منامة بوست (خاص): تأزّر إرادته وذهب قاصداً بيت الله الحرام في التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول في العام الأول من الثورة 2011، إلّا أنّه اختفى حال وصوله جمارك جسر الملك فهد، الشاب جلال راشد العبيد (25 عاماً) يحمل الجنسيّة السعوديّة لكنّه تربّى في البحرين وأمّه بحرينيّة وكلّ أصدقائه من البحرين.

منذ ذلك الحين وأهله توقّعوا اعتقاله في الجمارك، فصالوا وجالوا في مراكز الشرطة بالبلاد بحثاً عن شقيقهم، إلّا أنّ الأخبار منقطعة حوله، والاتصال مقطوعٌ عنه، فما خطب عائلته منذ أكثر من عامين؟

وكّلت العائلة إحدى المحاميات، وقامت بواجبها بالاتصالات العديدة، لكن لم يُعرف عن الشاب جلال أي خبر، إلّا هذا الصباح.

المفاجأة أنّه يرزح في سجون الدمّام، ولم يُسمح لأهله مهاتفته لحدّ كتابة هذه السطور، أحد المطّلعين على حال عائلته، قال لـ «منامة بوست» إنّ جلال يُعيل عائلته منذ العام 2006، وهو العام الذي تُوفّي فيه والداه، ويضيف: بأنّ إخوته مرّوا بأوقات صعبة و عانوا من الظروف الماديّة والمعنويّة و النفسيّة.

تاريخ جلال العبيد ينبئ عن أنّ الشاب قد سُجن في فترة السلامة الوطنيّة أربعة شهور، ومن ثمّ أُفرج عنه، كما تعرّض للتعذيب في العديد من مشاركاته في المسيرات.

تسلّم العبيد دعوةً لحضور المحكمة في تاريخ 10 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2011، إلّا أنّ سفره للعمرة في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول جعل السلطات تشكُّ في الأمر، وقامت باعتقاله.

وفي هذا السياق أكّد رئيس المنظّمة الأوربيّة السعوديّة لحقوق الإنسان على الدبيسي لـ«منامة بوست»، أنّ هناك المئات من المعتقلين تعسفياً في السجون السعوديّة، تقع عليهم الكثير من الانتهاكات، بدءً من مرحلة القبض والتحقيق الذي يكون دون محامٍ، ويكون مصحوباً بالتعذيب الجسديّ والنفسيّ، وصولاً إلى مرحلة المحاكمة التي تفتقر إلى أبسط معايير المحاكمات العادلة، انتهاءً إلى تأخير الإفراج عن بعض من تنتهي محكوميّاتهم. موضحاً أنّ المنظّمة ستتابع حالة المعتقل جلال العبيد وستصدر بياناً باللغتين العربيّة والإنجليزيّة، يتضمّن المطالبة بإنصافه قانونياً.