منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست»، شدّد الباحث والمحلّل السياسيّ الأردني د. عماد طه على أنّ النظام البحرينيّ يثبت يومًا بعد يوم أنّه نظام غير قابل للحياة، وأن صمود الشعب طوال ستّ سنوات من الثورة أخرجه عن طوره وجعله يتصرّف بطريقة جنونيّة في التعاطي مع هذا الشعب، فيعمد تارة إلى الاعتقال والتعذيب والقتل كما فعل مع إعدام الشبان المظلومين الثلاثة، وتارة إلى إسقاط الجنسيّة عن معارضيه، في سياسة تكاد تنقلنا إلى العصور الوسطى.

الباحث الأردنيّ لفت إلى أنّ ما ارتكبه النظام خلال ستّ سنوات هي عمر الثورة البحرينية الشريفة، تكاد تضاهي، من حيث الإجرام والدموية ما ارتكبته الجماعات التكفيريّة والإرهابيّة في منطقتنا العربيّة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابيّ. مؤكّدًا أنّه لا فرق بين القتل ذبحًا أو القتل تحت التعذيب، ولا فرق بين تنفيذ العمليات الانتحاريّة وقتل الأبرياء، وبين قمع المحتجين السلميّين وإغراق مسيراتهم بالغازات السامة وقتلهم بدم بارد.

طه أشار إلى أنّ الإرهاب الذي مارسه النظام بحقّ شعبه، منذ سنوات طويلة، حتى قبل انطلاق الثورة قبل ستّ سنوات، أعطى دليلًا واضحًا وثابتًا على أنّ الأنظمة الديكتاتوريّة لا يمكن التعايش معها، ولا يمكن الحوار معها والوصول معها إلى تفاهمات؛ لأنّ مثل هذه الأنظمة تعيش على القتل والقمع والاعتقال، ولا تسمح لصوت معارض أن يقف في وجهها ويعارضها. لافتًا إلى أنّ كلّ معارض يصبح تحت دائرة الاستهداف، ومعرّض في كلّ لحظة للاعتقال والتنكيل والحكم عليه بالمؤبد، وقد يصل الأمر إلى الإعدام.

ولفت طه إلى أنّ شعب البحرين يستحقّ منّا كلّ الاحترام، وواجب على كلّ إنسان حرّ شريف أن يقف إلى جانبه ويدعمه بكلّ ما يمكنه، مؤكّدًا أنّ الثورة البحرينيّة هي الثورة المظلومة؛ لأنّه تمّ التعاطي معها على أنّها ثورة شيعيّة ضدّ النظام السنّيّ، وهذه جريمة كبيرة ارتكبها الإعلام الغربيّ والعربيّ معًا، حيث ركزوا على إعطاء الثورة الصبغة الطائفية لتجريدها من قدسيّتها وأحقّية مطالبها، متجاهلين أنّ الشعب البحريني خرج بكلّ أطيافه، شيعة وسنّة، للمطالبة بالحقوق، ولم يرفع أحدًا أيّ شعار طائفيّ يمكن أن يعطي الثورة هذه الصبغة الطائفيّة.

وأكّد طه أنّ النظام الأردنيّ ارتكب جريمة كبرى حين وافق على إرسال قوّات أمنيّة لمشاركة نظام البحرين في قمع شعبه، والإسهام في الانتهاكات التي ارتكبت بحقّ المعتقلين في السجون، وهو أمر من العار أن يقوم به النظام الأردنيّ، لما له من ظلم عظيم.

وختم الباحث الأردنيّ بتأكيد أحقيّة الشعب البحرينيّ في الحصول على الحريّة، وفي الوصول إلى كلّ مطالبه المحقّة، مشدّدًا على أنّ الأيام المقبلة سوف تشهد المزيد من التألق لشعب البحرين، الذي خرج قبل ست سنوات ليس لتسجيل موقف، إنّما لإسقاط الظلم وإيقاف كلّ أنواع الاضطهاد والتسلّط.