Saturday 20,Apr,2024 05:56

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الشعب بعد خمس سنوات على الثورة..«صمود وتحدٍّ»

د. أحمد فارس: خمس سنوات هي عمر ثورة الشعب البحرينيّ الأبيّ، الذي خرج في 14 شباط/فبراير 2011، متحدّيًا كلّ الصعوبات، وعازمًا على الوصول إلى تحقيق مطالبه المحقّة والعادلة.

د. أحمد فارس*

خمس سنوات هي عمر ثورة الشعب البحرينيّ الأبيّ، الذي خرج في 14 شباط/فبراير 2011، متحدّيًا كلّ الصعوبات، وعازمًا على الوصول إلى تحقيق مطالبه المحقّة والعادلة.

خمس سنوات، لم يتراجع فيها هذا الشعب قيد أنملة، بل كان يزداد إصرارًا وعزيمة يومًا بعد يوم، رغم كلّ ما واجهته به أيادي السلطة من اضطهاد وظلم، فظلّ الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، يخرجون دون مهابة، واضعين دمائهم على أكفهم غير خاضعين وغير مبالين. ليسطّر أهل البحرين بصمودهم وإبائهم أروع ملاحم التصدّي للتسلّط والظلم، رافعين لواء مناهضة الشرّ للوصول إلى النصر.

ولا بدّ لنا من الالتفات إلى المأزق الكبير الذي وضع شعب البحرين السلطة به، والذي اضطرّها في بداية الثورة إلى اللجوء إلى سيّدتها السعوديّة، التي أرسلت جنودها إلى البحرين لقمع الشعب الثائر، والمساعدة في القضاء على الحراك السلميّ الراقي، في دلالة واضحة على مدى التأثير الكبير للتحرّكات الشعبيّة في زعزعة أركان الحكم، وهزّ عرش الملك، رغم السلميّة المطلقة التي اتّسمت بها التحرّكات الشعبيّة.

رغم كلّ الانتهاكات التي مارسها النظام البحرينيّ ومن خلفه السعوديّ، ورغم كلّ الاعتقالات والقتل والتعذيب والممارسات القمعيّة، فإنّ الشعب البحرينيّ استمرّ في ثورته وفي حراكه، متيقنًا من أنّ الوصول إلى الحريّة دونه الكثير من التضحيات، وأنّ من يريد أن يحقّق النصر لا بدّ له من أن يقدّم كلّ ما يستطيع من أجل الوصول إلى الغاية. وهذا ما أيقنه الشعب البحرينيّ منذ بداية ثورته، وكان واعيًا ومدركًا أنّ هذه الثورة، بأهدافها المقدّسة، سوف يكون طريقها وعرًا، وأنّ النظام الحاكم المتسلّط لن يوفر وسيلة في سبيل القضاء عليها وإسقاطها.

نظام البحرين المتطرّف تهاوى منذ البداية، وسقط سقوطًا مريعًا كاد أن يوصل به إلى النهاية، لولا التدخّل السعوديّ لحمايته ومنعه من السقوط، وكان لمشهد الجماهير العريضة في ميادين البحرين، التأثير الكبير في حالة الرعب التي عاشها أركان النظام الحاكم، الذين شعروا للمرّة الأولى أنّ عرشهم بات مهدّدًا بفعل الصرخات المدويّة في الميادين، التي جمعت كلّ الشعب بكبيره وصغيره دون تفريق.

ولا بدّ من التأكيد أنّ ثورة دخلت في عامها الخامس، وما زالت متواصلة وبالوتيرة نفسها، لا يمكن لها إطلاقًا أنّ تتوقّف أو أن تتراجع بعد الآن، والنظام البحرينيّ ومن ورائه، يدركون جيدًا، أنّ الشعب الذي نزل إلى الشوارع، وتحدّى كلّ المخاطر واستمر رغم كلّ القتل والاعتقال والاضطهاد، لا يمكن له أن يتراجع أبدًا مهما كلّف الأمر من تضحيات إضافيّة. وما سياسة الاعتقالات، ولا سيّما لقادة المعارضة، إلا وقود إضافيّ للاستمرار في الحراك، وعدم التسليم للظالم المستبدّ، الذي حاول على مدى سنوات الثورة، أن يوقع بين أبناء البحرين وأن يعمل على إفشال الحراك، دون أن ينجح في ذلك أبدًا.

يدرك النظام، وبعد خمس سنوات على حراك الشعب، أنّ المرحلة اليوم أصبحت مختلفة تمامًا، وأنّ الشعب الذي رفض التنازل أو التراجع كلّ هذه الفترة، لا يمكن له في هذه المرحلة التي تشهد تراجعًا واضحًا وكبيرًا للمحور الذي ينتمي إليه هذا النظام، لذا فإنّ حكّام البحرين يضعون في حسبانهم أنّه قد يأتي اليوم الذي يضطرّون فيه إلى التنازل لمصلحة هذا الشعب، تحت ضغط الهزيمة والانكسار، وليس منّة منهم أو هدية، بل هي تغيّرات واسعة لا بدّ لها أن تطال البحرين في ظلّ الأنفاق الكبيرة التي وضعت السعوديّة وحلفائها بها، بدءًا من البحرين مرورًا باليمن وسوريا، وصولًا إلى العراق.

إذًا، المرحلة المقبلة لا تبدو أنّها في صالح النظام البحرينيّ، وكلّ الدلائل تشير إلى أنّ هذا النظام لا يمكن له أن يستمرّ في سياسة القمع إلى ما لا نهاية، لأنّ ذلك قد بدأ بشكل أو بآخر يسرّع نهايته.

*باحث في مركز الدراسات الاستراتيجيّة – واشنطن


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2016121610


المواضیع ذات الصلة


  • أسرار واعترافات… ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «عناصر من الدرك الأردنيّ شاركوا في هجوم الدراز فجرًا» 2-3
  • أسرار واعترافات.. ضابط الدرك الأردنيّ في البحرين: «جئنا من أجل المال.. ولسنا مضطرّين إلى تحمّل نتائج سقوط هذا النظام» 1-3
  • أسرار واعترافات.. «الدرك الأردنيّ في قبضة منامة بوست»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *