منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، أكد الباحث الاستراتيجي والخبير في الشؤون العربية في واشنطن الدكتور صابر الحاج أن إقدام النظام البحريني على التمادي في الاضطهاد
منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، أكد الباحث الاستراتيجي والخبير في الشؤون العربية في واشنطن الدكتور صابر الحاج أن إقدام النظام البحريني على التمادي في الاضطهاد والاستبداد ما كان ليستمر لولا الغطاء الفاضح والمشبوه من قبل النظام السعودي الوهابي.
وأضاف الحاج أن إصرار آل خليفة على محاكمة الرمز الشيعي الأول في البحرين وفي الخليج آية الله الشيخ عيسى قاسم، يشير إلى أن هذه العائلة تلتزم بما يمليه عليها النظام السعودي الذي يهيمن عليه ولي ولي العهد محمد بن سلمان، والذي توعد برفع وتيرة التصعيد في المنطقة ضد إيران، مع ما يعنيه ذلك من تأزيم الوضع في كل الساحات التي للسعودية نفوذ أو مصالح فيها، وتشير المحاكمة أيضًا إلى أن النظام البحريني وبتحريض من النظام السعودي يلعب على الخطوط الحمر المرسومة، وأنه في حال أصدر حكمًا قاسيًا بحق الشيخ قاسم فإن ذلك سيعني تجاوز الخطوط الحمر وبالتالي الذهاب في المواجهة إلى مرحلة جديدة قد تكون عنيفة ولا أحد يعلم مدى خطورتها، وإلى أين ممكن أن تصل الأمور معها.
وأشار الباحث الاستراتيجي إلى أن تأجيل محاكمة آية الله قاسم لمرة ثانية يدل على أن النظام البحريني ما زال خائفًا من تداعيات إصدار أي حكم، ويضع بحسبانه ما يمكن أن تنتج عنه مثل هكذا خطوة حمقاء قد تذهب بالأمور إلى التصعيد، لكن في المقابل فإن ضغط النظام السعودي على آل خليفة وإصراره على حسم الأمر، يضع هذه العائلة أمام نارين قد لا تكون لديه الحكمة الكافية للتعامل معهما، وهذا ما يفتح الأمر أمام العديد من الاحتمالات، والتي قد تكون مكلفة جدًا على النظام البحريني.
وشدد الحاج على أن المعارضة البحرينية مجتمعة، ومن خلفها الأغلبية المطلقة من الشعب البحريني، أطلقت تحذيراتها من المس بآية الله قاسم وحذرت من أي حماقة قد يقدم عليها النظام وما يستتبع ذلك من ردات فعل قالت المعارضة أنها قد لا تستطيع احتواءها، في رسالة واضحة إلى النظام بأن استهداف الشيخ عيسى قاسم وإصدار أي حكم جائر بحقه سيستدعي ردًا أكيدًا ولا يمكن السيطرة عليه أو إيقافه.
الباحث الاستراتيجي صابر الحاج رأى أن أيادي النظام السعودي السود والدموية لا يقتصر إجرامها وإرهابها على البحرين فقط، بل إن هذه الأيادي امتدت إلى العديد من الدول كسوريا والعراق واليمن، حيث عاثت فيها قتلًا ودمارًا وخرابًا عبر دعم الجماعات الإرهابية التكفيرية بالمال والسلاح والأفراد، ولا تزال هذه السياسة قائمة حتى الآن دون أي رادع إنساني أو أخلاقي.
وأضاف الحاج أن هذه السياسة المستمرة في كل هذه الدول، تدل بوضوح على أن النظام السعودي ما زال مصرًا على سفك الدماء وإزهاق الأرواح في سبيل تحقيق أهدافه الإرهابية، والدليل على ذلك عدوانه المستمر منذ أكثر من سنتين على الشعب اليمني، وما خلفه هذا العدوان من قتل وتشريد ودمار ومجاعة، دون تحقيق أي أهداف.
وأشار الحاج إلى أن هذه السياسة السعودية القائمة على تصعيد الساحات، وعدم الذهاب إلى الحوار والمهادنة، وإغلاق الأبواب أمام أي فرصة للحلول في المنطقة، كلها إشارات يمكن أن تؤدي بنا إلى إمكانية أن يلجأ النظام البحريني بتحريض من السعودية إلى الحكم في قضية الشيخ عيسى قاسم دون التفكير في النتائج الكارثية لمثل هذا العمل، وهذا يعيدنا بالذاكرة إلى ما أقدمت عليه العائلة السعودية قبل أكثر من عام، حين أعدمت الشيخ نمر النمر دون أن تأخذ بالحسبان إمكانية حصول ردات فعل قوية في الداخل والخارج، وتعاملت مع الأمر بكثير من الاستخفاف، لذا يكمن الخوف هنا من أن تضغط السعودية على البحرين أكثر من أجل إصدار حكم قاس بحق آية الله قاسم، وما قد ينجم عن هذا الفعل من ردات فعل قد لا يكون النظام البحريني قادرًا على تحملها.
وختم الحاج بالتأكيد أن النظام البحريني هو مجرد ألعوبة بيد النظام السعودي، وهو غير قادر على حسم الأمور في ما يخص قضية آية الله قاسم دون الرجوع إلى آل سعود، لإدراكه التام أن ثورة الشعب البحريني عام 2011 كادت أن تطيح به لولا التدخل العسكري السعودي ودخول قوات درع الجزيرة وحماية آل خليفة من السقوط، لذا فإنه ينتظر كلمة السر التي ستوضح الخيار الذي سيتجه نحوه في الأيام القادمة.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017020456
المواضیع ذات الصلة
قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة