منامة بوست (خاص): المجرم بدرجة خمس نجوم، هو ذلك المتعلّم الذي سخّر أكاديميّته وشهاداته وخبراته في الإجرام والتخطيط لتدمير الشعوب، أحمد عسيري الدارس في جامعة السوروبون ينطوي على سجل حافل بالانتهاكات الفظيعة، ولعلّ وقوفه في الظلّ إبان حرب الخليج الثانية أخفى حقده الدفين، وستر عورته التي كشفها في اليمن قبل عامين، فكلّ المقادير والدساتير القانونيّة تضع عسيري موضع مجرم الحرب، حيث هجر مئات الآلاف من المدنيّين، وقتل عشرات الآلاف، كما أن المجاعة تهدد أكثر من مليون يمنيّ ينتظرون مصيرًا مجهولًا وسط نقص في الأغذية وتلوّث بيئي ينبّئ عن ظهور عدد من الأمراض الوبائيّة الخطيرة.

ويشغل عسيري المستشار في مكتب وزير الدفاع السعوديّ ولي ولي العهد «محمد بن سلمان»، وهو المنصب الذي أتاح له فتح خطوط اتصال مباشرة وغير مباشرة مع إرهابيّي الشرق والغرب الذين كتلتهم السعودية وقطر وتركيا في سوريا لتنفيذ مهمات وأجندة دولية باتت واضحة دون لبس.

غير أنّ الفشل الذي منيت به السعوديّة ورجلها أحمد عسيري انعكس بوضوح في تعرّضه لمحتجين بريطانيّين وبحرينيّين في لندن في زيارته الأخيرة لعاصمة الضباب، وإلقاء أحد المحتجّين «بيضة» على سترته، انعكس فشله بوضوح في طريقة تعامله مع المحتجين، حيث هرب إلى داخل مبنى حكومي تابع للمملكة المتحدة، من ثمّ قام بعمل غير أخلاقي معبّرًا عن ردّة فعل غير ناضجة ضدّ المحتجين.

المواقف التي وضع فيها أحمد عسيري كشفت وهنه الدبلوماسيّ وحيثيّته المفترضة والتي تمثل الصورة الحاضرة لسياسة الرياض.

الإحراج الموزّع على سياسيّي السعودية وعسكرييها، تتجمع في «مصبّ» عسيري، كونه الجامع بين المؤسسة السياسية والعسكرية، والناطق الرسمي بالبعد الاستراتيجي لمملكة الرمال الهرمة.

ولا يزال العميد عسيري يطبخ خططه العسكرية للمنطقة، ويخرجها سياسيًّا في قائمة التحضير التي يقدمها محمد بن سلمان كقرار سياسي، بيد أنّ النار التي يطبخ عليها عسيري أعلى من مقادير «مكنته» وحرارتها أسرع من ديجور«حلمه».

الحزم والأمل المفقودان في الواقع ينتجان معادلات أكثر واقعية من شعارات الإعلام المدفوع، والأرض تتحدث، لا مكان لمن اهتزّ بـ «بيضة».