منامة بوست (خاص): هل جاء إعدام الشيخ نمر النمر ردًّا على قتل الإرهابيّ زهران علوش في سوريا بقصف روسيّ؟

هكذا بدأت علامات الاستفهام تتجّه صوب الحماقة السعوديّة التي ارتكبتها الحكومة في الرياض، وهي حماقة استثنائيّة قد تكون بحجم الحرب على اليمن، كون حيثيّة الشيخ النمر معقّدة التشابكات، فهو من جهة عالم دين شيعيّ، ومن جهة رمز من رموز الشرقيّة، إضافة إلى أنّه لم يتورّط في دعوة إلى عنف، بمعنى أنّه غير مدان بأيّ جرم يمكن أن يدان به بحسب القوانين الدوليّة.

الملك سلمان لا يحكم السعوديّة، هذه الحقيقة تكاد يتّفق عليها عند المتابعين، لأنّه يعاني من عدّة أمراض لا تؤهّله لإدارة مؤسّسة صغيرة، فضلًا عن إدارة دولة بحجم السعوديّة، أمّا ابنه الأمير محمد الذي يتقلّد أكثر من منصب، أهمّها أنّه وليّ وليّ العهد، فإنّه الرجل الأقوى في السعوديّة، لكنّ الأمير السعوديّ الذي لم يكمل ثلاثة عقود يعاني من اندفاعة كبيرة، إذ يشوبه طمع في تمكين السعوديّة من الإقليم أيًّا يكن الثمن، والسير في هذا الاتجاه قد يأتي بنتائج عكسيّة كما لا تشتهيها السعوديّة.

قتل النمر يأتي في سياق رحى الحروب التي تخوضها السعوديّة بالوكالة أو مباشرة لنيل سيادة الإقليم، لكن هل يكفي أن تكون خطوة السعوديّة ساذجة ومندفعة لتكون ذات منحى غير مؤثر؟ حتى لو حكمنا سلفًا عليها بالفشل حسب مؤشّراتها المختلفة، فإنّ ذلك لا يعني أنّها غير مؤثرة.

لذلك فإنّ عددًا من القوى الثوريّة في البحرين تعتزم التصعيد على هذا الأساس، فالقراءة العميقة لقتل النمر تعيد رسم خطوط الاشتباك، وهذا ما تلقّفته القوى الثوريّة، ورغم قلّة الأوراق الضاغطة التي تمتلكها تلك القوى، فإنّها رأت أن تصعّد في خطابها، تمهيدًا لتصعيد خطواتها، لكن أين ستصل؟ وما النتائج المرجوّة من الحراك التصاعديّ؟ ذلك ما ستنبّئه الأيّام والأسابيع القادمة.

في المقابل يقرأ بعض النشطاء الحدث بشكل معاكس، ويدعو إلى التهدئة والقبول بالتسويات غير المنتجة، فالأهم عند هذا البعض تخفيف الاحتقان ورفع العصا الأمنيّة عن الناس، بذريعة اللجوء إلى خيار هو أهون الشرّين وتجنيب الناس حالة الاستنزاف.

بين هذا وذاك، يبقى الشيخ النمر فاصلة مبدئيّة بين المواقف، وصورة واضحة لطريق يرسمه الصبر بنفس طويل نحو أصعب الخيارات، فالسعوديّة متّجهة بكلّ طاقتها إلى تدمير القوى الثوريّة في كلّ المنطقة، ومن ضمنها البحرين، وعليه فالتحدّي أعمق من ذي قبل بكثير.