Friday 29,Mar,2024 11:44

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

شعوب العالم الحرّة تترقّب نصر الشعب البحرينيّ ..«الثورة مستمرّة»

مصطفى طوسون: انطلقت ثورة الشعب البحرينيّ قبل خمس سنوات، وشكّلت بأسلوبها المتقدّم والحضاريّ نموذجًا تحتذي به كلّ شعوب العالم، عبر الممارسات السلميّة والمطالبات المحقّة التي خرجوا من أجلها، وجذبوا أنظار العالم إليهم.

مصطفى طوسون*

انطلقت ثورة الشعب البحرينيّ قبل خمس سنوات، وشكّلت بأسلوبها المتقدّم والحضاريّ نموذجًا تحتذي به كلّ شعوب العالم، عبر الممارسات السلميّة والمطالبات المحقّة التي خرجوا من أجلها، وجذبوا أنظار العالم إليهم.

من 14 فبراير 2011 كانت الانطلاقة، واليوم في 14 فبراير 2016، ما زالت الثورة بالزخم نفسه وبالعطاء نفسه وربما أكبر، وبتصميم شعبيّ عارم على المضي في ثورته حتى تحقيق النصر وإسقاط النظام الظالم، الذي ظلّ طوال سنوات الثورة، مصرًّا على ممارسة سياسة الاضطهاد والتسلّط، في وجه السلميّة المطلقة التي أصرّ عليها الشعب، ومن خلفه قيادات تاريخيّة، استطاعت أن تحافظ على طبيعة الحراك السلميّ، وألّا تسمح بأن يدخل أحدًا على خطّ الثورة لإفشالها، فكان أن نجحت هذه القيادات نجاحًا باهرًا، رغم أنّها قدّمت التضحيات العظام، وتعامل معهم النظام بطريقة متخلّفة، ولم يستطع أن يستوعب فكرة أن يخرج من هذا الشعب قيادات واعية، قادرة على أن تحكم وتشارك في الحكم.

لم تتقبّل الزمرة الحاكمة في البحرين حتى الآن، فكرة أن تعطي المعارضة الوطنيّة بعضًا من حقوقها، وأن تسمح بالتعدّدية والمشاركة في الحكم، مصرّة على سياسة المكابرة، وعدم السماح بمناقشة أيّ خيار يعطي هذه المعارضة جزءًا يسيرًا من حقوقها بالمشاركة، وهي التي تحظى بتمثيل شعبيّ جارف، يتقدّم كثيرًا على ما يحظى به النظام.

في المقلب الآخر، المعارضة الوطنيّة مصرّة على تحقيق المطالب العادلة، وقد أصرّت دائمًا على اتباع الحوار وسيلة للوصول إلى حلّ للأزمة السياسيّة، وتحمّلت كلّ المصاعب وكلّ ممارسات السلطة، من أجل الحفاظ على الوطن وعدم الوصول بالبلاد إلى الخراب.

من هنا، نستطيع التمييز بين من يريد مصلحة الوطن، ومن يريد أن يحكم البلاد بيد من حديد، ويستأثر بكلّ الخيرات، وأن يحكّم يده على كلّ السلطات، دون أن يشاركه فيها أحد، وهي سياسة ديكتاتوريّة ترفض الآخر، حتى لو كان أهلًا للمشاركة في الحكم.

أمام كلّ هذه الحقائق، لا بدّ لنا من الوقوف بكلّ احترام أمام كلّ التضحيات التي بذلها أبناء الشعب البحرينيّ، وعلى الصمود البطوليّ منذ بداية الثورة وحتى هذا اليوم، وهم عازمون على المضي قدمًا في ثورتهم المباركة، وعدم التنازل للسلطة الظالمة، وعدم التسليم والرضوخ أمام كلّ الانتهاكات التي تقوم بها السلطات الأمنيّة، التي عبّرت بشكل واضح عن المخاوف التي تعتري النظام الحاكم في البحرين، جرّاء الإصرار الشعبيّ على المضي دون تراجع، وهذا ما جعل هذا النظام يتصرّف بجنون غير مدرك لأبعاد ما يقوم من ممارسات قمعيّة بحقّ شعبه.

الذكرى الخامسة لثورة الشعب البحرينيّ، ستكون انطلاقة جديدة لثورة متجدّدة، عنوانها النضال حتى تحقيق المطالب والوصول إلى الديمقراطيّة، مهما كانت التضحيات التي يمكن أن يقدّمها، وما السنوات الخمس إلا دليل واضح وجليّ على أنّ هذا الشعب لن يتراجع ولن يتخاذل أبدًا مهما زاد هذا النظام من أساليبه القمعيّة وممارساته الكيديّة. وكلّ الشعوب الحرّة في العالم تنظر بكلّ ترقّب إلى نضالات الشعب البحرينيّ، منتظرة اللحظة التي يحقّق فيها النصر الواضح والأكيد.

*باحث ومحلّل سياسيّ – تركيا


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2016114535


المواضیع ذات الصلة


  • أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
  • أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
  • أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *