Friday 26,Apr,2024 10:24

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الباحث الفرنسي فيليب روا لـ«منامة بوست»: الشعب البحريني صمد أمام محاولات شيطنة الحراك

منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، قال الباحث الفرنسيّ والخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور فيليب روا، إنّ الأزمة البحرينيّة هي امتداد ونتيجة لأزمات المنطقة التي تصيب المنطقة

منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، قال الباحث الفرنسيّ والخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور فيليب روا، إنّ الأزمة البحرينيّة هي امتداد ونتيجة لأزمات المنطقة التي تصيب المنطقة العربيّة منذ اندلاع ثورات ما سمي الربيع العربيّ، ومنذ أن خرج الناس إلى الشوارع لإسقاط بعض الأنظمة الديكتاتوريّة والمستبدّة بكلّ عفويّة، ومن دون أيّ ارتباط خارجيّ أو حتى طمع بسلطة أو بمنصب.

وأشار الباحث الفرنسيّ إلى أنّ بعض هذه التحرّكات الشعبيّة انحرفت عن الأهداف السامية والنبيلة وضلّت الطريق، في حين أن الحراك البحرينيّ بقي ثابت الخطى، ولم ينجرف مع الصراعات القائمة في المنطقة على الرغم من التأثّر الإلزاميّ بها، حيث صمد في وجه كلّ المحاولات من قبل النظام البحرينيّ ومعه النظام السعوديّ، التي كانت تهدف إلى شيطنة هذا الحراك وتشويه صورته وصبغه بالمذهبيّة، ورميه بأوصاف لا تمتّ للبحرينيّين بأيّ صلة، لا من قريب ولا من بعيد.

وأضاف روا أنّ الأسلوب الأمنيّ والمخابراتيّ والعسكريّ الذي اتبعه النظام البحرينيّ ضدّ شعبه، عبّر بوضوح عن الخطورة الكبيرة التي شكّلها الحراك على كيان هذا النظام، وما وصل إليه من تهديد جدّي للنظام عبر الجماهير الواسعة التي خرجت إلى الشارع، وهي تضع نصب أعينها هدفًا ساميًا بالتحوّل نحو الديمقراطيّة وإسقاط الديكتاتوريّة ورفع الظلم والاستبداد المسيطر منذ عشرات السنين.

ولفت روا إلى أنّ عائلة آل خليفة أدركت الصعوبات الكبيرة التي تواجهها في مواجهة شعب نزل بكلّ أطيافه للتعبير عن آرائه وللمطالبة بالحريّة، فعمدت بكلّ وحشية إلى القتل والتعذيب والتنكيل بكلّ المعارضين وبكلّ من يرفع صوته للمطالبة بالحقوق، ما أوصل النظام البحرينيّ إلى درجة من الجنون لم يعد معها يدرك كيف يتصرّف، أو كيف يمكن له أن يتعامل مع هذه الأزمة التي تهدّد بقاءه وتهدّد بزوال العائلة وإسقاطها عن الحكم.

وأضاف روا أنّه كان لا بدّ للنظام البحريني أمام هذا الوضع الخطير من أن يستعين بمن يستطيع أن يحميه، بعد أن كان قد رأى بأمّ عينه أنّ كونه حليفًا للولايات المتحدة الأمريكيّة، فهذا لا يمنع سقوطه أو انهياره أمام تحرّكات الشعب، بعد أن كان النظامان التونسيّ والمصري القمعيّان قد انهارا قبله وبمدة قياسيّة، على الرغم من التحالف الوثيق والعلاقة الحميمة التي كانت تربط هذين النظامين بأمريكا، ما شكّل حالة من الرعب للنظام من أن يذوق الكأس نفسها التي ذاقها الرئيسان التونسي والمصري حين تخلّت عنهما أمريكا؛ لذا كان لا بدّ من اللجوء إلى النظام السعوديّ الذي يشبهه بشكل كبير، ويكادان يكونان نظامين متماثلين من حيث قمع الشعب وظلمه واضطهاده وحرمانه حقه في الحرية.

الباحث الفرنسي أكّد أنّ السعوديّة ما كانت لتترك البحرين من دون نجدة، لمعرفتها الأكيدة أنّ سقوط عائلة آل خليفة سيعني سقوط آل سعود في القريب العاجل، وأنّ نجاح الحراك الشعبيّ في البحرين سوف يفتح العيون في دول خليجيّة أخرى أمام شعوبها من أجل التحرك والمطالبة بالحريّة والديمقراطيّة والتحرّر من العبودية والظلم. لهذا لبّت السعوديّة النداء البحرينيّ سريعًا، وأدخلت قوّاتها على مرأى من العالم أجمع، ومن دون أي تردّد من أجل حماية حديقتها الخلفيّة، ومنع سقوط البلد الذي تعدّه جزءًا من أمنها القوميّ بيد من تراهم موالين لإيران، وهذا ما كان يشكّل الكابوس الأخطر بالنسبة إلى السعوديّة.

وأضاف روا أنّ حكّام السعوديّة والبحرين أدركا جيّدًا خطر تحرّك الشعوب في وجه الاستبداد، فعمدوا إلى إحكام القبضة بشكل أكبر على الشعب البحرينيّ، من خلال زيادة حالات الاعتقال والقمع وسحب الجنسيّة واضطهاد المعارضين والناشطين، والتضييق على مختلف الحريات في البلاد، لإدراكهم الأكيد أنّ أيّ تهاون في هذا المجال سوف يضع النظام من جديد أمام خطر السقوط بعد أن كان قد نجا من ذلك في اللحظات الأخيرة.

وختم روا بتأكيده أنّ السعوديّة تعرّضت لانتكاسات عديدة في المنطقة، ولا سيّما في سوريا واليمن والعراق، حيث لم تستطع، على الرغم من دعمها الكبير للجماعات الإرهابيّة المتطرّفة في سوريا والعراق وتمويلها بشتى أنواع الأسلحة وتسهيل انتقال المقاتلين، لم تستطع أن تسقط هاتين الدولتين، مع ما تكلفته من أموال وثروات في هذا المجال، في حين تستمر في حرب وحشية على اليمن منذ أكثر من سنتين دون أن تستطيع حسم الأمور مع كل ما ارتكبته من جرائم وما دمرته من بنى تحتية ومدارس ومصانع ومستشفيات وما فرضته من حصار خانق وظالم على الشعب اليمني. ولا يمكن أن نعدّ أبدًا أن حفاظها على عدم سقوط النظام في البحرين هو إنجاز لها، بل هي تدرك جيدًا أنّ سحب يدها في أي وقت من البحرين سوف يعني سقوط النظام فيه لما يعانيه هذا النظام من ترهل وضعف لا يسمح له بالصمود أمام إرادة الشعب.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2017124759


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *