Saturday 23,Nov,2024 07:30

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

داعش «تسبي» نساء بحرينيّات..«عروبةٌ بلا حياء مغموسةٌ بالعار»

منامة بوست (خاص): ما الفرق بين أن يُسبي «تنظيم داعش الإرهابيّ» النساء الأيزيديّات وبيعهنّ في سوق النخّاسة؟ وبين اعتقال سلطات آل خليفة للنساء منذ قمع ثورة 14 فبراير/ شباط 2011،

«العار الذي لا يمحوه كرُّ الدّهر، هو أن تسعى الأمة أو أحد رجالها أو طائفة منهم، لتمكين أيدي العدو من نواصيهم، إمّا غفلةً عن شؤونهم، أو رغبةً في نفعٍ وقتيّ».

جمال الدين الأفغانيّ

منامة بوست (خاص): ما الفرق بين أن يُسبي «تنظيم داعش الإرهابيّ» النساء الأيزيديّات وبيعهنّ في سوق النخّاسة؟ وبين اعتقال سلطات آل خليفة للنساء منذ قمع ثورة 14 فبراير/ شباط 2011، حتّى يومنا هذا؟ وآخرها نحو 14 امرأة معتقلة، ودون أيّة أسبابٍ واضحة..!

بحسب ما أعلن منسّق مرصد البحرين لحقوق الإنسان، «المحامي محمّد التاجر» على حسابه في موقع التواصل الاجتماعيّ «تويتر»، بأنّ معلوماتٍ وردت من مركز شرطة مدينة عيسى، تفيد بتوقيف هؤلاء النساء بتهمٍ متعلّقة بمشاركتهنّ في الاستفتاء الشعبيّ، المزمع في 21 و 22 من نوفمبر/ تشرين الجاري، والذي دعت إليه الهيئة الوطنيّة المستقلّة للاستفتاء الشعبيّ.

لقد تابع العالم بأسره إحياء تنظيم داعش في العراق لعهد حروب القبائل في الجاهليّة الأولى، باسترقاق النساء وسبيهنّ، وتفريق أطفالهنّ، وتحويل النساء الأيزيديّات والمسيحيّات إلى سلعةٍ تُباع وتُشترى في سوق النخّاسة، لإشباع غرائز عناصر التنظيم.

حكم عائلة آل خليفة يعيد «أمجاد جاهليّته وعارها» حين غَزَوْ البحرين قبل أكثر من 230 سنة، حين اعتدوا على الأرض والعِرض، واستباحوا الحرمات. هم من أطلقوا على البحارنة لقب «حلايل – حلائل»، لاستحواذهم على كلّ شيء. أحلّوا لأنفسهم ما حرّم الله، وما حرّمته الأعراف القانونيّة والأخلاقيّة، ولبسوا ثياب الدناءة اللّائقة بهم منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، بحربهم ضدّ أصحاب الأرض الشرعيين، واغتصابهم أرض البحرين بمن عليها.

ليس هناك نظامٌ في العالم سبق حكم آل خليفة في «سقوط حياءه وعاره» باعتقال هذا العدد من النساء على مدى أربع سنوات من عمر ثورة 14 فبراير، أو في غضون 24 ساعة، مع منع المحامين من مقابلتهم أو الاتصال بهم، ومع احتجاز طفلتين رضيعتين بكلّ «وقاحة ودناءة».

الكلّ يعلم ماذا يجري في غرف التحقيق المغلقة في أوكار «التعذيب الرسمية»، من إهاناتٍ وسقوطٍ أخلاقيّ لمن وصفهم وزير الداخليّة بـ«إخوانه – المرتزقة» – أو ممن صنّفهم «ديناصور العائلة» خليفة بن سلمان آل خليفة، أنّهم فوق القانون، مهما ارتكبوا من جرائم تعذيب ضدّ المواطنين، كالجلاّد مبارك بن حويل، ومن هم على شاكلته. هم يتلذّذون بإهانة الرجال وهتك أستار النساء.. «نسخة داعشيّة تكفيريّة»، جمعت مختلف الجنسيّات من «حثالات الرجال وأشباهها» من شتّى بقاع الأرض في جميع مرافق وزارة الداخليّة البحرينيّة بلا استثناء، لإشباع غريزة القتل والتفنّن في «ممارسة طقوس عار وأحقاد» حكم آل خليفة الطائفيّة، على هذا الشعب المطالِب بحقوقه المشروعة في الحُريّة والكرامة والديموقراطيّة.

لا يمكن لوزارة الداخليّة أن تنكر أو أن تنفي هذه الأخلاقيّات، فانتشار مقطع فيديو قبل أيّامٍ في مركبة الشرطة، للضابط الذي كان يضرب أحد المعتقلين، وهو يسبّه ويشتمه بألفاظه الخادشة للحياء، كان واضحًا كوضوح الشمس في كبد السماء، ودليلًا دامغًا ملموسًا، ومترجمًا فصيحًا لـ«التربية العسكريّة» في مدرسة حكم آل خليفة.

جمعيّة الوفاق الوطنيّ المعارضة، أقامت وقفةً تضامنيّة مساء الخميس 13 نوفمبر/ تشرين 2014، تضامنًا مع دفعة النساء المعتقلات الأخيرة، وكان عنوانها «عارٌ احتجاز النساء واعتقالهنّ»، وقد استعرض المشاركون في هذه الوقفة التصرّفات اللًا أخلاقيّة لعناصر وزارة الداخليّة، الشبيهة بتنظيم «داعش الإرهابيّ» أثناء اقتحام المنازل وترويع النساء واعتقالهنّ. ولا عجب من ذلك، يكفي أنّ نجل وزير الديوان الملكيّ ناصر بن خالد بن أحمد آل خليفة، «ناصرٌ أساسيّ لتنظيم داعش، وبامتياز»، ويحمل فكرًا سلفيًّا متطرّفًا بالدرجة الأولى، و«من شابه أباه فما ظلم».

المحامي محمّد التاجر، قال في هذه الوقفة «إنّ النظام لم يعُد يخجل، فقد هدم المساجد، وأرسل قوّات من المرتزقة لإزالة الأعلام السوداء والشعارات العاشورائيّة، كما أنّ النيابة أنكرت وجود معتقلات، في الوقت الذي أصدرت أمر الاعتقال، والسلطات قامت بطرد جميع المحامين الذين حاولوا الدفاع عن المعتقلات من أمام النيابة»، أي رجالٍ هؤلاء في مبنى النيابة العامّة حتّى ينكروا وجود هؤلاء النساء، وهنَّ معتقلاتٍ لديهنّ..؟! والنظام الذي «لا يخجل»، هو نظامٌ يُعَبَّر عنه بأنّه «لا حياء له»، ومن «لا حياء» له لا يستحقّ أن يحكم أيّ شعبٍ على وجه هذه الأرض، لأنّه «منغمسٌ ومغموسٌ في العار».

لو أنّ نظام آل خليفة لديه «حياء» ويدّعي العروبة وشيمتها، أو تبقّى في وجهه «مُزعْة لحمٍ»، لما تقبّل أن «يوصم بالمرتكبِ للعار» باعتقاله النساء، ولما «انغمس في هذا العار حتّى النخاع بهذا المستوى»، «فالقبول بالعار هو أشنع وأشدُّ من العار نفسه…! إلّا أنّه بات جليًّا أنّ هذا الحكم يهوى الانغماس في العار، وممارسة العار، مع علمه أنّه عارٌ على العار، ومع علمه أنّ اعتقال النساءِ عارٌ لا يُغْسَل».


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014035724


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *