Wednesday 24,Apr,2024 16:35

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

أستاذ العلوم السياسيّة طوني حنّا لـ «منامة بوست»: محاولة النظام البحرينيّ تغطية التطبيع بعنوان رياضي سخيفة وفاشلة

منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست» قال الأستاذ في العلوم السياسية في لندن الدكتور طوني حنّا إنّ سياسة النظام البحريني في محاولة خلق علاقات مع الكيان الصهيوني تحمل في

منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست» قال الأستاذ في العلوم السياسية في لندن الدكتور طوني حنّا إنّ سياسة النظام البحريني في محاولة خلق علاقات مع الكيان الصهيوني تحمل في طياتها بعدًا خطيرًا، حيث إنّ مثل هذه اللقاءات والزيارات قد تكون مقدمة لما هو أكثر من مجرّد زيارة تحت عنوان رياضي.

وتعليقًا على زيارة وفد إسرائيلي ضمن وفد الفيفا إلى البحرين، أشار حنّا إلى أنّ محاولة تغطية التطبيع مع العدو الإسرائيلي بعنوان رياضي هي محاولة سخيفة وفاشلة من قبل النظام البحريني، ولا يمكن أن تمرّ دون الإضاءة عليها لما تشكله من أسلوب جديد في تضييع حقوق الشعب الفلسطيني عبر التواصل مع الكيان الصهيوني واستضافة وفد منه في إحدى دول الخليج المقربة جدًا من السعودية.

وأضاف حنّا أنّ مثل هذه الزيارات التي تأتي اليوم تحت عنوان رياضي وربما في المستقبل تحت عناوين أخرى، تشير بوضوح إلى السياسة التي بدأت البحرين تنتهجها، بإيعاز سعودي، في التعاطي مع القضية الأبرز للعرب وهي القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنّه لولا مباركة السعودية لمثل هذا التقارب مع الكيان الصهيوني لما تجرأت البحرين على القيام بهذه الخطوة التي تعتبر متقدمة جدًا على طريق فتح علاقات حقيقية وعلى كافة المستويات مع الكيان الغاصب.

ولفت حنا إلى أنّ النظام البحريني الذي يمكن أن يوصف بالإجرام والدموية ليس أفضل بكثير من الكيان الصهيوني المجرم، فهما يتشابهان في الكثير من الأمور والأساليب المتبعة ضد الشعوب، مشيرًا إلى أنّ الإجرام الذي مارسه النظام البحريني اتجاه شعبه طوال سنوات والقمع والتعذيب وسحب الجنسية والإبعاد عن البلاد، يشبه إلى حدّ كبير الوسائل التي اعتمدها الكيان الصهويني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي عانى من إجرام ودموية هذا الكيان عشرات السنين وما زال يعاني حتى الآن.

وأضاف حنا أنّ الشعب البحريني لطالما كان من أوائل المدافعين عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني، وأنّ هذا الشعب يحمل القضية الفلسطينية ولم يتركها في يوم من الأيام وهي تبقى حاضرة في كل يومياته، ولعل هذه القضية والمعاناة اليومية للشعب الفلسطيني، تذّكر الشعب البحريني الحي بمعاناته من الظلم والاستبداد والإجرام الذي يلاقيه على أيدي حكام البحرين.

وقال حنا إنّ النفاق الدولي المتمثل خصوصًا بالولايات المتحدة الأمريكية، في التعاطي مع حقوق الشعوب ومعاناتهم، أسهم بشكل كبير في ازدياد هذه المعاناة وتفاقمها، في ظل هذا الصمت المريب الذي يتعاطى بازدواجية فاضحة مع مطالب الشعوب وحقوقها، مضيفًا أنّه من المؤلم أن نرى الجلاد هو المظلوم والضحية هو الظالم، وهذا ما يحدث في البحرين وفي فلسطين المحتلة.

ولفت حنا إلى أنّ محاولة النظام البحريني على أن يكون مشهد الوفود الإسرائيلية مألوفًا في البلاد، هي بحد ذاتها محاولة من أجل الانتقال إلى المرحلة التالية في طريق فتح العلاقات مع الكيان الصهيوني، وبالتالي انتقاء صفة العدو عن هذا الكيان وتحويل الأنظار إلى عدو آخر، بدأت بعض الأنظمة الخليجية بصناعته منذ سنوات عديدة، عبر توجيه السهام باتجاه إيران والتحذير من دورها في المنطقة وخطورتها على العالم العربي بشكل عام، وعلى الدول الخليجية بشكل خاص، وهو ما تجاوبت معه العديد من الأنظمة المتخاذلة التي ترى في العدو الصهيوني ملاذاً لها لكسب الود الأمريكي.

وحذر حنا من محاولات النظام السعودي والبحريني الالتفاف على الحقوق، من خلال تغيير البوصلة التي لكانت مثبتة دائمًا باتجاه الخطر الأول على المنطقة إسرائيل، وعدم السماح لهذه الديكتاتوريات من نقل ساحة المعركة من فلسطين إلى أي بلد آخر، وبالتحديد إلى إيران التي لها أياد بيضاء في القضية الفلسطينية.

وختم حنا بالقول إنّ النظام البحريني المتهالك والمتخاذل، لا يستيطع القفز فوق إرادة شعبه، حتى لو استمر في ظلمه واستبداده، وحتى لو تلقى الدعم المتواصل من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أنّ الشعب البحريني يعبر بوضوح عن خياراته ومبادئه التي لا يحيد عنها أبدًا، وعنوانها أنّه رغم كل المعاناة والظلم فإنّه سيقف دائمًا ضد أي خطوة يخطوها النظام باتجاه التقارب مع العدو الأبدي إسرائيل.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017092119


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *