منامة بوست (خاص): أمسى سجن «جو المركزيّ» يوم الأحد 15 فبراير/ شباط 2015، «ثكنة عسكريّة» يتخلّلها تجوال عدد من ضباط الصف التابعين لوزارة الداخليّة التي انتشرت ما بين مباني السجون، تحديدًا «مبنى 3 و4 و6»، المخصصين «للمعتقلين الأطفال» والمعتقلين الذين لم يتجاوزوا سن الواحد والعشرين»، وتمركز العديد من المرتزقة بمحاذاة المبنى الأكبر في سجن جو «مبنى 4»، الذي يضمّ 980 معتقلًا.

مبنى «3» و«الاعتداءات المتكرّرة»:

شهد المبنى 3 اعتداءً من قبل شرطة المناوبة ظهر الإثنين 16فبراير/ شباط الجاري، على المعتقل «علاء منصور نصيف – مواليد 1995 ومحكوم 18 عامًا»، حيث افتعل المشكلة الشرطيّ «قيس» بدفع «نصيف» بطريقة همجيّة طالبًا منه مغادرة غرفة الاتصالات، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل استدعى الشرطيّ «قيس» بقيّة الشرطة المناوبين ليتكالبوا على «نصيف» بالضرب المبرح، حيث استثارت هذه الجريمة كافة معتقلي «مبنى 3»، ما أدّى إلى هيجانهم، وعلى إثر ذلك هرب أفراد الشرطة من المبنى، وهرعت المرتزقة لتطويقه، وتمّ اقتياد «نصيف» إلى مبنى إدارة السجن.

معتقلان طلبا العلاج.. فقوبلا بـ«الشتم»:

وعلمت «منامة بوست» أنّ المعتقلين «يونس جاسم»، المحكوم بالسجن 5 عاما، والمعتقل «مجتبى علي أحمد» المحكوم بالسجن 3 أعوام و3 أشهر، طالبا بتوفير العلاج، لكنّ المسؤول المناوب «تجاهل» طلبهما بالرغم من سوء حالتهما الصحيّة، بل «وجّه لهما الشتائم والإهانات».

وبعد مدّة مديدة وافق مسؤول النوبة على أخذهما لتلقّي العلاج في عيادة السجن بصحبة الشرطي «فارس»، الذي فاجأ المعتقلين بالطلب منهما الذهاب لمبنى الإدارة بدلاً من العيادة، لكنّهما رفضا ذلك، وأخبراه بأمر مسؤول النوبة الذي سمح لهما بالذهاب للعيادة، فما كان من الشرطيّ فارس إلا الصياح على المرتزقة المتمركزين بالقرب من المبنى، وأمرهم بضرب السجينين «يونس ومجتبى»، فانهالوا عليهما بالضرب المبرح، واقتادوهما مثخنين بجراحهما إلى مبنى الإدارة، وتمّ تلفيق تهمة كسر زجاج غرفة الشرطة لهما، ومحاولة الهرب.

إنّ «سجن جوّ» يعجّ بالانتهاكات الجسيمة لحقوق المعتقلين، بل إنّ الانتهاكات تتجاوز ذلك بكثير، كما يشهد الواقع.

هامش:

– منامة بوست «تدخل سجن جوّ» وتروي قصّة «البلطجيّة» الذين تعرّضوا لـ«ناجي فتيل» كاملة