منامة بوست (خاص): تواجه البحرين ثلاثيّة خطيرة، لا يظهر أثرها في الوقت الراهن، لكنّها سرعان ما ستظهر في القادم من الأيّام بالضرورة.

الثلاثيّة هي المثلث الذي يطوّق المشهد العام في البحرين، المشهد المحاصر بزاوية أولى: تزايد الإرهابيّين المنضمّين لداعش «خصوصًا من السلك العسكريّ»، والزاوية الثانية: تعنّت النظام الحاكم، وحاكميّة القبضة الأمنيّة على الوضع السياسيّ، والزاوية الثالثة: الوضع الإقليميّ المعقّد الناحي باتجاهالصراع على القضايا الكبيرة على حساب القضايا الأصغر.

بين الزوايا الثلاث يبسط الشعب صموده وصبره، ويواصل مسيره ويقدّم تضحياته، بيد أنّ ذلك لا يبدو كافيًا في وجه حجم التحدّيات التي تفرضها الزوايا تلك.

فتزايد الإرهاب المحليّ يعني أنّ مشهدًا أمنيًّا جديدًا أخذ في التشكّل خارج الإيقاع الرسميّ، فالإرهابيّون وإن كانوا نتاج سياسيّة رسميّة، فإنّ إيقاعهم لا يتناغم بالضرورة مع الإيقاع الخليفيّ، ما يستلزم الحاجة إلى خلق رؤية واضحة حول التعامل الشعبيّ مع هذا الوضع فيما لو تطوّر أكثر.

فبالأمس سجّلت حالتان من حالات السطو المسلّح، وهذا اليوم «الإثنين 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2014» تشهد الجزيرة الصغيرة حدثًا لافتًا، وهو القبض على خليّة من مجنّسين سوريّين وبحيازتهم أسلحة، والأخطر أنّهم يتّبعون الإرهابيّ تركي البنعلي، الذي دعا علانية لمبايعة أبي بكر البغدادي.

من الواضح أنّ البحرين تختنق بوضع سياسيّ مزرٍ وقبضة أمنيّة شرسة، إضافة إلى تجاهل غربيّ واضح، يشوبه بعض المجاملات الدبلوماسيّة بين الفترة والأخرى من قبل بعض السفراء والوفود الأجانب.

وحيث لا جديد إيجابيّ قد لاح في أفق المشهد السياسيّ، تزداد القبضة الأمنيّة شراسة، وتزداد الانتهاكات ضدّ النساء والأطفال، خصوصًا بعد إعلان المعارضة لمقاطعة الانتخابات النيابيّة المزمع إجراؤها في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

مع هذا الوضع، فإنّ قراءة المؤشّر الصاعد للخلايا الإرهابيّة والتي تضبط بأسلحة خفيفة ومتوسّطة كفيلة بقلب الوضع الأمنيّ في البحرين، إذ إنّ قراءة ذلك المؤشر تفرض تشكيل رؤية تتمتّع بالواقعيّة من جهة والشموليّة من جهة أخرى لاستقراء وحصد الشر القادم عند تكاثر الإرهاب وتفشّيه.

ومن الملاحظ أنّ وتيرة الإرهابيّين ازدادت بعد انتشار تسجيل صوتيّ منسوب إلى أبي بكر البغدادي يحرّض فيه على قتال آل سلول والروافض حسب تعبيره، فهل البحرين وهي الحديقة الخلفيّة للسعوديّة حاليًّا ستكون ضمن نطاق ذلك التهديد؟ وهل يضيق المثلث على البحرينيّين فتنفجر ثورة أخرى ضدّ كلّ مناحي الخطر الخليفيّ والإرهابيّ والإقليميّ؟ والأهمّ: هل فكّر المعنيّون في رسم سياسات معيّنة في هذا الإطار ولو على محمل الإمكان الذي هو ليس ببعيد؟