منامة بوست (خاص): لا تزال التداعيات السياسيّة تتفاقم جرّاء الهجمات الصاروخيّة التي نفّذتها البحريّة الأمريكيّة على قاعدة الشعيرات الجويّة بحمص، وقد أمر الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب بتنفيذ ضربات صاروخيّة فجر الجمعة الماضي، وصفت بـ “المحدودة”، حيث بررت وزارة الدفاع الأمريكيّة “البنتاغون” الهجمة الأمريكيّة بالردّ على استخدام النظام السوريّ غاز الساري في خان شيخون.

أوساط في الإعلام المقاوم أفادت بأنّ التخطيط للهجمات أعدّ من قبل استخدام غاز السارين نهاية مارس/ آذار الماضي، الذي تنفي الحكومة السورية صلتها به بشكل قاطع، ولا يوجد دليل ملموس على اتهام واشنطن وحلفائها لدمشق باستخدامه ضدّ المسلحين، فضلًا عن المدنيّين.

وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن دعت إليها روسيا في يوم الهجوم الصاروخي على سوريا نفسه، قال مندوب بوليفيا في الأمم المتحدة ساشا سيرغو إنّه يجب احترام ميثاق الأمم المتحدة بعدم اتخاذ خطوات فرديّة، واصفًا تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا بـ”الانتهاكات الصارخة لميثاق الأمم المتحدة”.

وطالب مندوب بوليفيا بضرورة التحقيق في مثل هجوم خان شيخون بشكل عادل ومستقل. مذكّرًا الولايات المتحدة بكذبتها في بداية الألفيّة بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقيّة، التي أدّت إلى غزو أمريكيّ للعراق دمّر من خلاله الجيش العراقيّ والبنية التحتيّة للبلاد. كما رفض المندوب الروسي فلاديمير سافرونكوف انتهاك الولايات المتحدة للقانون الدوليّ بعمل عدواني صارخ، مدينًا بشدّة الأعمال غير القانونيّة للولايات المتحدة وتبعاتها على المنطقة.

وأكد سافرونكوف – حسب ما نقلت وكالة سبوتنيك- أنّ تدخل الولايات المتحدة في سوريا جاء من دون إذن الحكومة السوريّة، وضدّ الجيش السوريّ الذي يكافح الإرهاب لسنوات.

وأشار إلى أنّ الإرهابيّين تشجعوا بتحرّكات الولايات المتحدة وتحرّكوا على الفور بهجمات ضدّ الجيش السوري، مشدّدًا على أنّ القوات العربيّة السوريّة هي الكيان الملتزم بمكافحة الإرهاب على أراضيها.
السعودية والبحرين والإمارات وإسرائيل رحّبوا بالعمل العسكريّ الذي قامت به واشنطن ضدّ دمشق، ودعوا إلى المزيد من الضربات التي تقوض القوة السوريّة. من جهتها أكّدت وسائل إعلام قريبة من دوائر القرار الأمريكي كقناة سكاي نيوز، أنّ الضربات الصاروخية أعادت اعتبار الولايات المتحدة ومكانتها في العالم، خصوصًا مع تأخّر دورها إبان عهد الرئيس السابق باراك أوباما. فيما أكدت روسيا وإيران أنّهما ستعملان حثيثًا لمنع الولايات المتحدة من الهيمنة على العالم بحسب بيان صدر عن القيادتين أمس، وأضاف البيان الموقع من قبل غرفة العمليات المشتركة لقوات الحلفاء (روسيا وإيران والقوات الرديفة) في سوريا، أنّ العدوان الأميركيّ على سوريا تجاوز واعتداء على سيادة الشعب والدولة، وأنّ سوريا تحارب الإرهاب المتعدد الجنسيات منذ ست سنوات نيابة عن العالم، وأنّ “بعض الدول والمنظمات أخذت خان شيخون ذريعة لمهاجمة سوريا”.

واستنكرت غرفة العمليات المشتركة أي استهداف للمدنيّين أيًّا كانوا، مدينة ما جرى في خان شيخون أيضًا، على الرغم من إيمانها بأنّه فعل مدبّر من بعض الدول والمنظمات، لاتخاذه ذريعة لمهاجمة سوريا.

يذكر أنّ طائرة سوخوي قد انطلقت من مطار الشعيرات باتجاه قصف الإرهابيّين قرب تدمر بعد ساعات من قصف المطار، ما عدّه بعضهم علامة فشل على القصف الأمريكيّ.