منامة بوست (خاص): عشرون يومًا والناس تحوط بيت الشيخ عيسى قاسم، عشرون يومًا والبحرينيّون يكتبون بأنفاسهم المضحيّة سطرًا جديدًا في ملحمة المواجهة مع قبيلة آل خليفة، ورغم الحصار الذي تفرضه مجموعات من الأجهزة الأمنيّة حول الدراز، فإنّ الثابتين واثبون على تعزيز إرادتهم والاستزادة من مخزون الإصرار الذي غدا متراكمًا كثيرًا، لا ينضب.

الحصار، وبحسب شهود عيان، قد أثّر في بقالات الدراز، سوق الخضار تضرّرت في القرية، ولكنّ الجميع وقّعوا، من غير اتفاق، على الثبات، ذلك لأنّ استهداف رأس الشيعة في البحرين «الشيخ عيسى قاسم» استهداف لجميع مكوّنات الطائفة ومقدراتها، وهو الفهم السائد بين الرجل العاديّ والنخبويّ، لا تفرضه فروضات الطائفيّة وإكراهاتها الكريهة التي تعجّ بها نفايات وسائل الإعلام، لا تفرضه الطائفيّة لأنّه ليس فهمًا طائفيًّا في بعده الحقيقيّ، بل هو الفهم الواقعيّ الذي أقرّه العديد من صحفيّي العالم منهم روبرت فيسك والراحل محمد حسنين هيكل، إضافة إلى منظّمات عريقة مثل منظّمة العفو الدوليّة.

إذن هي أيّام عصيبة تمضي ساعاتها نحو المصير المجهول، خصوصًا بعد تغريدات محمد جمعة، وهو قياديّ في تجمّع موال ويقدّم نفسه محلّلًا سياسيًّا، وظيفته الكبرى تجميل صورة الأنظمة الخليجيّة، جمعة قال في الأيام الماضية إنّ «الضربة آتية» و«ترحيل قاسم مسألة وقت».

الناس غير متوجسة، لكنّها متوقعة، خصوصًا أنّ السيناريو يتشابه مع سيناريو ضربة الدوّار في 2011، حيث ضعف الإنترنت في محيط منطقة الاعتصام، واشتدّد التطويق، والحرب النفسيّة، هذه العناصر سبقت الضربة آنذاك، والآن تتكرّر.

لكن هل ستكون الضريبة بالنسبة للنظام مجزية؟ هل الأمر متشابه مع تفريق معتصمين وإن كان بوحشيّة؟ هنا معتصمون إلى جانب رأس الطائفة، إضافة إلى تراكم انتهاكات على مدى خمس سنوات، واحتقان كبير يغلي في صدور الناس ينتظر شرارة الانفجار، فهل الأمر سيّان؟ أم أنّ السلطة تعي الخطورة وستحسب حساباتها؟