منامة بوست (خاص): من المقرّر أن يقوم وفد من البرلمان العراقيّ بزيارة إلى البحرين، يلتقي فيها أعضاء البرلمان البحرينيّ، حيث يتوجّه رئيس البرلمان العراقيّ سليم الجبوري، على رأس وفد نيابيّ إلى البحرين، خلال الأسبوعين المقبلين، في زيارة رسميّة تلبية لدعوة وجّهتها حكومة البحرين للبرلمان العراقي. وقد انتقدت المعارضة بشدّة هذه الزيارة، كون البرلمان في البحرين لا يمثّل الشعب البحرينيّ من جهة، ولأنّ البحرينيّين يعيشون حالة إنسانيّة وحقوقيّة متدنيّة، جرّاء القمع الذي تمارسه السلطة بحقّ كلّ الأصوات المطالبة بتغييرات سياسيّة.

وقد أصدر ائتلاف الرابع عشر من فبراير في هذا الصدد يوم التاسع من مايو/ أيّار 2015، بيانًا قال فيه، «إنّ البرلمان الخليفيّ الحالي لا يختلفُ شكلًا ولا مضمونًا عن برلمان العراق في زمن المقبور صدّام حسين، فهو برلمانٌ عقيم فاقد للصلاحيّات، ولا يحظى بأيّ قبول شعبيّ، ولا يُمثلُ الشعب البحرانيّ الذي قاطع بغالبيّته الانتخابات الزائفة التي جرت عام 2014».

وحثّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير البرلمان العراقيّ على تدارك الموقف عبر المبادرة إلى إلغاء زيارة وفده المقرّرة، وألّا يكون عونًا للظالم وألّا يخذل أشقّاءه في البحرين الذين ينشدون الحُريّة والديمقراطيّة لبلدهم، ويتطلّعون لبناء نظامٍ سياسيّ جديد يُلبّي طموحاتهم وتطلّعاتهم المشروعة، وفق ما أسفرت عنه نتائج الاستفتاء الشعبيّ الذي أجري في شهر نوفمبر 2014 م. وفق ما جاء في بيان الائتلاف.

ولضرورة تسليط الضوء على زوايا الموضوع، التقت «منامة بوست» برئيس كتلة «مستقلّون» النيابيّة المنضوية في ائتلاف دولة القانون، عضو في اللجنة القانونيّة، النائب في البرلمان العراقيّ «صادق اللبان الكعبيّ»، وسألته عن الزيارة وطرحت عليه إشكالات المعارضة والشارع البحرينيّ، فأكّد أنّ الهمّ الأوّل هو مصلحة شعب البحرين، وألّا وجود لزيارات شكليّة عند التحالف الوطنيّ. الكعبيّ أكّد أنّ الضرورة هي المقياس الذي سيحدّد أهميّة الزيارة من عدمها، واعتبر أنّ الضرورة تتمثّل في إمكانيّة تقريب وجهات النظر بين الحكومة البحرينيّة والشعب، وهذا نصّ المقابلة:

المعارضة البحرينيّة أبدت استياءها من الزيارة المقرّرة من قبل وفد البرلمان العراقيّ إلى البرلمان البحرينيّ، لأنّها لا تعتبره ممثّلًا لشعب البحرين، فما تعليقكم على ذلك؟

الكعبي: وجهة نظر التحالف الوطنيّ تتلخص في أنّ الضرورة هي المقياس، فالزيارة إلى البحرين لا بدّ أن تصبّ في مصلحة الشعب البحرينيّ، وبذلك إذا كنّا نستطيع مقاربة وجهات النظر بين المعارضة والحكومة البحرينيّة، فإنّ الزيارة ضروريّة حتمًا، أمّا إذا كانت الزيارة بروتوكوليّة وشكليّة، وتعطي رسالة سلبيّة للبحرينيّين ، فأظنّ أنّ هذه الزيارة غير مجدية، والتحالف الوطنيّ قد لا يشارك في هذه الزيارة إذا ما علم أنّها لن تصبّ في مصلحة الشعب البحرينيّ.

ما هو موقف الشعب العراقيّ من زيارة وفد البرلمان العراقيّ للبحرين، مع القمع الشديد التي تقوم به السلطة للمعارضة وانسداد أفق الحلّ السياسيّ في البحرين؟

الكعبي: كما أجبت في السؤال الأوّل أنّ الهمّ الأوّل للشارع العراقيّ والتحالف الوطنيّ هو أن تصبّ الزيارة في مصلحة الشعب البحرينيّ، ولا أخصّ المعارضة البحرينيّة، لعلمنا أنّ المعارضة البحرينيّة تمثّل غالبيّة الشعب البحرينيّ. لذلك فإنّ الشارع العراقيّ ينتظر منّا أن نساند الشعب البحرينيّ، وأقول أنّ الشارع العراقيّ لن يقبل بزيارة شكليّة لا تخفف الضغط عن الشعب البحرينيّ، ولا سيّما أنّ الاضطهاد الذي يتلقاه البحرينيّون ظاهر للعيان، فإذا كنّا نستطيع المساهمة في تخفيف ذلك، فمؤكّد أنّ الخطوة ستكون مرحبًا بها من العراقيّين.

هل ستثيرون موضوع زيارة البحرين في الجلسة القادمة للبرلمان العراقيّ؟

الكعبي: ليس هناك جلسة للبرلمان قبل الزيارة، فالبرلمان سيلتئم بتاريخ 11 من الشهر القادم، والزيارة ستكون يوم التاسع من الشهر نفسه.

كلمة أخيرة توجّهها للشعب البحرينيّ؟

الكعبي: نحن نعتقد أنّ الشعب البحرينيّ من الشعوب الواعية، ومن الشعوب التي عانت كثيرًا، ونعتقد أنّ للبحرين أثرًا وفاعليّة في الوطن العربيّ، ولذلك لا بدّ أن تستعيد البحرين دورها في المنطقة، إلّا أنّ البحرين تأخّرت في استعادة ذلك الدور لوجود خلاف بين الحكومة البحرينيّة وشعبها، ونتمنّى على السلطة البحرينيّة أن تقدّر الشعب، لأنّ البحرينيّين يسعون للعيش عيشًا رغيدًا، ولا يريدون أكثر من ذلك، ونحن مع الشعب البحرينيّ في مطالبه التي سوف ندعمها كي يعيش كبقيّة الشعوب.