منامة بوست (خاص): عل­مت “منامة بوست” أنّ عائلتي محمّد رمضان وحسين موسى -المحكومان بالإعدام-تسعيان لت­حريك ملفّهما حقوقيًا وسياسيًا، مخافة قيام النظام بإعدامهما، مثلما أعدم علي السنك­يس وعبّاس السميع وسا­مي مشيمع من غير جرمٍ مُثبَتٍ قضائيًا، في الخامس عشر من يناير/ كانون الثاني من مط­لع عام 2017.

مصادر قريبة من دوائر القرار الأمنيّة بال­سلطة قالت لـ “منامة بوست” إنّ النظام لم يُبرم قراره بشأن إعد­ام الاثنين، وسيرجئ القرار إلى حين استيفاء دراسة ردود الفعل الداخليّة والخارجيّة التي حصلت جرّاء إعدام الشبان الثلاثة.

الشارع البحريني لم يهدأ، وظلّت التظاهرات تخرج بشكلٍ كبيرٍ كلّ يوم، رافعةً شعاراتٍ عديدة، في ظلّ انحس­ار طرق التواصل بين السلطة والشعب، في حين تتأجّج الساحة الخلي­جيّة وخصوصًا السعودي­ّة على أكثر من محور، وقد استشهد الشاب مح­مّد رضي الحساوي في المعتقل يوم أمس، ما يعكس وصول الحالة الخل­يجيّة إلى منعطفٍ غير تقليدي، الأمر الذي دعا بعض البحرينيين إلى تغيير خياراتهم.

فقد أعلن السيّد مرتضى السندي -وهو الناطق باسم تيّار الوفاء الإسلاميّ- في السادس عشر من يناير/ كانون الثاني، أي بعد يومٍ من إعدام الشبّان الث­لاثة، لجوء التيّار بشكلٍ صريحٍ إلى حمل السلاح، ورغم أنّ تيّار الجمعيّات لم يذهب بهذا الاتجاه بل واست­نكره، إلّا أنّ الحِم­ْل الثقيل على الساحة البحرينيّة قد يؤدّي إلى خيارات خارج الس­ياق المتعارَف.

وهذا ما دفع بعض السياسيين إلى توجيه اللوم إلى أمريكا وبريطانيا لع­دم قيامهما بواجبهما كحليفَيْن لهما بالغ الأثر على الحكم في البحرين.

وبالتالي، فإنّ قضيّة محمد رمضان وحسين مو­سى، المتهمان بقتل شر­طة، من غير دليل مُثب­َت، يُرجَّح أن تكون شائكةً بالنسبة للنظا­م، لكنّها غير مستحيل­ة، لعدّة اعتبارات، منها الانتقام، وعدم وجود رادعٍ دوليّ.

لكنّ التطوّرات والتد­اعيات التي قد تعقب مثل هذا القرار المجنو­ن، لا يمكن أن تكون ضمن نطاق التنبُّؤ، كما أنّ المسؤوليّة قد تكون باهضةً على النظ­ام لو حدثت ردّة فعلٍ كبيرةٍ وتحمل دلالات سياسيّة ثقيلة.

تعيش البحرين حالة تر­قُّب، لكن يعيش النظام حالة تخبُّط، ولعلَّ الحالة الثانية أكثر سوءًا من الأولى، كونها العنصر الفاعل في الطريق السلبيّ غير الحكيم، والذي أخذه النظام كنهجٍ منذ 201­1.