Saturday 20,Apr,2024 13:28

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الكاتب العمانيّ جابر البوسعيدي لـ«منامة بوست» : محاكمة الشيخ قاسم تخفي مشروعًا سعوديًّا خطيرًا لتأزيم الأوضاع في المنطقة

منامة بوست (خاص): في حديثٍ خاصٍ لـ«منامة بوست» قال الكاتب العمانيّ جابر البوسعيدي إنّ ما يحصل في البحرين هو تعدٍّ فاضحٍ على الحريات، وانتهاك لكلّ الحقوق، وتجاوز لكلّ الشرائع الدينيّة والأخلاقيّة

منامة بوست (خاص): في حديثٍ خاصٍ لـ«منامة بوست» قال الكاتب العمانيّ جابر البوسعيدي إنّ ما يحصل في البحرين هو تعدٍّ فاضحٍ على الحريات، وانتهاك لكلّ الحقوق، وتجاوز لكلّ الشرائع الدينيّة والأخلاقيّة والقانونيّة والإنسانيّة، وإنّ الشعب البحرينيّ أثبت طوال هذه السنوات أنّه يستحقّ الوصول إلى الخاتمة السعيدة بتحقيق كلّ الآمال وكلّ الأهداف، التي ناضل طويلًا من أجل تحقيقها وبذل من أجلها كلّ التضحيات.

وتابع البوسعيدي «يؤسفني كثيرًا ما وصلت إليه الأمور في البحرين بسبب هذا النظام الذي تمادى إلى أبعد الحدود في التعاطي الوحشيّ مع شعبه، دون مراعاة أيّ من الجوانب الإنسانيّة، متسلّحًا بالدعم السعوديّ اللامحدود الذي جعل الأوضاع تتأزّم في البحرين، ولم يأبه بكلّ النداءات التي تطلقها المنظمات الحقوقيّة الدوليّة ومنظمة العفو الدوليّة باستمرار، مطالبةً إياه برفع الظلم عن شعبه».

ولفت البوسعيديّ إلى أنّ حكّام المملكة العربيّة السعوديّة يريدون أن تكون دول الخليج طيّعةَ لهم وفي خدمتهم، وتنفّذ أجندتهم دون أيّ اعتراض أو نقاش، وهم بشكل خاص يديرون اللعبة بشكل كامل في البحرين، وهم أيضًا الذين يملون على العائلة الحاكمة في البحرين الأوامر، وهؤلاء ينفّذون دون اعتراض. مؤكّدًا أنّ هذا يحصل بشكل مستمرّ لذلك فإنّ السعودية هي التي تتحمّل مسؤوليّة تدهور الوضع في البحرين وتفاقم الأزمة في هذا البلد الصغير.

وشدّد البوسعيدي على أنّ النظام البحرينيّ شعر في وقت من الأوقات، عند اندلاع الثورة أنّه قد أشرف على السقوط وبأنّه لم يعد قادرًا على الصمود في وجه الجماهير العريضة التي خرجت للتعبير عن آرائها في محاولة لكسر القيود، وشعر أمام هذا المدّ الشعبيّ أنّ أيّامه قد أصبحت معدودة ولم يعد بالإمكان السيطرة على الأمور، لذا كان اللجوء في ذلك الوقت إلى النظام السعوديّ من أجل إنقاذه وانتشاله من الغرق، مع الالتفات إلى أنّ السعوديّة لم تكن لتقبل بسقوط حكّام البحرين ولم تكن تنتظر منهم اللجوء إليها، فأقدمت على إرسال جيشها لقتل الثورة وإجهاضها وقمع الجموع الغفيرة التي نادت بسقوط الطغاة.

وأضاف البوسعيدي أنّ قوّات درع الجزيرة السعوديّة التي دخلت إلى البحرين ارتكبت الكثير من الجرائم والانتهاكات، وتعاملت بقسوة مفرطة مع المواطنين دون أيّ رحمة، وأسهمت بشكل كبير جدًّا في إبقاء النظام البحرينيّ وحمايته من السقوط والانهيار الذي كان وشيكًا جدًّا، ومارست هذه القوّات الأفعال الإجراميّة من أجل منع أي شكل من أشكال المعارضة، حتى لو كانت سلميّة، معبّرةً عن ثقافة الاستبداد ورفض الرأي الآخر المعروفة جيّدًا عن النظام السعوديّ، المستعدّ دومًا لقتل المعارضين واعتقالهم وتعذيبهم وعدم السماح لهم بالتعبير عن آرائهم.

وتطرّق الكاتب العمانيّ إلى موضوع محاكمة الشيخ عيسى قاسم، فأشار إلى أنّ هذه المحاكمة تحمل في طيّاتها استهدافًا مباشرًا للطائفة الشيعيّة؛ لما يشكّله الشيخ قاسم من رمزيّة بالنسبة لهم، وتخفي هذه المحاكمة مشروعًا سعوديًا خطيرًا للذهاب بالأوضاع في المنطقة إلى التأزيم أكثر، وإلى استفزاز الشيعة ليس في البحرين فحسب وإنّما في كلّ الدول التي يوجدون فيها، والهدف تأجيج الصراع السنيّ-الشيعيّ وإعادة تفعيله من جديد، والعمل على فرز الشعوب في المنطقة وإدخالها في صراعات طائفيّة، أملًا في تكوين حلفٍ عربيّ وإسلاميّ سنيّ في مواجهة أقلية شيعيّة.

وأضاف البوسعيدي أنّ هذا المشروع الخطير ستكون أولى شراراته فيما لو تصرّف النظام البحرينيّ بتهوّر وغباء وأصدر حكمًاً قاسيًا ضدّ الشيخ عيسى قاسم، وحاول تنفيذه بالقوّة، حيث إنّه من المؤكّد أنّ الشعب البحرينيّ سيتصدّى لهذه المحاولة وعندها يمكن أن تحصل مجزرة كبرى، لافتًا إلى أنّ هذا ما لا يتمنّاه أحد، لكنّه أحد السيناريوهات المطروحة والتي يمكن أن تذهب بالمنطقة إلى التصعيد الخطير.

وتمنّى البوسعيدي أن يتنبه الجميع إلى هذا الأمر وأن يعملوا على تجنّبه، وأن يكون النظام البحرينيّ واعيًا ولو لمرّة واحدة من أجل منع المنطقة من الانهيار، مؤكّدًا أنّ الفلتان الأمنيّ في أيّ بلد سوف يفتح الساحة بشكل واسع أمام التكفيريين والإرهابيين الذين يتحيّنون أيّ فرصة من هذا النوع للانقضاض ولتثبيت وجودهم.

وختم الكاتب العمانيّ بتعبيره عن تخوّفه من أيّ عمل مجنون قد تقدم عليه السلطات البحرينيّة مدعومةً بموقفٍ ودعمٍ سعوديّ مطلق، مشيرًا إلى أنّ المعارضة والشعب البحرينيّ تمتعوا خلال السنوات الماضية بالوعي الكامل في تعاطيهم مع ممارسات النظام الاستبداديّة والوحشيّة، لكنّه أكّد أنّ التعدّي على رمزهم قد يُسقط كلّ المحرّمات ولا يعود أمام الشعب سوى المواجهة للدفاع عن بقائه.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017060301


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *