Thursday 28,Nov,2024 02:44

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

رئيس الدعوة الإسلاميّة بالأزهر الشريف لـ«منامة بوست»: هدم المساجد في البحرين عمل إجراميّ يؤدّي لفساد البلاد والعباد

منامة بوست (خاص): «الإسلام حريص على حماية أيّ مقدّسات، ولا يجوز أن تهان أيّ طائفة دينيّة، أو فكريّة، أو مذهبيّة، أو تمتهن لمجرّد اختلافها في التوجّه»

منامة بوست (خاص – القاهرة)

عشرات التقارير، والإدانات الدوليّة والمحليّة ومن مختلف الجهات، صدرت حيال جرائم النظام الحاكم في البحرين، سيّما اعتداءاته المستمرّة على المؤسّسات الدينيّة والشعائر الإسلاميّة، وخاصّة تلك التي استهدفت الطائفة الشيعيّة. وقد بدأت هذه الحملة الانتقاميّة منذ إعلان السلامة الوطنيّة منتصف مارس/ آذار 2011، أو ما عُرِفَ بفرض قانون الطوارئ على البلاد، حيث استهدفت العناصر الأمنيّة والعسكريّة المدعومة من جيش الاحتلال السعوديّ، عشرات المساجد الشيعيّة، والمآتم، والمؤسسات الدينيّة الأخرى في العديد من المناطق، بالإضافة إلى توثيق سابقةٍ تاريخية ضمن قائمة هذه الجرائم، وهي حرق القرآن الكريم؛ دون مراعاةٍ لأبسط القيم الإسلاميّة التي يدّعيها النظامين الخليفيّ والسعوديّ.

واستمرّ مسلسل الاعتداءات الممنهج على المؤسّسات والشعائر الدينيّة على مدى ثلاثة أعوامٍ، منذ بدء قمع ثورة 14 فبراير الشعبيّة في مارس/ آذار 2011 حتى يومنا هذا، وسط صمتٍ للمجتمع الدوليّ، ومراكز صُنّاع القرار في الدول الغربيّة والأوربيّة، بما في ذلك هيئة الأمم المتّحدة؛ وقد أصدرت بحقّها المنظمات الأهليّة، والحقوقيّة، والدوليّة المعترف بها عشرات التقارير استنكرت انتهاكِ حرمة المقدّسات الدينيّة، والاعتداء على حريّة ممارسة العقيدة التي كفلتها الأعراف السماويّة والدوليّة.

msanabis outمؤخراً؛ وفي مساء يوم الأحد 23 مارس/ آذار 2014، دفعت منقطة السنابس، غرب العاصمة المنامة، ثمناً يختلف عما تدفعه كضريبةٍ للاحتجاجات اليوميّة في مختلف البلدات والمدن البحرينيّة منذ قيام ثورة 14 فبراير 2011، شأنها كشأن بقيّة المناطق البحرينيّة والتي تشهد اعتداءاتٍ ممنهجةٍ من القوّات النظاميّة، فعقابها هذه المرّة لم يكن بسبب الاحتجاجات، بل لتلاوة القرآن الكريم في المسابقة الدينيّة السنويّة «الذكر الحكيم» بمأتم السنابس، حيث أقدمت مدرّعة أمنيّة على التوقّف أمام بوابة المأتم، وتعمدت إطلاق عبوة الغازات السامّة داخله، دون أن تبالي بصوت القرآن الكريم الذي كان يتردّد في أجواء المنطقة وسمائها، الأمر الذي يُفنّدُ ادّعاءات الدولة المسلمة، والتي شهدت على إسلامها المساجد المهدّمة والمصاحف المحروقة.

واستنكاراً لهذه الحادثة الآثمة في سجّل جرائم النظام الخليفي، أصدر ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في البحرين بياناً صحفيّاً يدين هذه الجريمة ويصفها بالنكراء- مشيراً إلى دعم قوّات الاحتلال السعوديّ، التي تمارس عدواناً طائفيّاً مقيتاً ضدّ الشعب البحرينيّ، مدرجاً إيّاها ضمن مسلسل الاعتداءات المتواصلة، التي طالت المساجد، والحسينيّات، والمآتم إلى جانب تدنيس القرآن الكريم وحرقه، مطالباً المرجعيّات الإسلامية والأزهر الشريف، بإعلان الرفض لانتهاكات النظام الخليفيّ التي وصفها بالإرهابيّة والطائفيّة، المستمرّة بحقّ القرآن الكريم وبيوت الله، وإدانتها.

«منامة بوست» حاورت رئيس الدعوة الإسلاميّة بالأزهر الشريف فضيلة الدكتور«سعيد عامر»بهذا الخصوص، والذي أكّد أنّ «الإسلام يرفض أيّ اعتداء على جميع المقدّسات سواء كانت إسلاميّة، أو غير إسلاميّة ويدينها»، معتبراً أي اعتداء أو انتهاك على بيوت الله، سواء كانت: مساجد، مقدّسات إسلاميّة، أو أماكن قراءة القرآن الكريم والذكر، بأنّها »عمل إجراميّ وإفساد في الأرض».

ولفت الدكتور عامر إلى أنّ«الإسلام حريص على حماية أيّ مقدّسات، ولا يجوز أن تهان أيّ طائفة دينيّة، أو فكريّة، أو مذهبيّة، أو تمتهن لمجرّد اختلافها في التوجّه».

وأشار إلى أنّ«الإسلام فيه مقدّسات، وأمر بالحفاظ عليها، موضحاً أنّ هذه المقدّسات، والتي أمر الله بأن نقدّسها ونحافظ عليها، سيّما المساجد ، إذ أنّها بيوت الله في الأرض ، وأحبّ البقاع إلى الله ، ففيها نوره وهداه ، والتي أمر الله أن يرفع فيها ذكره، ويذكر فيها اسمه، بالغدوّ والآصال».

وتساءل «كيف يهان المسلم، وهو في بيت من بيوت الله ؟ أو يعتدى عليه وهو ذاكر لاسم الله؟ أو يتعرّض للإهانة وهو في حلقات ذكر أو مكان يقرأ فيه القرآن الكريم؟ مستنكراً كلّ«اعتداء على أيّ مسلم سواء كان سنيّاً أو شيعيّاً، وعلى أيّ مقدّسات دينيّة».

msanabis inوأوضح أنّ «أيّ مسجد تقام فيه الشعائر الدينيّة، سواء كان تابعة لطائفة الشيعة أو السنّة، فهو مسجد! مشيراً إلى أنّ المسجد اشتق من مكان السجود لله، ولمّا كان السجود أفضل الأعمال فكيف تتعرّض للاعتداء؟ أو الامتهان؟ أو الهدم؟ أو إهانة؟ بصرف النظر عن الطائفة ، فهو بيت من بيوت الله!».

ووصف هدم المساجد والاعتداء على الشعائر الدينيّة، والاعتداء على مأتم منطقة السنابس بالغاشم، حيث كان يذكر فيه اسم الله ويقرأ فيه القرآن الكريم، قائلاً: «إنّ هذا العمل إجراميّ يؤدّي إلى فساد البلاد والعباد، ونشر العنف، وسفك الدماء».

ودعا جميع طوائف الشعب البحرينيّ«السنّة والشيعة» إلى الابتعاد عن أيّ اعتداء على المساجد، بصرف النظر عن توجّهه المذهبيّ، أو الطائفيّ، حفاظاً على الدماء من الإراقة، والمحافظة على وحدة البلاد، وتفادياً لحدوث فتنة نتيجة هذه الأعمال غير المسؤولة، التي قد تؤدّي إلى نشر العنف بين المواطنين، داعياً الحكومات إلى الحفاظ على وحدة الشعوب، وعدم إثارة الفتن الطائفيّة، حتى يتفرّغ الناس للعمل وتتقدم الشعوب العربيّة والإسلاميّة».


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014060148


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *