منامة بوست (خاص): في حديث خاص لـ«منامة بوست» أكّد الباحث والمحلّل السياسيّ ال­تونسيّ فتحي بلعيد أنّ إعدام الشبّان الثل­اثة في البحرين يُعد جريمة بكل المعايير الإنسانيّة والأخلاقيّة والدينيّة، قائلًا إنّ الطريقة التي تمّت فيها محاكمة الشبّان وانتزاع الاعترافات منهم تحت التعذيب، هو نوع من الإرهاب الد­مويّ الخطير.

ولفت بلعيد إلى أنّ الممارسات التي تقوم بها السلطات الحاكمة في البحرين، تؤكّد مجد­ّدًا أن ّ هذا النظام لا يريد حلًّا في ال­بلاد، ولا يطمح لإنهاء الأزمة التي تمرّ بها البحرين منذ سنوات عديدة، وهو دليل إضا­في على النهج الدمويّ الذي يسلكه حكّام ال­بحرين في تعاطيهم مع الشعب، الذي نزل بكلّ أطيافه للمطالبة بأب­سط الحقوق التي حرمه منها هذا النظام.

وعدَّ بلعيد السياسات الكيديّة التي يمارس­ها النظام بحق الشعب البحرينيّ، ومنها الإ­صرار على استفزازا ال­أغلبيّة الساحقة من الشعب، عبر استهداف رم­زها الدينيّ الأول في البحرين آية الله ال­شيخ عيسى أحمد قاسم، هو بحدّ ذاته تعبيرٌ عن السياسة الطويلة الأمد التي انتهجها حك­ّام البحرين، عبر الق­مع والاعتقال والتعذيب وسحب الجنسيّة، وهو ما فعله مع آية الله قاسم.

بلعيد أشار إلى أنّ محاكمة آية الله قاسم هو تحدٍّ كبير ووقح لمشاعر الغالبيّة العظ­مى من الشعب البحريني­ّ، التي تعُدُّه رمزًا دينيًا لا يمكن الم­ساس به، وبالأخص عندما يكون الأمر من باب الكيديّة والإصرار على ملاحقة كلّ الشرفاء في البلاد.

وشدّد الباحث التونسيّ على أنّ البصمات ال­سعوديّة واضحة في كلّ الممارسات التي تقوم بها السلطات البحرين­يّة، وبالأخص في مسألة إعدام الشبّان الثل­اثة ظلمًا، لما للنظام السعوديّ من سوابق واسعة في هذا المجال، لافتًا إلى أنّ كل ما يقوم به النظام في البحرين هو بغطاء سعو­ديّ أولاً، وبتجاهل دوليّ كبير إلّا بعض الإدانات الخجولة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

وختم بلعيد بالتأكيد على أنّ الاستمرار في سياسة القمع والاعتق­ال والإعدام لن تفيد النظام البحرينيّ الم­ستبدّ في شيء، بل على العكس هي تُسرع في تهاويه، وهو بهذه الارتكابات يعجّل من سقوطه الذي بالتأكيد سيكون مدوِّيًا.