Friday 19,Apr,2024 09:36

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

رسالة شعب البحرين للعالم: المسؤوليّة التاريخيّة وسنتحمّل نتائجها

منامة بوست (خاص): “لسنا ممّن يتوعّد، ولسنا ممّن يخاف الوعيد والتهديد، لسنا ممّن ينشر الرعب في الأرض، والرعب إذا انتشر في الأرض لا يزلزل أقدامنا”، قالها الشيخ عيسى قاسم قبل أكثر من خمس سنوات،

منامة بوست (خاص): “لسنا ممّن يتوعّد، ولسنا ممّن يخاف الوعيد والتهديد، لسنا ممّن ينشر الرعب في الأرض، والرعب إذا انتشر في الأرض لا يزلزل أقدامنا”، قالها الشيخ عيسى قاسم قبل أكثر من خمس سنوات، وهذه الكلمة، بقيت قبّانًا للحراك الشعبيّ في البحرين، بحيث لم يستطع القمع العنيف والممنهج من تطويق ثورة الرابع عشر من فبراير، وظلّ الرهان-رهان السلطة- على عامل الوقت.

ورغم الوجود العسكريّ السعودي، ودفع مبالغ طائلة لشركات العلاقات العامة الأمريكيّة لتشويه وقمع وكبت الشعب في البحرين، لم “تتزلزل” قدمه رغم انتشار الرعب بكلّ أنواعه.

حاول النظام بكلّ وسيلة لصق تهم ومسرحيّات إلى شباب الحراك، وتشويه صورة قادته، سجن معظمهم وقاده الطغيان إلى اتهام أكبر داعية للسلم الأهليّ الشيخ عيسى قاسم بداعم التطرّف، والعمل على غسل الأموال، جاء ذلك قبل أكثر من عامين، حينما جمّدت السلطة أموال الخمس الذي يجمعها قاسم للحقوق الشرعيّة، كما هو منصوص في عقيدة المذهب الشيعيّ، بل واتهمت السلطة بنك المستقبل بوصفه شريكًا في عمليّة ما سمّته “غسيل الأموال”.

في 25 أبريل/ نيسان من عام 2014، ردّ الشيخ عيسى قاسم بصراحة، قائلًا: “أيريد أن يُسلّم أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام زكاتهم وخمسهم للسلطة لتستعين بذلك على إقامة مزيد من السجون لهم، وعلى قتلهم، واستيراد السلاح والمرتزقة للفتك بهم ولقهرهم وإذلالهم؟”.

لفّ النظام ودار، ولم يستطع جرجرة قاسم للمحاكم، فأسقط جنسيّته في يونيو/حزيران من العام الماضي، وحاصر الدراز لأكثر من أربعة أشهر، ويتوقّع الآن أن يُقدم على عمليّة أمنيّة خطيرة تزامنًا مع محاكمته في السابع والعشرين من الشهر الجاري.

كلّ ذلك برسم مطالب وطنيّة، وحقوق مهدورة، وشعب مسالم، قد ينفجر كحالة طبيعيّة، ويخرج عن السياق المعروف، خصوصًا وأنّ الموضوع فيه من التدويل حدّ الإشباع. تقول نور مريم الزين، في جريدة الأخبار اللبنانيّة: “وجّه نظام آل سعود رسالة إلى الأقربين والأبعدين، وأولهم إيران. وهذه الرسالة تشير إلى أنّ النظام السعوديّ لا يفتح أي باب للتسوية في أي ملفّ من الملفّات الملتهبة في المنطقة. على العكس من ذلك، فإنّه يريد التصعيد، ولو بصبغة مذهبيّة خالصة. يكرّر التجربة بعد حادثة التدافع في منى قبل نحو 9 أشهر. فهي بدلًا من الاعتراف بالخطيئة، والعمل على معالجتها، أطلقت حملة شعواء على إيران. وكذلك الأمر في اليمن، حيث قرّر آل سعود تدمير البلاد على السماح بحُكم متوازن فيها، يكون فيها من لا يوالون حكّام الرياض شركاء في السلطة. وقبل اليمن سوريا التي يرفض النظام السعوديّ أيّ تسوية سياسيّة معقولة فيها، فيما يفضّل هذا النظام بقاء “داعش” مسيطرًا على غرب العراق، على أن يحرّره خصوم السعوديّة”.

لذلك ترى الزين أنّ هذه “الخطوة التصعيدية ذات أبعاد مختلفة. في الدرجة الأولى، يريد النظام السعوديّ، الحاكم الفعليّ للبحرين منذ احتلال قوّاته الأراضي البحرينيّة عام 2011، أن يسدّد ضربة يراهن على أن تكون قاضية للانتفاضة السلميّة”.

وكان مقال الزين متزامنًا مع نزع جنسيّة قاسم، فكيف بالتراكمات التي حملها ظهر الوطن من بعد ذلك؟

المستهدَف ليس شخص قاسم إذن، وإنّما شخص الوطن، الذي أراد أن يحيا كبقيّة الأوطان المحترمة، بالتكافؤ والحريّة وتوزيع الثروة والعدل والنزاهة، لكن الشعب أراد شيئًا، وقبيلة آل خليفة تريد أن تُبقي على نظامها القبليّ على قيد الحياة.

العناد القبليّ أدّى إلى قتل ثلاثة شبّان قبل أسابيع بالرصاص، في تهمة مفبركة عليهم، وتصعيد ملموس في كلّ شوارع البلاد، مع ذلك، لم تفكّر الغالبية المعارِضة في الركون إلى الصمت، لماذا؟ لأنّ المسؤولية تاريخيّة ولا ينبغي التساهل معها مهما كان الثمن.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017050507


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *