Thursday 28,Nov,2024 09:39

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

في لقاء صريح: أربع واقعيّات يسردها علي مشيمع لـ«منامة بوست» تؤكّد على إسقاط النظام

منامة بوست (خاص): رأى الناشط السياسيّ علي مشيمع أنّ المستقبل القريب لا يحمل الكثير للبحرين، عازيًا ذلك إلى أنّ الثورات تصنعها التراكمات، مؤكّدًا أنّ البحرينيّين سينتصرون على النظام،

منامة بوست (خاص): رأى الناشط السياسيّ علي مشيمع أنّ المستقبل القريب لا يحمل الكثير للبحرين، عازيًا ذلك إلى أنّ الثورات تصنعها التراكمات، مؤكّدًا أنّ البحرينيّين سينتصرون على النظام، وفي نظر مشيمع فإنّ الحراك الحالي يختلف عمّا سبقه من حراكات، كون الشعب قد خرج حاملًا لمشروع الانعتاق من العبوديّة، ولا يتبع جهات سياسيّة بعينها.
«منامة بوست» التقت بالناشط علي مشيمع في لندن، وأجرت معه هذا اللقاء:
بوست: هل لديكم معلومات لدرجة اليقين بأنّ الشباب في الميدان له القدرة على الصبر في ظلّ انسداد الأُفُق؟
مشيمع: أستطيع أن أقول جازمًا أنّ الشباب والشعب بشكلٍ عام لديه القدرة على الاستمرار، بل هو لا يجد خيارًا وطريقة وآليّة إلا أن يصبر ويواصل ويصمد، فنحن لسنا في حركة مطلبيّة، نحن في خندق الدّفاع عن وجودنا وكياننا.. عن تاريخنا وعن ديننا، فها هي أيّام عاشوراء قد تصرّمت قبل أيّام، والكلّ يعرف أنّ الشعائر تمّ استهدافها وأنّ اللّافتات والبنرات العاشورائيّة تمّ نزعها، فهناك حرب معلنة وواضحة ضدّ الدِّين وضدّ البحرانيين، وبالتالي ليس لدى الشعب خيارًا إلا أن يصمد ويقاوم ويدافع، من هذا المنطلق أقول باطمئنان إنّ الصمود لن يتزعزع ولن ينكسر، بل سيتعزّز مع مرور الأيّام. وخير شاهد على ذلك آلاف المعتقلين في طوامير آل خليفة لم تتزعزع إرادتهم ولم تنكسر عزيمتهم، فالذين يخرجون من السجن لا يرفعون الراية البيضاء، بل يخرجون من السجن إلى الميدان ليقاوموا المحتلّ السعوديّ والغاصب الخليفيّ.
بوست: بالرغم من أنّ نقاء صورة «المقاومة» في الضمير الإنسانيّ واضحة، إلّا أنّ صورتها التبست مع وجود الكثير من التنظيمات الإرهابيّة في الوطن العربيّ، كيف يمكنكم إيصال الصورة الصحيحة للمقاومة في البحرين؟
مشيمع: أعتقد أنّ الصورة الصحيحة للمقاومة ربّما تتعرّض للكثير من التشويه والتشويش، وربّما من الصعب إيصال الفكرة الناصعة للمقاومة كفكر يدعو للسلام وكفكر يدعو للخير. أتصوّر أنّ المقاومة تظهر صورتها حين تحقّق الإنجازات والانتصارات، لكن في خضم المعركة من الصعب توضيح صورتها، وأحد التحدّيات هو توضيح تلك الصورة عبر التراكم والاستمرار.
بوست: ما هي أدوات المُمانعين في بناء تطلّعهم نحو إسقاط النظام؟ أي ما هي أوراقكم الواقعيّة لذلك؟
مشيمع: الواقعيّة الأولى هي أنّ آل خليفة ليس لهم قابليّة الإصلاح، والواقعيّة الثانيّة أنّ كلّ الأدوات التي يستخدمها المطالبون بالإصلاح هي أدوات غير منتجة وغير فاعلة، والواقعيّة الثالثة أنّ التاريخ القديم والجديد لم يسجّل لنا أنّ نظامًا ديكتاتوريًا مستبدًّا تحوّل إلى نظامٍ ديمقراطيّ وعادل، والواقعية الرابعة أنّ الثورات تنتصر من تراكماتها ومن استمرارها، ولا يوجد ثورة تبدأ فتنتصر بسرعة، بالضرورة تبدأ في التكافؤ الماديّ، ويمكنني أن أضرب مثالًا على ذلك وهو إنّه في بداية ثورتنا لم نكن نمتلك إعلامًا ولا فضائيّة ولا انفتاح على قنوات عالميّة، ولكن حينما انطلقت الثورة بدأت المساعي للخوض في المجال الإعلاميّ والإنتاج الشعبيّ، على مستوى المنظّمات الحقوقيّة فالمعادلة ذاتها، لم نكن نمتلك هذه العلاقات مع تلك المنّظمات قبل الثورة، لكن الآن الوضع تغيّر كليًّا. وحينما نتحدث عن مقاومة فتلقائيا نحن نتحدّث عن قوّتين غير متكافئتين ماديًا، وإلّا لم تكن مقاومة، التكافؤ الماديّ في الصراع يأخذ عنوان الحرب لا المقاومة. ولا بدّ من الاستمرار لفرض العزلة على النظام الخليفيّ، ولو أجرينا تقييمًا لوضع النظام ما قبل وبعد الثورة، سنشهد مفارقة كبيرة، النظام لم يعُد قويًا كالسابق.
بوست: الخلاف البينيّ بين أطياف الشعب مستفحل، فما رؤيتكم للتقليل منه في ظلّ احتدام الصراع مع الخليفيّ الذي هو السبب المباشر في خلق ذلك الخلاف؟
مشيمع: في هذا الصدد قد كتبت مقالًا قبل أسبوعين أو أكثر، بعنوان «المعادلة العكسيّة»، تحدّثت فيه عن العلاقة بين أطياف المعارضة، تلك العلاقة التي تمرّ بمراحل تقارب وتباعد، أتصوّر أنّ الأسباب دائمًا التي تدعو للتقارب أو تدعو للتنافر، هو مدى توغّل الخليفيّين بيننا، ففي الرابع عشر من فبراير 2011 كنّا أكثر تقاربًا لأنّ الخليفيّين كانوا خارج الدوّار، حينما أراد وليّ العهد أن ينفذ لوسط الدوّار، عرفت الجمعيّات السياسيّة أنّ خروجها من الدوّار سيُخسرها الورقة الشعبيّة، فبالتالي تمسّكت بالدوّار أكثر من تمسّكها بوليّ العهد، وبالتالي كنّا أكثر تقاربًا، ولم تكن الحزبيّة بصورتها الفاقعة تسيطر على المشهد، فكلّما ابتعدت القوى السياسيّة عن الخليفيّين اقتربت من القوى الثوريّة، وكلّما اقتربت القوى السياسيّة من الخليفيّين، ابتعدت تلك القوى عن القوى الثوريّة، فتخرج لنا معادلة أنّه من الممكن توحُّد البحرانيون مع بعضهم ضدّ الخليفيين، لكن من غير الممكن توحُّد البحرانيين مع بعضهم للتعاون مع الخليفيين أو الانفتاح عليهم. في هذه المرحلة أصبح قرار المقاطعة واضحًا، وعليه، فقد وحّد الشعب ورصّ صفوفه.
بوست: كيف تقرأ قوّة الإقليم الداعم للخليفيّ؟ بل وكيف تقرأ موقف إيران الداعم للإصلاح؟
مشيمع: أوّلًا: من ناحية الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لا أعتقد أنّ هناك دعمًا لخيار الإصلاح أو خيار الإسقاط من قبل الجمهوريّة، الأمر هو أنّه لأي مدى تكون رسائل المعارضين البحرانيّين واضحة بالنسبة لها، لكي تدعم خيار الشعب، فمواقفها أحيانًا تكون سياسيّة وأحيانًا تكون حسب ما تصلهم من إشارات أطياف المعارضة، وإجمالاً، فمن المستحيل أن تأتي دولة خارجيّة وتدعم مسيرة إسقاط نظام طالما أنّ هذا الموضوع مختلَفٌ عليه في الداخل. لكن بشكلٍ عام الجمهوريّة دعمت الجانب الإنسانيّ للشعب، وساندت مظلوميّتنا، وهو موقف مشكورٌ ومؤثّر وهو أحد العوامل التي أظهرت مظلوميّة الشعب.
أما الدول الإقليميّة الأخرى المساندة لآل خليفة، فهي تعاني من المشكلة نفسها، وإذا ضربنا بمثال السعوديّة، فالسعوديّة تعاني من نظام ديكتاتوريّ ظالم، حتّى المرأة فيه ممنوعة من السياقة، ولا يؤمن نظام آل سعود بأدنى درجات الديمقراطيّة. ويرون أنّ موضوع الثورات ستجتاحهم مستقبلًا.
بوست: هل بات لدى البحرانيّ ثقافة صراع مع الخليفيّ مختلفة عن السابق؟
مشيمع: نعم؛ فالبحرانيّون الآن لا ينطلقون من توجيهات قادة سياسيّين، بل ينطلقون من ذواتهم وبطبيعتهم، النساء والشباب وغيرهم الذين يخرجون كلّ ليلة يخرجون وهم حاملين على عواتقهم ثأر المساجد التي هدِمت، لديهم مشروع العتق من العبوديّة والمذلّة، ويستحيل أن ينسوا أنّ الخليفيّين قد اعتدوا على الأعراض، ولا يمكن أن يساوموا على حريّتهم وكرامتهم، كما لا يمكن أن يساوموا على وطنهم الذي احتُلّ من قبل الاحتلال السعوديّ، وأتصوّر أنّ التاريخ لم يسجّل حضورًا شعبيًا كالذي سجّله في الثورة التي انطلقت في الرابع عشر من فبراير 2011 ولا زالت مستمرّة، ولا ننسى أنّ البحرانيّين يواجهون جيشًا خليفيًا وجيش الاحتلال السعوديّ، وهذان الجيشان محميّان بأسطولٍ أمريكيّ، وبدعمٍ غربيّ واضح، ومع هذا، فالبحرانيّون هم الأكثر اطمئنانًا والأكثر صمودًا والأكثر صبرًا وثباتًا، والأوضح منهجًا بنفس واثقٍ صادق، والخليفيّون هم من يتخبّطون ويظهر على حركتهم العشوائيّة رغم ما يمتلكونه من الإمكانات.
بوست: ما توقّعكم للمستقبل القريب من جهة، والبعيد من جهة أخرى؟
مشيمع: لا أعتقد أنّه سيحصل شيء استثنائيّ في المستقبل القريب، صحيحٌ أنّنا سنمرّ على الانتخابات، وسنمرّ على عيد الشهداء، لكن لا أعتقد أنّ هناك انعطافة كبيرة في المدى المنظور، إلّا أن يحدث أمر كبير في المنطقة كالذي حصل في اليمن.
على المستوى البعيد: أتوقّع أنّ البحرانيّين سيستفيدون من تراكم حراكهم، وسيخسر الخليفيّون الكثير، ومع الوقت سيسجّل البحرانيّون انتصاراتهم.

رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014022627


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *