منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست»، أدان الناشط الحقوقي المجريّ نيكولاس لام الإجراءات الاستبداديّة التي تتبعها السلطات البحرينيّة
منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ «منامة بوست»، أدان الناشط الحقوقي المجريّ نيكولاس لام الإجراءات الاستبداديّة التي تتبعها السلطات البحرينيّة من خلال إصرارها على سياسة إسقاط الجنسيّة عن الناشطين دون أيّ وجه حقّ، وفي تعبير عن مدى الاضطهاد الذي وصل إليه هذا النظام وعدم استجابته لأيّ من المطالب والمناشدات الدوليّة من أجل الكف عن مثل هذه الممارسات.
وأضاف لام أنّ إسقاط الجنسيّة التي هي حقّ لكلّ مواطن وليست منحة من الدولة، هو إجراء تعسفي بامتياز ولا يمكن التبرير لهذا النظام مهما كانت الاتهامات التي يسوقها لهؤلاء المواطنين، وعلى الرغم من ذلك يستمر في استبداده، غير آبه بأيّ عهود أو مواثيق، ولا بأيّ من الحقوق المشروعة للمواطن في دولته.
ولفت لام إلى أنّ سياسة التجنيس هي من أشدّ الأحكام ضررًا على المواطن؛ لأنّ هذا الحكم لا يقتصر ضرره على المواطن المسقطة جنسيّته، بل أيضًا يمتد الضرر إلى عائلته ليشمل كلّ جوانب حياته، ويحرم كلّ حقوقه المشروعة داخل الوطن، وهذا ما يعدّ جريمة بكلّ المقاييس.
وحول التعديل الدستوريّ الأخير في ما يخصّ المحاكم العسكريّة، انتقد لام بشدّة هذا التعديل، عادًّا أنّه ديكتاتوريّة مغلّفة بعنوان القضاء، والعنوان العام هو مكافحة الإرهاب ومنع خطر الإرهابيّين، في حين أنّ هذا القانون الجديد هو بالتحديد من أجل التضييق أكثر وأكثر على الناشطين، وخنقهم والتلويح لهم بين الفينة والأخرى بعصا المحاكمة بتهم الإرهاب، وهذا ما ينذر بالكثير من المخاطر في طريقة تعاطي النظام مستقبلًا وبشدّة أكبر مع المواطنين الذي يعبّرون عن آرائهم المناهضة للسلطة.
وأضاف لام أنّ ثمّة تخوّف من استخدام النظام لهذا القانون في سبيل ملاحقة أي مواطن يخرج في تظاهرة وتوجيه التهمة إليه على أنّها إخلال بالنظام وتهديد الأمن الداخليّ، وهذا يدخل ضمن صلاحيات القضاء العسكريّ في القانون الجديد، ويؤسّس لمرحلة جديدة من الاستبداد والديكتاتوريّة.
مشيرًا إلى أنّ سكوت الدول الكبرى عن هذا القانون، ولا سيّما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يمكن أن يعدّ تواطئًا مع السلطات القمعية في البحرين بوجه الشعب البحريني المسالم التوّاق إلى الحرية.
وقال إنّ النظام البحرينيّ يتدرج منذ سنوات في طريقة تعاطيه مع مطالب الشعب، حيث وصل إلى مرحلة فقد معها كلّ الخجل، ولم يعد يعبأ بنتائج الارتكابات التي يمارسها، والدليل على ذلك ما ارتكبه من إعدامات بحقّ ثلاثة شبّان أبرياء، رفض منحهم حقّ المحاكمة العادلة والسعي إلى تبرئة أنفسهم بأدلّة واضحة وموجودة، ولم يصغ إلى النداءات الدوليّة من كلّ الجهات لإيقاف إعدامهم، مستندًا إلى التقاعس الدولي الواضح عن جميع الانتهاكات التي ارتكبها بحقّ الشعب منذ سنوات حتى اليوم، ومعتمدًا على الدعم اللامحدود من النظام السعوديّ الذي لن يقبل بإدانته أبدًا.
ورأى لام أنّ كلّ هذه الممارسات التي تحظى بغطاء دولي، جعلت النظام البحريني مطلق اليد في تعاطيه الاستبدادي مع شعبه، وكلّ ذلك تحت شعار المحافظة على الأمن وعدم السماح بالمسّ به، في حين أنّ حكّام البحرين يهدفون إلى الحفاظ على رؤوسهم خوفًا من السقوط، فيلجؤون إلى إلصاق كلّ أنواع التهم بالمواطن في سبيل تحقيق أهدافهم بالبقاء في السلطة وعدم السماح حتى بأن يشاركهم أحد فيها، وهذا ذاته قمّة الديكتاتوريّة، وهو يعيدنا بالأذهان إلى الديكتاتوريّات التي مرّت بالتاريخ، وهذا النظام قد يتخطى بإجرامه ودمويته بعض تلك الديكتاتوريات.
وختم الناشط المجري بالمطالبة بالسعي لفضح هذا النظام على مجال أوسع، وتوثيق كلّ جرائمه وممارساته وعرضها أمام كلّ المؤسسات الدولية وأمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتجميع ملف كامل عن مجمل الانتهاكات التي قام بها هذا النظام طوال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنّه يدرك أنّ النشطاء غير مقصّرين في هذا الأمر، لكنّ الأمر يحتاج إلى المتابعة الحثيثة من أجل عدم منح النظام أي فرصة من أجل التقاط الأنفاس، ومؤكّدًا أنّه في لحظة ما لا بدّ من أن يعيد المجتمع الدولي النظر في جدوى دعمه النظام في البحرين، بعد أن يكون قد فرغ من مصالحه معه، وحينها سوف يكون الملف المتكامل عن إجرامه جاهزًا وتكون المحاسبة على قدر الجرائم.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2017094443
المواضیع ذات الصلة
قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة