكريمة.

كلّ التحيّات لهذا الشعب العزيز الذي ناضل للحصول على الحريّة، ونشدّ على أياديه للمضي في ثورته حتى يصل إلى مبتغاه، وكلّ الشعوب الحرّة تنظر إليه بعين الترقّب أملًا بتحقيق النصر.

*ناشط حقوقيّ – النمسا


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2016083434


المواضیع ذات الصلة


  • أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
  • أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
  • أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *