منامة بوست (خاص): لم يكن التسامح الدينيّ يومًا قولًا فقط، بل عملًا يتقرّب به المتسامح إلى ربّه برفده تصرفّات تدلّ على المعاملة الحسنة لمن يختلف معه في العقيدة، وهذا ما جسّده أنبياء وأوصياء مرّوا على التاريخ، ورسّخوا هذا المفهوم بالمعاملة الحسنة أوّلًا والقول الحسن ثانيًا.

إلّا أنّ الأنظمة الديكتاتوريّة لا تألو جهدًا في إخراج مسرحيّات التسامح الدينيّ بطريقة فجّة، تبعث على عدد من المشاعر المختلفة إزاء هذا التصنّع المتكلّف.

نظام آل خليفة لم يبتعد عن هذه الساحة المتصنّعة، فابتعث إلى فرنسا كلًّا من يوسف بوزبون وأفنان الزياني وصلاح الجودر وعبدالله المقابي وغيرهم، في صورة تركيبيّة يراد منها تصوير أنّ الوفد البحرينيّ متناغم لحدّ التماهي، وهو يمثّل البحرين في احتفاء «تعايش الأديان».

لكن، من قال أنّ التعايش الدينيّ يعني أن تجلس في قاعة مطعم في «فرنسا» في شهر رمضان وتستمع بإنصات لتراتيل يهوديّة، لا يفهم الحاضرون مضمونها؟

ولماذا لم يبادر يوسف بوزبون وهو رئيس الجمعيّة البحرينيّة للتسامح والتعايش بين الأديان، إلى أن يستنكر – ولو بلغة خجولة- هدم المساجد الشيعيّة في بلده؟ أم أنّ الاستنكار سيخرّب عليه منصبه الذي رُشي به وهو «سفير للسلام العالميّ» قبل أسابيع، وقد هنّأه رئيس الوزراء خليفة بن سلمان بهذا المنصب، وبعث له برسالة بهذا الخصوص.

إذا عرف السبب بطل العجب، هكذا قال العرب، وهو صحيح، فـ «يوسف بوزبون» قبل أن يكون رئيسًا لجمعيّة التسامح والتعايش بين الأديان، وقبل أن يكون سفيرًا للسلام العالميّ، وقبل أن يكون رئيسًا لوفد «هذه هي البحرين» لفرنسا، هو صاحب شركة آلاء للإعلانات المتخصصة في نشر إعلانات محافظة المحرق، والتي تهتم خصوصًا بأخبار رئيس الوزراء، صاحب اليد الطولى في إنجاح هذه المؤسّسة، عبر توقيع اتفاقيّات مع المحافظة المذكورة ومؤسّسة آلاء.

الجدير بالذكر أنّ الجيش البحرينيّ والجيش السعوديّ قد هدم أكثر من أربعين مسجدًا ومأتمًا للشيعة ما بين مارس/ آذار وأبريل/ نيسان من العام 2011.