منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست»، أكّد الباحث والمحلّل السياسيّ اللبنانيّ فيصل عبد الساتر أنّ النظام البحرينيّ نظام بائد ومصيره إلى مزبلة التاريخ، مشيرًا إلى أنّ كلّ ما يقوم به هذا النظام بحقّ شعبه سوف تكون له عواقب كبيرة، ولن ينجو كلّ أركان هذا النظام المستبد من نتائج ما ارتكبته أياديهم السوداء بحقّ شعبهم.

ولفت عبد الساتر إلى أنّ الشعب البحريني شعب واعٍ وراقٍ وتعاطى بكلّ تحضّر أمام الهجمات الهمجيّة للنظام الوحشيّ، وتعاطى بكلّ ذكاء مع كلّ محاولات هذا النظام لتحريف وجهة الثورة، وتحويل المواجهة إلى مذهبيّة بغيضة، لا تفيد سوى هذا النظام الحاقد. وأشار إلى أنّ الشعب البحرينيّ وقيادة المعارضة كانت واعية لكلّ هذه المحاولات وأغلقوا كلّ الأبواب أمام حكّام البحرين للتلاعب بثورتهم، فما كان أمام النظام حلّ إلا اللجوء إلى الحلّ الأمنيّ الإرهابيّ، بالاعتقال والتعذيب والقتل وسحب الجنسية إلى غيرها من الممارسات الإرهابيّة الوحشيّة.

وأضاف عبد الساتر أنّ الدور السعوديّ الأسود برز واضحًا من خلال دعمه ومساندته غير المحدودة للنظام القاتل في البحرين، حيث عمد إلى إرسال قوات درع الجزيرة إلى المملكة الصغيرة؛ من أجل القضاء على كلّ تحرّك ثوريّ، فأمعن في القتل والتعذيب والاضطهاد، ومارس كلّ أنواع الإرهاب الأمنيّ، أمام شعب أعزل واجه آلة القتل بكل شجاعة وبصدره العاري.

وشدّد عبد الساتر على أنّإعدام النظام الشبّان الثلاثة بمحاكمة صوريّة، وبتهم ملفّقة حدّ الاستهزاء بعقول الناس، يشير بوضوح إلى أنّ النظام ماضٍ حتى النهاية في سياسته القمعيّة والوحشيّة القائمة على القتل ثمّ القتل، حتى يرضخ الشعب ويعود عن ثورته، مضيفًا أنّ الشعب قال كلمته في وجه هذا الحاكم المستبدّ، وكان الجواب واضحًا وصريحًا وثابتًا من خلال المسيرات والتظاهرات التي يخرج بها أبناء الشعب بشكل يوميّ، وتجسّدت شجاعة هذا الشعب وبطولته أكثر عندما هبّ للدفاع عن الرمز الأوّل في البحرين آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، ولبس الأكفان معلنًا عن استعداده للشهادة في سبيل الذود عنه، وعدم السماح لمرتزقة النظام وزبانيته بالوصول إليه، علىالرغم من العديد من المحاولات التي وقف الشعب لها بالمرصاد.

عبد الساتر رأى أنّ صمود الشعب البحرينيّ، ووصول ثورته إلى عامها السادس أثبت للعالم أجمع أنّلديه من الصبر وطول النفس الكثير الكثير، وأثبت أيضًا أنّ النظام عجز أمام بسالة هذا الشعب وصموده، على الرغم من كلّ الارتكابات الوحشيّة على مدار السنوات الستّ، فقدّم الشعب البحرينيّ بهذا مثالًا للعزّة والكرامة، وأعطى حكّام البحرين الجواب النهائيبأنّه لا تراجع ولا استسلام حتى تحقيق النصر الكامل.

وختم عبد الساتر بتهنئة الشعب البحرينيّ على صموده الأسطوريّ، وعلى إصراره على رفض الظلم، مشيرًا إلى أنّ هذا الصمود هو مدرسة في حدّ ذاتها لكلّ الشعوب المستضعفة في العالم، متمنّيًا أن تكون الذكرى السادسة للثورة المباركة عنوانًا لتجديد العهد بالصمود والصبر، وما بعد الصبر إلا الفرج، وفرج الشعب البحرينيّ لا بدّمن أن يتحقق على أيدي الأبطال الشرفاء.