منامة بوست (خاص): قرار المحكمة العليا البريطانية اليوم الثلاثاء 07 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2014، بإسقاط الحصانة عن نجل ملك البحرين ناصر بن حمد آل خليفة، على خلفيّة مزاعم تعذيب
منامة بوست (خاص): قرار المحكمة العليا البريطانية اليوم الثلاثاء 07 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2014، بإسقاط الحصانة عن نجل ملك البحرين ناصر بن حمد آل خليفة، على خلفيّة مزاعم تعذيب تقدّم بها ناشطون بحرينيّون في المحاكم البريطانيّة. ربّما يداوي هذا القرار بعضًا من جروحِ آلاف البحرينيين ممن خرجوا في 14 من فبراير/ شباط 2011 واعتصموا في دوّار اللؤلؤة في قلب العاصمة المنامة بكلّ سلميّة، أملًا في التغيير الجذريّ للواقع السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ لشعب البحرين.
لن ينسى هؤلاء الآلاف تهديد «الفتى المدلّل» المشهور على شاشة «تلفزيون العائلة»، وعلى الهواء مباشرةً، حينما قال: «كلّ من نادى بإسقاط النظام، ستسقط على رأسه (طوفه) – أي جدار». في إشارةٍ لجمهور ثورة 14 فبراير، والذي رفع شعار «الشعب يريد إسقاط النظام». جملةٌ مستفِّزة ومحفِّزة «للفتى المدلّل» أن يثبت ولاءه لأبيه، فقد أشاعت أوساطٌ مقرّبة من «ديوان العائلة» في ذلك الوقت، أنّ ناصر بن حمد قد يكون وليّ العهد المُقبل لحكم حمد، وهو امتيازٌ يحلم به «فتىً مغرور» مثله، سيّما وأنّ والدته ابنة «شيوخ الإمارات»، المشاركين في قمع الحراك الشعبيّ في ثورة 14 فبراير. مثلما حلُم «الخليفة العبّاسي» الأمين بن هارون الرشيد حين تولّى العهد أن يعزّز هيمنة الأتراك وبسط نفوذهم، كون والدته تركيّة الأصل.
وفي الوقت الذي تستعدّ فيه الأسرة الحاكمة في البحرين لإجراء الانتخابات التي أعلنت مقاطعتها جميع القوى السياسيّة والثوريّة المعارِضة والمؤثّرة في الساحة، يأتي قرار المحكمة العليا البريطانيّة برفع الحصانة عن ناصر بن حمد، بل وعدم إعفائه من الملاحقة القانونيّة، وإلقاء القبض عليه بمجرّد أن تطأ قدماه الأراضي البريطانيّة. ما يعني أنّ السمعة التي يشتريها الملك لابنه، أصبحت زبَدًا تذروه الرياح، ولن تنفع المليارات التي يدفعها الملك لكليّة «سانت هيرست الملكيّة»، وقد يكون هذا أوّل فشلٍ لحملات العلاقات العامّة الدوليّة التي تجريها حكومة العائلة الخليفيّة لتلميع صورتها، حتى وإن أنكرت أو رفضت العائلة في وسائل إعلامها حقيقة القرار البريطانيّ، لا يهم.. هو أمرٌ طبيعيّ ومعتاد، فهذه محاولات لطمأنة المُطبِّلين للعائلة، «الأمور طيبة واحنا بخير»..! يبدو أنّ العائلة قد تناست أنّ الشعب البحرينيّ مثقفٌ ويستطيع قراءة اللغة الإنجليزيّة، ويدرك معنى هذا القرار الذي تناولته وسائل الإعلام بكلّ ما أوتيت من قوّة، ويبدو أنّهم يسعون لإيهام مُطبِّليهم بأن الصور المُنتشِرة لـ«صاحب الطوفة»، هي انتصارٌ جديد لبطولةٍ «وهميّةٍ» فاز فيها بالتزكية كالعادة.
لقد أصبح ناصر بن حمد اليوم أكثر شهرةٍ من اليوم الذي قطع فيه أخاه خالد مياه البحر من السعوديّة للبحرين، ليعود مُكلّلًا بانتصارٍ «مُصطنع»، وأضحى «فريسةً» يسيل لها لعاب أهمّ وسائل الإعلام العالميّة، ووليمة «دسمة» للمنظّمات الحقوقيّة الدوليّة. فهذه أوّل خطوةٍ من خطوات القصاص من المطلوبين للعدالة ممن ارتكبوا جرائم التعذيب بحقّ أبناء البحرين، مستقوين بالعتاد والسلاح، والعزلة بين جدران المعتقلات. تبدأ اليوم خطوة من خطوات الرعب لدى ناصر بن حمد أن يطأ أرض بريطانيا، خوفًا من الإذلال، وخشيّةً من أن «تُزيّن القيود معصميه».
هل سيُقدّم الملك مزيدًا من الرشاوي لبرياطانيا لحماية «فتاهُ المدلّل»؟ هل سيشتري وسائل الإعلام التي «تشفّت» من «الطفل المعجزة»؟ كم من القاعات الملكيّة والعسكريّة سيبني في بريطانيا لمنع محاكمة «فلذة كبده»؟ ليس مستبعدًا أن «يُجنَّ جنون» العائلة الخليفيّة وتُحاكم جميع شعب البحرين في مقابل هذه المحاكمة..!
ما يهمّنا: أنّ «طوفة ناصر» التي هدّد بسقوطها على جمهور 14 فبراير، سقطت على رأسه كما تمنّى، وما من «ناصرٍ لناصر».. «وداعًا لأيّام مدينة الضباب الجميلة».. «باي باي لندن»..!
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2014082300
المواضیع ذات الصلة
انتخابات البحرين: «المُرشح علي الحايكي جبانٌ من نوعٍ آخر»
انتخابات البحرين: «المرشّح العماني رؤيته السياسيّة الواعية التملّق.. وموقفه البرلمانيّ الشجاع توقّف عندنا»
انتخابات البحرين: «المُرشّح ياسر نصيف الموالي.. تغييرك يبدأ من معرفة منامة بوست»