Thursday 28,Nov,2024 02:35

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الزاكي لمنامة بوست: حلّ المجلس العلمائي سياسي ومناقض لدعوى الحوار.. اعتقال العلماء وارد، وحق القصاص واجب

منامة بوست (خاص): في حوار مع الشيخ فاضل الزاكي عضو المجلس الاّسلامي العلمائي، على خلفية قيام النظام البحريني بحلّ المجلس مؤخراً؛ كشف أنّ قرار تصفية المجلس بدأ منذ عام 2006 واشتدّت دعوات التصفية بعد ثورة 14 فبراير

المنامة –فاديا الحسيني

منامة بوست (خاص): أثار القرار الذي أصدرته المحكمة الكبرى الإدارية في البحرين يوم الأربعاء (29 يناير/ كانون الثاني 2014) بحلّ المجلس الإسلامي العلمائي (أكبر مؤسسة دينية للطائفة الشيعية في البحرين) وتصفية أمواله، موجة غضب عارمة في الأوساط البحرينيّة، وانتقادات خارجيّة مستمرة حيث اعتبر قراراً مسيّساً ويمس مكوّناً رئيسياً في البلاد، وقد أصدر المجلس العلمائي بياناً أكّد فيه بأنّ الحكم الصادر يمثل حكماً سياسيّاً بامتياز، ومبنيّاً على تهم كيديّة مفضوحة، ويمثل محاصرة للعمل العلمائي وتدخلاً في الشأن الديني واستهدافاً طائفياً مقيتاً، وأكّد بأنّه غير معنيّ بهذا القرار.

فيما رأى أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان بأنّ استهداف المجلس العلمائي “يأتي ضمن الاستهداف الرسمي المبرمج ضدّ الطائفة الشيعيّة في البحرين، وحلقة من حلقات الحرب المفتوحة التي يخوضها النظام ضدّها، وضدّ المعارضة عموماً كما ورد في تقرير البندر”.

وفي حوار خاص لـ: “منامة بوست” مع الشيخ فاضل الزاكي (عضو المجلس الاّسلامي العلمائي في البحرين) على خلفية قيام النظام البحريني بحلّ المجلس مؤخراً؛ كشف الشيخ الزاكي أنّ قرار تصفية المجلس بدأ منذ عام 2006 واشتدّت دعوات التصفية والمحاكمة بعد ثورة 14 فبراير 2011 بسبب مواقف المجلس الداعمة للثورة والمطالب الشعبية. وصرّح بعدم صلاحيّة الشكوى في ظلّ عدم استقلاليّة الجهاز القضائي، مؤكداً أنّ قرار التصفية يمثل أجندة طائفيّة وقد تكون مدفوعة من جهات طائفية خارجية. ويؤكد الزاكي ضرورة التمسك بحق القصاص لعوائل الشهداء ولمن عذب المعتقلين وانتهك حرمات البيوت، وعدم التنازل عنه.

منامة بوست: لماذا اتخذ قرار حلّ المجلس الإسلامي العلمائي من قبل النظام وأنتم في طور الحوار؟

الزاكي: قرار حلّ المجلس الإسلامي العلمائي من قبل النظام لم يكن وليد اللحظة، فالقرار له خلفيّات تمتد منذ عشر سنوات مضت، أي منذ تأسيس المجلس عام 2004 والنظام لا زال يستهدفه ويسعى لتصفيته وإغلاقه. والمتابع ﻷقلام السلطة في صحفها الصفراء والأبواق الإعلامية عبر التلفاز الرسمي ومن خلال تقرير البندر الذي سرّب العديد من الوثائق من داخل أروقة النظام والذي صدر عام 2006 وفضح مخططات النظام، كان يؤكد على تصفية المجلس منذ 2006 باعتباره أمر يؤرق النظام وخصوصاً بعد قيام الثورة في فبراير 2011 حيث وقف المجلس إلى جانب المطالب الشعبية وأنكر على السلطة جرائمها، ما استحال عليها أن تقبل به فسعت لتصفيته بأسرع وقت.

وهذه الأقلام قد استعرّت بشكل يومي منذ ثلاث سنوات، وكانت المقالات تكتب يومياً ضدّ المجلس مطالبة الحكومة بمحاكمة رموزه وحلّه، وجاء القرار الأخير متناغماً مع هذه الدعوات. والجميع يعلم بأنّ القضاء في البحرين مسيّس والقرارات تصدر مغلفة بغلاف قضائي، وقرار حلّ المجلس يعطي مؤشراً واضحاً على عدم جدّية الحوار، فلو كانت هناك جديّة لما أقدم النظام على حلّ المجلس وهو مؤسسة علمائيّة عريقة تتمتع بشعبيّة واسعة في البحرين، بالإضافة إلى استمرار الانتهاكات وآخرها جريمة قتل الشهيد فاضل عباس المسلم الذي قضى منذ عدة أيام وكلّ ذلك يؤكّد عدم جديّة النظام لدعوى الحوار.

بوست: ما هي الاجراءات القانونيّة التي ستلجؤون لاتخاذها بهذا الشأن ؟

الزاكي: بخوص الاجراءات القانونيّة التي سيلجأ لها المجلس العلمائي، الواقع يكشف عدم وجود قانون أو جهاز قضائي مستقلّ في البحرين يلجأ إليه الشعب المظلوم لإنصافه، وهناك جرائم موثقة بالفيديو لبعض رجال الأمن كالاعتداء على المواطنين من دون أيّ سبب في وضح النهار، ومع ذلك تتم تبرئة المجرمين في هذه القضايا، والجهاز القضائي لا يتمتع باستقلاليّة وبالتالي لا يوجد أي مجال ﻷي جهة أن تعارض النظام أو تنصف نفسها.

بوست: هل تتوقعون اعتقالات قادمة في صفوف العلماء في الأيام القادمة ؟

الزاكي: لا توجد مؤشرات واضحة لاعتقالات واسعة في صفوف العلماء، لكن كلّ شيئ محتمل مع هذا النظام، وهذه السلطة عوّدتنا على تصرفات غير عقلانية، ونحن لم نكن نتوقع أن تقدم السلطة على هدم 40 مسجداً بعد فض اعتصام دوار اللؤلؤة، مع ذلك تفاجأنا بصدور هذا العمل المشين من حكومة مسلمة، وأقول مجدداً لا يوجد مؤشر علنيّ لاعتقالات قادمة من هذه السلطة اللاعقلائية.

بوست: كيف ترون القرار (حل المجلس العلمائي)؟ هل هناك طلب خارجي من دول قريبة للبحرين لها يد في هذا القرار مثل السعوديّة ؟

الزاكي: قرار حلّ المجلس الإسلامي العلمائي في رأيي جاء تلبية لمطالبات من جهات ذات أجندات طائفيّة حاولت أن تطبق أجنداتها في مختلف وزارات وإدارات الدولة، واستعرّت بعد قيام الثورة ولجأت إلى هدم المساجد وإغلاق المجلس العلمائي بنفس طائفي مقيت، هذه الجهات البحرينيّة ليس من المستبعد أن تكون مدفوعة من جهات خارجية لتأجيج الصراع الطائفيّ في البحرين.

بوست: ما هو موقفكم مما اقترفه النظام من تعذيب بحق الشهيد فاضل عباس مسلم وكلّ الشهداء وخاصة أحكام الإعدام التي تصدر بعد الاستشهاد ؟

الزاكي: الشهيد فاضل عباس هو أحد أبناء هذا الشعب وواحد من مئات المظلومين، وكان من الذين لا يهنؤون بالمبيت في بيوتهم خوفاً على أنفسهم من بطش السلطة لهم، والشهيد تعرّض لإطلاق نار من قوات الأمن قبل أكثر من 17 يوماً وتكتمت السلطة على الجريمة وبقي مصيره مجهولاً ولم تعلن وفاته إلّا مؤخراً، هذا الشاب الشهيد أعلنت القوات النظامية قتله دفاعاً عن النفس في حين أنّ الرصاص في جسده جاء من الخلف، ما يعني أنه تعرّض لكمين غادر ولم يكن في حالة هجوم كما تدعيّ السلطة بأنها كانت تدافع عن نفسها.

هذا الشاب الشهيد وغيره من الشهداء هم مشاعل تنير طريق الثورة في هذا الوطن، ومن حقّ أهالي الشهداء وأولياء الدم أن يطالبوا بالقصاص وهذا الحق كفله الشرع الإسلامي، انطلاقاً من قوله تعالى: (من قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً يسرف بالقتل..)، فمن حقّ وليّ الدم أن يطالب بالقصاص وهذا حق مشروع لا يمكن المزايدة عليه أو التنازل عنه، لأنّ التنازل عنه يؤسس لمزيد من القتل في المستقبل، لذا واجب على الجميع أن يطالب بالقصاص لهؤلاء الشهداء ولمن عذب المعتقلين وانتهك حرمات البيوت.

* هامش: الشيخ فاضل عبدالجليل الزاكي

– من مواليد عام 1974م.

– أنهى دراسته الثانوية في البحرين عام 1992م، ثم درس قسماً من المقدمات في حوزة العلامة السيد علوي الغريفي في منطقة النعيم، وبعدها التحق بالحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

– حضر البحث الخارج لمجموعة من الفقهاء منهم ( الشيخ حسين الوحيد الخراساني، والسيد موسى الشبيري الزنجاني، والشيخ مسلم الداوري، والسيد منير الخباز).

– اعتقلته السلطات البحرينية يوم الجمعة (25 يناير 2013) على خلفية دعوته وقيادته للمسيرة السلميّة التي خرجت في العاصمة المنامة، كانت قد دعت لها قوى المعارضة تأكيداً على استمراريّة الحراك المطالب بالحرية والديمقراطية.

صدر له:

1. تحقيق لكتاب ( فهرست علماء البحرين) للشيخ سليمان الماحوزي 2001م.

2. كتاب (العالم الرباني للشيخ ميثم البحراني) 2008م.

3. كتاب ( وقعة الحرّة) 2009م.

أنشطته:

– قام بتدريس العديد من المتون الحوزوية في الفقه ، وعلم الرجال لعدة سنوات في حوزة قم المقدسة.

– كان عضواً في الهيئة العلمية لجامعة آل البيت (عليهم السلام) بمدينة قم المقدسة لعدة سنوات.

– مدرس في حوزة الإمام زين العابدين (عليه السلام) في البحرين.

– في عام 2009 تم انتخابه لعضوية الهيئة المركزية بالمجلس الإسلامي العلمائي في البحرين في دورته الثانية.

– رئيس اللجنة الشرعية في المجلس الإسلامي العلمائي (2012-2013).

– يمارس النشاط التبليّغي كإمامة صلوات الجماعة، وإلقاء المحاضرات والإرشاد في قوافل حجاج بيت الله الحرام.

– موجه وداعم للمؤسسات التعليميّة والاجتماعيّة والدينيّة والخيريّة في قرية أبوصيبع.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014122159


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *