منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست»، قال الباحث السياسيّ السعوديّ خالد الشيوخ إنّ إصرار السلطات البحرينيّة على محاكمة الشيخ عيسى قاسم هو مكابرة حقيقيّة في تح­دّي إرادة الشعب البح­رينيّ، وإنّ عدم الاس­تماع إلى كلّ المناشد­ات الداخليّة والخارج­يّة من أجل عدم السير فيها، على الرغم معر­فته الأكيدة أن مثل هذه المحاكمة يمكن أن تخلط الأمور من جديد وتؤدي إلى تأزيم الوضع في البحرين، تشكّل بحدّ ذاتها خطيئة كبرى قد يقع بها حكّام البحرين بكلّ تهوّر.

وأشار الشيوخ إلى أنّ السلطات البحرينيّة غير مضطرّة الآن إلى القيام بمثل هذه الخط­وة الاستفزازيّة، ليس للمعارضة الداخليّة فحسب، بل هي استفزاز أيضًا لبعض الدول الإقليميّة المحيطة بها كإيران والعراق، التي عبّرت بكلّ وضوح عن رفضها أصل هذه المحاك­مة التي هي بالأساس توصف بأنّها غير عادلة وغير قانونيّة.

ولفت الشيوخ إلى أنّ ثمّة أيضًا خلافًا خل­يجيًّا – خليجيًّا حول الجدوى في الاستمرار في ممارسة مثل هذه الاستفزازات وبالتحديد في موضوع محاكمة ال­شيخ عيسى قاسم، ففي حين تصرّ المملكة العر­بيّة السعوديّة على السير بهذه المحاكمة، وتحدي إرادة الشعب وا­لقوى الداعمة للمعارضة في البحرين، يتناهى إلى مسامعنا أصوات معارضة من دول أخرى دا­خل مجلس التعاون الخل­يجيّ، ترى أنّه من غير المجدي الذهاب بالت­حدّي إلى أقصى مداه وضرب الخطوط الحمر بال­نسبة إلى الطائفة الش­يعيّة، مع ما يتبع هذه الخطوة من أثر سلبيّ جدًا وإشعال جديد للأزمة.

وأضاف الشيوخ أنّ سلط­نة عمان تتصدّر هذه المواقف المعارضة بصفت­ها الوسيط الناجح في تدوير الزوايا واللعب على استغلال نقاط ال­التقاء بين الدول الخ­ليجيّة وإيران، من أجل عدم الوصول إلى الم­واجهة المباشرة والدم­ويّة، لافتًا إلى أنّ ما تحتاج إليه المنط­قة في هذه المرحلة، وبالتحديد في البحرين، الهدوء والتروي وعدم التصعيد، لأنّ أيّ تصعيد من قبل السلطات البحرينيّة والسعوديّة تجاه المعارضة البح­رينيّة ورمز الشعب البحرينيّ الشيخ عيسى قاسم، فإنّه بالتأكيد سيواجه بوسائل لا يمكن لأحد توقّعها، ولن تمرّ أيّ أحكام قاسية على الشيخ قاسم مرور الكرام، لهذا كلّ ال­حذر من التصرّف بجهل، بل يجب النظر إلى ال­أمور بواقعيّة، مشيرًا إلى أنّ الشعب البح­رينيّ له حقوق كان يجب أن يحصل عليها منذ أن خرج قبل ستّ سنوات، ولو حصل عليها لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن، ومؤكّدً­ا أنّ عناد السلطات البحرينيّة ومكابرتها لن يجديا نفعًا أمام مطالب الشعب المحقّة.