Friday 19,Apr,2024 09:46

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

ثورة مستمرّة رغم انتهاكات حقوق الإنسان.. «سياسة النظام الفاشل»

توم براون: أثبت الشعب البحرينيّ للعالم أجمع أنّه شعب مناضل وثائر وواعٍ، وأنّه شعب خرج إلى الساحات لكي يعيش بعزّة وكرامة، وألّا يستسلم لكلّ أنواع الظلم والاستبداد.

توم براون*

أثبت الشعب البحرينيّ للعالم أجمع أنّه شعب مناضل وثائر وواعٍ، وأنّه شعب خرج إلى الساحات لكي يعيش بعزّة وكرامة، وألّا يستسلم لكلّ أنواع الظلم والاستبداد.

وإذا أردنا أن نرجع إلى الوراء قليلًا، إلى تاريخ انطلاقة الثورة الشعبيّة في البحرين، نجد أنّ هذا الشعب قد خرج بكلّ سلميّة للتعبير عن آرائه وللمطالبة بحقوقه المشروعة. وواجهته آلة النظام بالقمع والاستبداد، ومارست على أبناء الشعب كلّ أنواع التعذيب. وبلغت الانتهاكات الحقوقيّة، خلال هذه الفترة، حدًا غير مسبوق، ومارس النظام أشدّ أنواع الممارسات اللاإنسانيّة في تعامله مع شعبه المطالب بالحريّة.

عنوان المرحلة من فبراير 2011 حتى هذا اليوم، يمكن أن يكون انتهاكات مستمرّة وتعذيب ممنهج، واضطهاد غير مسبوق ضدّ شعب سلميّ حضاريّ، رفع صوته لكي يطالب بنيل حقوقه. النظام لم يجد طريقة يردّ بها على شعبه سوى القمع، واستعان على ذلك بجيوش خارجيّة كان النصيب الأكبر منها للمملكة السعوديّة، التي أمعنت في القمع لكي تقضي على أصل الحراك، لكنّها لم تستطع ذلك.

منظّمات حقوقيّة عالميّة ومنظّمات تابعة للأمم المتحدة أدانت بشكل مستمرّ انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، ودعت سلطات المنامة في مناسبات عديدة إلى تبديل سياساتها الإجراميّة تجاه شعبها، وصدرت عشرات التقارير الحقوقيّة التي توثّق انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين. كلّ ذلك دون أن يحرّك النظام البحرينيّ ساكنًا، أو أن يحاول العمل على تغيير سياسته المنتهكة كلّ الأخلاق الإنسانيّة.

وما يبعث أيضًا، وبشكل كبير، على الألم والأسى، هو تعامل الدول الأوروبيّة، ولا سيّما بريطانيا، مع ما يقوم به النظام البحرينيّ تجاه شعبه، وكأنّ شيئًا لا يحصل، وتعتمد سياسة تجاهل الأمور، رغم أنّ هذه الدول تتحفنا بشكل دائم بالحديث عن دعواتها للحفاظ على حقوق الإنسان في كلّ الدول، وتقيم لهذا الندوات والحوارات لترويج هذا الأمر، دون أن تنتبهلتصرّفات حليفتها البحرين، التي تتلقّى منها بالتحديد مساعدات عسكريّة وأمنيّة، تساهم بشكل أساسيّ ورئيس في عمليّات القمع التي ينتهجها هذا النظام،أو أنّها تتجاهل هذه التصرّفات.

المؤسف أن نرى أمام أعيننا، كلّ تلك الانتهاكات الحقوقيّة والإمعان في سياسة تكميم الأفواه ومنع المواطن من التعبير عن آرائه، والإصرار على سياسة الاعتقالات التعسّفيّة وبتهم ملفّقة، نرى كلّ ذلك دون أيّ تحرّك من الدول الفاعلة والمؤثرة لكي توقف هذا النظام عند حدّه، وتمنعه من الاستمرار في هذا النهج الاستبداديّ.

لا بدّ من تحيّة هذا الشعب المتميّز، الذي خرج ليطالب بحقوقه المشروعة، ولم يستسلم أمام كلّ الصعوبات والانتهاكات التي واجهه بها النظام المستبد. ونحن لدينا كلّ الثقة بأنّه سوف يستمر في ثورته الراقية دون أي تراجع أو استسلام، ولن يسمح لحكّام الظلم والفساد أن يحطّموا إرادته، وسوف تكون كلّ الانتهاكات حافزًا أكبر له حتى لا يتوقف عن مطالباته إلى أن يصل إلى مبتغاه بتحقيق الأهداف.

*ناشط حقوقيّ – بريطانيا


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2016112712


المواضیع ذات الصلة


  • أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
  • أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
  • أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *