Thursday 28,Nov,2024 02:44

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

رئيس حركة حشود المصريّة: ندعم الثورة البحرينيّة المجيدة ونرفض تحويلها إلى صراع طائفيّ

منامة بوست (خاص): حاورت “منامة بوست” رئيس حركة حشود المصريّة “محمد الجيلاني”، وهو رئيس مؤتمر دعم البحرين في القاهرة وأحد أبرز السياسيين والناشطين في مصر

منامة بوست (خاص – القاهرة)

حاورت “منامة بوست” رئيس حركة حشود المصريّة “محمد الجيلاني”، وهو رئيس مؤتمر دعم البحرين في القاهرة وأحد أبرز السياسيين والناشطين في مصر، حيث لعب دوراً مهماً في ثورتي 25 يناير و30 يونيو.

تناول الحوار الشؤون البحرينيّة وتطورات ثورتها، واتّسم بالشفافيّة والصراحة عاكساً خبرة الجيلاني في الشؤون البحرينيّة ومدى دعمه لثورتها منذ انطلاقها عام 2011.

بداية أوضح الأستاذ الجيلاني أنّ ثورة البحرين ثورة شعبيّة وليست طائفيّة كما تدّعي الحكومة، رافضاً قرارها إغلاق المجلس العلمائي الإسلامي مؤيّداً للعريضة المقدّمة منه إلى الأمم المتحدة، وقد أشار إلى الانعكاسات السياسيّة السلبيّة للأحكام القضائيّة الجائرة وأعمال القمع على أجواء الحوار الوطنيّ مع المحاولات الدؤوب من المعارضة والجمعيّات الوطنيّة للحفاظ على مكتسبات ثورتهم، وكيفيّة مواجهة الإعلام الحكومي والسعودي والقطري، كما تناول الحوار توصيات لجنة بسيوني ودور مؤتمر دعم البحرين في القاهرة حيال ثورة البحرين، واستعرض أخيراً التدخل العسكري السعوديّ والأردنيّ في البحرين وموقف إيران من الأزمة البحرينيّة .

اعتبر الجيلاني أنّ قرار حل المجلس الإسلامي العلمائي مسيّس ويعكس وجهة نظر الحكومة البحرينيّة حيال الأزمة السياسيّة القائمة، لأنّ المجلس العلمائي يعتبر مثل الأزهر في مصر والكنسية بالنسبة للمسيحيين، موضحاً أنّ هذا الحكم ظالم لأنه يظلم الشيعة بالرغم من أنهم يمثّلون الأغلبيّة في البحرين ويؤدّي إلى إثارة الفتنة الطائفيّة وتأجيج الصراع الدينيّ بين السنّة والشيعة، ويحدّ من التعايش السلمي؛ وهو ما تحاول تحقيقه السلطات البحرينيّة من خلال جرّ البلاد إليه للحفاظ على نظامها من ثورة فبراير 2011، ولكن يبقى على القضاء أن يكون عادلاً بعيداً عن السياسة.

وأوضح الجيلاني أنّ العريضة التي رفعها علماء الدين للأمم المتحدة اعتراضاً على حلّ المجلس تمثّل حقاً شرعياً يلجأ لتحصيله المظلومون من المجتمع الدولي بعد عجزهم في الحصول على هذا الحقّ في وطنهم نتيجة غياب العدالة القضائية وموالاتها للنظام، مؤكداً أنّ حركة حشود التي يمثلها في مصر متضامنة ومؤيدة لهذه العريضة ولكلّ ما من شأنه إعادة الحق إلى أهله بالطرق السلميّة؛ هذا وقد أدانت الحركة إغلاق المجلس العلمائي مشيراً إلى أنّه قد دعا المعارضين لهذا القرار في القاهرة إلى الخروج في تظاهرة سلميّة أمام السفارة البحرينيّة للتنديد بهذا الحكم البائن.

وأشار الجيلاني أنّ الحكومة والسلطات البحرينيّة بهذا القرار السياسي (القضائيّ الشكل) إنّما تحاول تعكير أجواء الحوار؛ إذ كيف ينشأ حوار عادل وبنّاء وفعليّ وفي الوقت نفسه تقوم السلطات البحرينيّة بقمع المتظاهرين وغلق المساجد والمجالس الدينيّة ولاسيّما الشيعيّة؟ فهذا يعني شيئاً واحداً هو أنّ الحكومة تحضّر للحوار في هذا الوقت للتسويق لموقفها وزعمها بأنّها داعمة للسلام والحريّة؛ بينما تقوم بانتهاكات واعتقالات للنشطاء والسياسيّن، مضيفاً أنّ الحكومة تحاول تشتيت آراء جبهات قوى المعارضة لتفريقهم وإحداث الشقاق بينهم.

ورفض الجيلاني محاولات بعض الموالين للنظام الخليفي والحكومة تصوير الثورة بأنّها ثورة شيعيّة جملة وتفصيلا، ذاكراً أنّ الثورة البحرينيّة ثورة شعبيّة قام بها جميع الطوائف الدينيّة ( المسيحيّة والسنّة والشيعة ) ضد النظام الحاكم للمطالبة بإصلاحات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة ودستورية في البلاد، لكنّ النظام يحاول تشويه صورة الثورة بلصقها في الشيعة لكي تحوّل الثورة عن مسارها، والحراك السياسيّ الشعبيّ إلى مظاهرات طائفيّة .كما دعا الجيلاني قوى المعارضة الوطنيّة والمواطنين والنشطاء إلى توحيد صفوفهم والتثبت برأيهم والاستمرار في مطالبهم لحقوقهم المشروعة.

ووجه الجيلاني دعوته للجمعيات السياسية بالحفاظ على الثورة، لافتاً إلى أنّه يجب على القوى السياسيّة والجمعيّات أن تتوحد سواء كانت داخل البحرين أو خارجها، وعدم الانجراف إلى فخ الحوار الوطنيّ الذي يحاول النظام من خلاله تفتيت هذه القوى قبل ذكرى الثورة الثالثة، كما أنّ للمعارضة دوراً في التعريف بأسباب ثورتهم والإصرار على مطالبهم وشرحها عبر وسائل الإعلام المختلفة.

وأكّد الجيلاني أنّ حركة حشود أدانت في العديد من المؤتمرات أعمال العنف والقمع التي يتعرّض لها المواطن البحرينيّ بعد ثورة فبراير/ شباط، موضحاً أنّ مؤتمر دعم البحرين في القاهرة قد تقدّم بالعديد من التوصيات والمسودات إلى جامعة الدول العربيّة والأمم المتحدة لتنفيذ توصيات بسيوني المتعلقة بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان والتشديد على سرعة إرسال وفود ولجان تحقيقيّة لبحث هذه الانتهاكات موضحاً أنّه تقدّم بأكثر من 140 توصية إلى الهيئات والمجتمعات الدولية لبحث هذا الشأن.

وأعلن الجيلاني أنّه تمّ عقد مؤتمر لدعم الثورة البحرينيّة في نوفمبر من العام 2013 الماضي بالقاهرة وتمّ الخروج بعدد من التوصيات كان منها:

أولاً: التأكيد على دعم حركة حشود المصرية للجمعيّات وقوى المعارضة السياسيّة الوطنيّة في البحرين حتى تحصل على مطالبها المشروعة من إصلاحات وتعديلات دستوريّة.

ثانياً: أهميّة التعريف بثورة البحرين في المحافل الدوليّة والإقليميّة، وإثارة قضيّتها في وسائل الإعلام المتنوعة.

ثالثاً: إرسال توصيات إلى الجامعة العربيّة لكي تتدخل في الأزمة وتجد حلولاً سياسية عادلة قائمة على الحوار البنّاء بين جميع الأطراف.

رابعاً: أهميّة إيجاد منابر إعلاميّة تعبر عن الثورة البحرينيّة، وتوضح وجهات النظر المعارضة ولاسيّما في ظل التعتيم الإعلامي المفروض على المعارضة بالداخل وذلك لتصحيح صورتها لدى الرأي العام الدولي والعربي، مشيراً إلى أنّ حركة حشود قامت بإنشاء وكالة إخباريّة خصصت فيها جانباً للثورة البحرينيّة وتوثيقها للتعبير عن آمال الشعب البحرينيوطموحاته، وللحفاظ على مكتسبات ثورته.

وشدد الجيلاني على أن مشكلة الإعلام العربي في ظل سيطرة جزء كبير من رأس المال السعوديّ والقطريّ والحكومات والأنظمة، بالإضافة إلى رجال الأعمال الموالين للسلطات، أدى إلى صعوبة إبداء وجهات النظر المعارضة والتعبير عن رأيها، وهذا ما حدث للثورة البحرينيّة، داعياً الإعلام العربي إلى الشفافية والصراحة وعكس جميع وجهات النظر حتى يصل إلى مرتبة الإعلام الغربي؛ فليس من المعقول أن يهتم الإعلام الغربي بالثورة البحرينية وتتجاهلها وسائل الإعلام العربيّة.

وكشف الجيلاني أنه لا يزال يوجد قوائم سوداء في مطار القاهرة الدولي للأسف، ولم يتم تعديل هذه القوائم منذ خلع الرئيس الأسبق مبارك ولم يطرأ عليها أي تغيير، مشيراً إلى أنّ وزير الداخليّة البحريني قد زار القاهرة في الفترة الأخيرة دون أن يدعو الداخليّة المصريّة إلى شطب هذه القوائم، بل يحتمل أنّه أضاف عليها أسماء جديدة لنشطاء ومعارضين للنظام في البحرين، كما أوضح أنّ مؤتمر دعم الثورة البحرينيّة في القاهرة تقدم إلى المشير عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع المصري بطلب برفع أسماء النشطاء السياسيين البحرينين حيث تمّ عرض وجهة نظر المعارضة البحرينيّة من وجود تقارب بين الثورة المصريّة والبحرينيّة، كما ندد بمنع أمين عام التجمع البحريني الوحدوي “فاضل عباس” من دخول الأراضي المصرية، مؤكداً أنّ مصر ترحب بجميع الزائرين لها.

واعتبر الجيلاني التواجد العسكري السعودي في البحرين نوعاً من الاحتلال الوهابيّ السعوديّ؛ متسائلاً كيف تدخل دولة أراضي دولة أخرى وتنتهكها بجيوشها وأسلحتها. وأضاف، إنّهما النظامين السعودي والبحريني يحاولان إضفاء صفة الشرعيّة عليه من خلال اتفاقيّة التعاون الأمني الخليجية، والتي اعترض عليها عدد من دول الخليج نفسها، مؤكداً أنّ قضيّة البحرين ليست قضية أمنيّة أو إرهابيّة وإنّما قضيّة سياسيّة وثورة على الفساد والظلم الذي يمارسه النظام.

كما عبّر عن أسفه الشديد لدخول 5000 جندي من الدرك الأردني إلى الأراضي البحرينيّة، مشيراً أنّ ذلك يؤجج من الأزمة ولا يحلّها، كما أنّه يعكس التقاط النظام الخليفي أنفاسه الأخيرة وأنّه في حالة من الخوف الشديد من ذكرى الثورة التي تدخل عامها الرابع دون توقف.

وفي ختام لقاء الجيلاني، شدد على أنّ الثورة ثورة شعبيّة وأنّ إيران ليس لها أي دخل في البحرين، كما أكدت الخارجيّة الإيرانية في الكثير من المرّات، وقالت إنّها أزمة داخليّة في البحرين وليس لطهران شأن بها، موضحاً أنّ النظام الخليفي هو من يحاول تضليل الرأي العام الدولي والعربي ليكسب تعاطفهما؛ فيخرج بين الحين والآخر مدّعياً قبضه على عناصر إرهابيّة موالية لإيران وهذا مغاير للحقيقة، فإنّ إيران قد تكون مرجعاً دينياً للعديد من الشيعة ولكنها ليست مرجعاً سياسياً لهم.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014074250


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *