Thursday 28,Nov,2024 11:32

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

عبدالرؤوف الشايب يصرّح لـ «منامة بوست» بأنّه لا يخاف المحاكمات.. ويؤكّد: ثورة البحرين من أفضل الثورات وستنتصر!

منامة بوست (خاص): وفق مادتين من قانون الإرهاب البريطانيّ، والمعدّل في العام 2000، وجّهت دائرة الاستخبارات الداخليّةMI5 تهمتين للناشط البحرينيّ «عبدالرؤوف الشايب»

منامة بوست (خاص): وفق مادتين من قانون الإرهاب البريطانيّ، والمعدّل في العام 2000، وجّهت دائرة الاستخبارات الداخليّةMI5 تهمتين للناشط البحرينيّ «عبدالرؤوف الشايب»، الأولى: التحريض على العنف والإرهاب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعيّ ووسائل الإعلام، والثانية: حيازة معلومات يمكن أن يستفاد منها للقيام بأعمال إرهابيّة.

في جلسة يوم الإثنين 20 أبريل/ نيسان 2015، خفّفت محكمة «ويستمنستر» في لندن بعض القيود عن الشايب، حيث رفعت الحظر عن التغريد، وأوقفت التوقيع الإلزاميّ يوميًّا في مركز الشرطة، والذي ظلّ ملزمًا به لأكثر من عام.

كما قلّلت المحكمة وقت الإقامة الجبريّة، التي كانت تبدأ في العاشرة ليلًا حتى السابعة صباحًا، فصارت من الثانية عشرة من منتصف الليل حتى الخامسة صباحًا.

لكنّ حجز جواز عبدالرؤوف الشايب ما زال قائمًا، وبالتالي فإنّه ما زال ممنوعًا من السفر.

«منامة بوست» التقت به، وطرحت عليه هذه الأسئلة:

على ماذا تستند المحكمة في اتّهامها؟

الشايب: واقعًا لم تبدأ جلسات المحكمة، ولا زلنا في الجلسات الأولى التي تأخذ الطابع البروتكوليّ والورقيّ، ومنها يتمّ نقل القضيّة من المحاكم الصغرى إلى المحاكم الكبرى المعروفة باسم «كراون كورت»، والشرطة البريطانيّة تستند في اتّهامها على وجود ملف على برنامج «الباوربوينت- Powerpoint» يكشف مخاطر سلاح القنّاص، الذي يتمّ استخدامه بشكل ممنهج من قبل الشرطة الخليفيّة وآل سعود في مطارداتهم للمطلوبين أمنيًّا، والذي تمّ به تصفية العديد من الأبطال بهذه الطريقة، بطلق مباشر يصيب الرأس.

وتحاول الشرطة أن تثبت أنّ هذه المادة تعتبر ممنوعة، وحيازتها تعتبر حيازة لمادة يمكن الاستفادة منها في الإرهاب، علمًا أنّ الموجود في الإنترنت أكثر منها بكثير وهي في متناول الجميع.

ماذا تتوقّع أن يكون الحكم في الجلسة القادمة؟

الشايب: في الجلسة القادمة سوف يتمّ تحديد جلسة، بعدها يستمع فيها القاضي إلى كلامي كمتّهم، وهي عبارة تستخدم في المحاكم البريطانيّة بعد أن تسأل عن التهمة «هل أنت مذنب أم غير مذنب؟»، وطبعًا الجواب الذي لا تردّد فيه: «غير مذنب». وقد أعطيت تفسيرًا واضحًا وقويًّا حول وجود هذا الملف والغرض منه، إضافة إلى أنّه لم تستطع السلطات، لا البريطانيّة ولا الخليفيّة ولا السعوديّة، إثبات مشاركتي- لا في الماضي ولا في الحاضر- في أيّ نشاط إرهابيّ، فالإرهاب في البحرين مصدره واحد هو النظام وآل خليفة ومرتزقتهم، فنحن لا زلنا بعيدين عن قضيّة إصدار الحكم، وتحتاج إلى عدّة جلسات لنصل لتلك المرحلة، وإن شاء الله سيردّ الله كيدهم في نحرهم، لا يمكن أن أتنبّأ بشيء؛ فالاحتمالات كلّها مفتوحة بناء على تقدير المجلس القضائيّ، ولكن جميع المعطيات تثبت براءتي، ومع ذلك تبقى الكلمة الأخيرة للقضاء، وعمومًا إثبات القضاء للتهمة بناء على ما تمّ تقديمه من المعطيات لا يعني إثبات كوني إرهابيًّا بقدر ما يعني أنّ هناك قوانين بريطانيّة تمّ مخالفتها بحسب قانون الإرهاب، ولذلك العبارة في المادة القانونيّة واسعة ومطاطيّة، ويمكن أن تشمل معظم شرائح المجتمع لو تمّ استهدافهم، وأظنّ أنّ القضاء وحتى الشرطة أنفسهم غير مقتنعين بأنّ هذه قضيّة واقعيّة، وإلا فإنّ العادة في مثل هذه القضايا لا يتمّ إطلاق سراح المتّهم، بل تتمّ محاكمته وهو في السجن خوفًا من هربه، وما شهدناه هو تخفيف الحكم.

فبعد أن كنت ممنوعًا من استخدام «التويتر» سمح لي اليوم باستخدامه، وبعد أن كنت أوقّع الحضور بشكل يوميّ عند الشرطة، الآن ألغي هذا، وبعد أن كنت في الإقامة الجبريّة طيلة الليل في المنزل، الآن صار بقائي فيه فقط 5 ساعات، مع بقاء منع السفر من خلال حجز جواز السفر.

كيف سيتلقّى عبدالرؤوف الشايب حكم المحكمة فيما لو كان ضدّه؟

الشايب: كلّ ما يقع علينا هو بعين الله وما أرى إلاّ جميلًا، فما يقع علينا لا يساوي معشار ما يقع على إخوتنا في الداخل، ولو كنّا في الداخل، من الممكن أن نكون من المحكومين بالإعدام، هذا إذا لم يتم تصفيتنا تحت التعذيب الوحشيّ، وحكم المحكمة لن يثنيني عن الاستمرار في مقاومة النظام الخليفيّ والسعي لإسقاطه، فما دام فينا عرق ينبض سأسعى جهدي لإسقاط هذا النظام القمعيّ، سواء رضي حلفاؤه أم كان خلافًا لهواهم، هذه مبادئ آمنّا بها وسنسعى لتحقيقها، والبريطانيّون بعد صفقاتهم الجديدة مع الخليفيّين، ولا سيّما إقامة القاعدة العسكريّة مجدّدًا والتي لم يكن لها وجود إلا قبل خمسين عامًا، وبدعوة من البحرين، وتمويل وتبرّع ببنائها وتحمّل الكلفة بالكامل، فهذه رشوة واضحة للنظام البريطانيّ الذي يسعى للتضييق على المعارضين في الخارج إرضاءً للنظام الخليفيّ وابتزازًا للمزيد من التسهيلات.

قلت مرارًا أنّ المحكمة كيديّة ومشتراة بأموال الرياض؟ ما دلالاتك على ذلك؟

الشايب: هناك دلائل كثيرة، فخبر اعتقالي انتشر في البحرين قبل اعتقالي الفعليّ بثلاث ساعات، حيث نشره حساب تويتر المعروف بـ «منرفزهم»، ما يدلّ على صلة وثيقة بالاستخبارات الخليفيّة، وأنّ الغرض من هذا الاعتقال والتفتيش والمحاكمة إرضاءهم، فهم تعجّلوا نشر الخبر قبل وصول الشرطة إلى منزليّ، ما جعلهم في وضع ضعيف عندما وجّهت لهم هذا السؤال، فلو كنت مطلوبًا للشرطة البريطانيّة، كيف تمّ تسريب الخبر للعالم وللصحافة بهذه السرعة؟ وقد تكرّرت هذه الحالة أكثر من أربع مرّات، فكلّ مرذة الخبر ينتشر في البحرين قبل الإجراءات الفعليّة هنا، وهذا دليل واضح على أنّ هناك تعاونًا، وبريطانيا لا تقدّم خدمات مجانيّة، والأموال التي يمكن أن يقدّمها النظام الخليفي وحده لا يسيل لها لعاب بريطانيا، لذلك من اليقين أنّ الأموال السعوديّة وراء الموضوع، سيّما أنّ البحرين اليوم تدار من قبل الحاكم العسكريّ السعوديّ.

كيف وجدت التضامن معك؟

الشايب: في فترة الاعتقال الأوّل كان التضامن شبه معدوم، وكأنّما المعارضة والمنظّمات الحقوقيّة ووسائل الإعلام أصيبت بشلل، فقد خيّم الخوف على معظم الأطراف لكون المشكلة جديدة ومفاجئة لهم ومن المحتمل أن يأتي الدور على آخرين، فكان أغلب الأطراف يترقّبون: ماذا بعد؟

ولكن، الحمد لله امتصّ الجميع الصدمة، وارتدّت الأنفاس بعد أن ثبتنا أمام هذه الحرب الشرسة، فكانت هذه المرة حالة التضامن ملفتة، والدعم المعنويّ فيه قفزة واضحة برزت معالمها في العديد من البيانات والتغريدات وفي الواتس آب، ولا سيّما البيان القويّ الذي أصدرته القوى الثوريّة والمعارضة البحرانيّة في ألمانيا، والمنظّمة المناهضة للإرهاب والتطرّف الدينيّ، وبشكل عام الجميع كانت له مواقف إيجابيّة هذه المرة، وأظنّ أنّ هذا اللقاء أيضًا جاء في هذا السياق، بعد أن امتنع في المرة السابقة، أغلب الإخوة عن إجراء مثل هذه اللقاءات الصحفيّة والإعلاميّة.

في الشأن البحرينيّ العام

في الشأن العام، هل ثورة البحرين تمضي على السكّة الصحيحة؟

الشايب: ثورة البحرين من أفضل الثورات العربيّة انضباطًا والتزامًا بالمبادئ والقوانين الشرعيّة والدوليّة، فهي تستحقّ رفع القبعة احترامًا، فالثورة تسلك الطريق الصحيح المؤدّي للهدف، ولكن بقاء القاطرة على السكّة أمر يحتاج الكثير من الجهد والدقّة، ولا سيّما الالتزام بالقيادة الدينيّة والسياسيّة، والحضور الدائم في الميدان بشكل مكثّف، والاستمرار في الحراك الحقوقيّ والإعلاميّ والميدانيّ بشكل متساو، ومن المؤمّل أن يحقّق أبناؤنا وإخوتنا هدفهم، إذا ما استمرّت الدقّة والحسّ الثوريّ والأمنيّ.

كيف تقرأ السلميّة؟ وهل تجد أنّ السلميّة ينبغي لها أن تكون مقيّدة بقيد ما؟

الشايب: نحن مسلمون، والسلميّة نهج رئيس فينا، فلا عدوان إلا على الظالمين، والسلميّة في مفهومها الصحيح هي «مسالمة من سالمنا ومحاربة من حاربنا»، وامتلاك وسائل كافية لردع العدوان والدفاع عن النفس، أمّا غير ذلك فهو استسلام وخنوع، والمسلم القويّ أحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، والسلميّة بأن لا يتمّ العدوان على المسالم ولا على الضعفاء والمستضعفين، أمّا من يشهر السلاح لقتلنا فنحن نملك كامل الشرعيّة للدفاع بجميع الوسائل لحفظ النفس وردع المعتدي.

هل الوضع الإقليميّ يسير في صالح الشعوب؟ أم من المبكر قول ذلك لتعقيد الوضع وتشابكه؟

الشايب: بحسب الاعتقاد إنّ العاقبة للمتقّين، وسيتمّ المدد الإلهيّ لنصرة المستضعفين، فبالتأكيد نحن نعتقد أنّ الشعوب والمستضعفين سينتصرون على المستكبرين، وأنّنا في طور إقامة دولة الإسلام العادلة، والتي يعزّ الله فيها الإسلام وأهله ويذلّ فيها النفاق وأهله، وعلى الشعوب أن تقوم بتكليفها في نبذ الظلم والظالم ونصرة العدل والمظلوم، وهذا الطريق الشائك فيه دول وجولات، تارة ينتصر فيها العدوّ وتارة ينتصر فيها الصديق، ولكنّ الانتصار النهائيّ بلا شكّ هو للخطّ السليم وللمستضعفين، فالحسابات المادّية والتعقيدات السياسيّة قد تحسم في موقف واحد عندما يأتي المدد الإلهيّ، وتتغيّر المعادلة من ضعف إلى قوّة، وعلى سبيل المثال البرنامج النوويّ السلميّ الإيرانيّ، والتوقيع عليه يمكن أن يحدث نقلة واضحة في التحالفات والضغوط والعقوبات، وانكسار العنجهيّة السعوديّة في اليمن يمكن أن يكون له انعكاساته الإيجابيّة على المستضعفين وعلى شعبنا في البحرين، وهي المسألة التي لم تكن في الحسبان قبل شهر، لذلك لا نركن دائمًا للحسابات على الورقة وبالقلم الماديّ، علينا أن نعتقد أنّ الله مسبّب الأسباب، وإذا صدقنا في طاعته سيسخّر لنا أسباب النصر.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2015021535


المواضیع ذات الصلة


  • قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
  • الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
  • الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *