منامة بوست (خاص): أخذ موضوع «النوويّ الإيرانيّ» مأخذه في وسائل الإعلام العالميّة، وهو أمرٌ يستحقُّ من الناحية السياسيّة بلا شكّ، حيث تتسنّم إيران سنام الدولة النوويّة المعترف بها دوليًّا، وتستعيد عافيتها الاقتصاديّة
منامة بوست (خاص): أخذ موضوع «النوويّ الإيرانيّ» مأخذه في وسائل الإعلام العالميّة، وهو أمرٌ يستحقُّ من الناحية السياسيّة بلا شكّ، حيث تتسنّم إيران سنام الدولة النوويّة المعترف بها دوليًّا، وتستعيد عافيتها الاقتصاديّة التي تضاهي اقتصاد تركيا في حال رُفعت العقوبات عنها كاملةً.
أما من النواحي التقنيّة فإيران قد قدّمت تنازلاتٍ بلا شكٍّ، ضمن معادلةٍ متّفقٍ عليها، تُترجَم فيما يُعرف بـ «WIN WIN» أو «رابح/ رابح».
فتنازلات إيران في الاتفاقيّة التي ستكون سارية لعشر سنوات قادمة تفرض على الجمهوريّة الإسلاميّة قيودًا في الرقابة الدوليّة، كما أنّه سُمح لها بتشغيل ستّة آلاف جهاز طردٍ من أصل تسعة عشر ألف، وسيُسمح لطهران بتخصيب ﻣﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻴﻮﺭﺍﻧﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤُﺨﺼّﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮًﻯ ﻣﻨﺨﻔﺾٍ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ «3.5%» ﺇﻟﻰ «5%»، وهو ثمانية ﺃﻃﻨﺎﻥ تمتلكها إيران، وبذلك ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ إﻧﺘﺎﺝ أﺳﻠﺤﺔٍ ﻧﻮﻭﻳّﺔ ﺃﻭ ﻳﺘﻢ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ.
وبحسب مراقبين، فإنّ تحويل ﻣﻨﺸﺄﺓ «ﻓﻮﺭﺩﻭ» ﺍﻟﻨﻮﻭﻳّﺔ التي تقطن ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ إلى ﻣﺮﻛﺰ ﺃﺑﺤﺎﺙٍ ﻧﻮﻭﻳّﺔ – ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴّﺔ، يُعدُّ تنازلًا كبيرًا.
وبالنسبة إلى ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ الدوليّة على النشاط النوويّ، فإنّه سيُتاح ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴّﺔ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳّﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳّﺔ، ﻭﺗﻮﻗّﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺗُﺼﺪِّﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻹﺿﺎﻓﻲّ ﻟﻤﻌﺎﻫﺪﺓ ﺣﻈﺮ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱّ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ بتخويل ﻣﻔﺘّﺸﻲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴّﺔ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺬﺭﻳّﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻷيِّ ﻣﻨﺸﺄﺓٍ ﻳُﺸﺘﺒﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺩﻭﻥ أيِّ عوائق. كما ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤُﺘﻘﺪِّﻣﺔ لأﻏﺮﺍﺽ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ.
في المقابل، فإنّ هناك «جِهويّةٌ سياسيّةٌ» تحتلُّ المشهد النوويّ وتتصدّر «المانشتات» التي يناقشها المُحلِّلون، أوّلها وأهمُّها يكمن في ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ، حيث ستُرفع كلّ العقوبات الاقتصاديّة ﺑﻌﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ – وﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘّﺤﺪﺓ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲّ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻓﻴّﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﻔﻂ- ﻓﻮﺭًﺍ. ﻭﺳﻴﺘﻢ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﻗﺮﺍﺭٍ ﺟﺪﻳﺪٍ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲّ ﻳﺤﻞُّ ﻣﺤﻞَّ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺮﺍﻥ.
كما أنّ ولوج إيران في المجتمع الدوليّ كدولةٍ نوويّةٍ قويّةٍ اقتصاديًّا ومتمكّنةٍ عسكريًّا، ونافدةٍ إقليميًّا، وتمتلك من «ضبط النفس» الكثير -ما يجعل سياساتها مدروسة ومتقنة- كلُّ هذا التراكم سيؤثِّر في المكانة الإقليميّة للرياض ومحورها، ذلك المحورُ الذي أدخل المنطقة في دوّامةٍ دمويّةٍ وعنفٍ هستيريٍّ وطائفيٍّ مجنون، الأمر الذي سيرسم تشكيلة المنطقة على المدى البعيد.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2015031316
المواضیع ذات الصلة
وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»