منامة بوست (خاص): افتتح ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير يوم الأحد 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، معرض «شهداء البحرين» السنويّ في مدينة كربلاء المقدّسة، الذي يعرض مراحل ثورة البحرين بتفاصيلها الجهاديّة والبطوليّة، ويوثّق سلسلة من النضال المغمّس بالدم والجراح، في قافلة من الشهداء الأبطال الذين قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل عزّة وكرامة الأمّة.

معرض «شهداء البحرين» الذي يُنظَّم تزامنًا مع الزيارة الأربعينيّة افتتحه ممثّل بعثة السيد القائد الخامنئي إلى كربلاء «الشيخ بهجتي»، ونائب الأمين العام لعصائب أهل الحقّ «السيد محمّد الطبطبائي»، حيث شدّد الشيخ بهجتي على أهميّة إقامة مثل هذه المحافل التي تُظهر مظلوميّة الشعوب، وأشاد بصمود الشعب البحرينيّ وثباته، ولفت إلى أنّه نال شرفًا عظيمًا بدعوته إلى افتتاح المعرض لثلاث سنوات متتالية، في حين أشاد السيد الطبطبائي بانتصارات محور المقاومة على دول الاستكبار الذين يتربّصون شرًّا بشعوبه من أجل مصالحهم، وأكد وحدة الصفّ في مواجهة الأخطار المُحدقة بالدين.

وشهد المعرض إقبالًا حاشدًا من زوّار أبي عبدالله الحسين عليه السلام من مختلف الجنسيّات، وحضورًا لافتًا من شخصيّات إسلامية وعلمائية، تجوّلت في أرجاء المعرض، وأكدت تضامنها ووقوفها إلى جانب نضالات الشعب البحرينيّ، وعبّرت عن افتخارها بما قام به هذا الشعب الثوريّ على مدى السنوات الماضية، في وجه آلة الطغيان والقتل والاضطهاد المتمثّلة بالنظام الحاكم في البحرين، وبدعم إجراميّ من نظام آل سعود.

وقد واصل المعرض استقباله الوفود الزائرة من مختلف البلدان، وحَظيَ أيضًا بتغطية إعلامية واسعة لما يحويه من رسائل مهمّة تفضح الجرائم التي يرتكبها الاستكبار العالميّ بحقّ الشعوب المستضعفة في البحرين واليمن والسعودية، بالإضافة إلى إبرازه انتصارات محور المقاومة التي تحقّقت على مدار السنوات الماضية من سوريا إلى العراق إلى اليمن ولبنان.

وللدخول إلى المعرض، لا بدّ لكلّ زائر من دَوْسِ علمي أمريكا والكيان الصهيونيّ، وصورة حاكم البحرين «حمد عيسى الخليفة»، قبل أن يخترقوا جنباته ليطّلعوا على ما يحويه من صور ومشاهد تعبّر عن معاني العزّة والكرامة التي جسّدها أبناء البحرين، حيث صور الشهداء تروي حكايات وحكايات من البطولة والإباء، ومن الوقوف في وجه الظالم، والمطالبة بالحقوق حتى نيل إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة.

حكاية ثماني سنوات من النضال والمقاومة يختصرها معرض شهداء الكرامة والعزّة، حيث الشهداء الذين عرجت أرواحهم إلى بارئها تحت التعذيب على أيدي الجلادين المجرمين، وشهداء الإعدام «عيسى قمبر، سامي مشيمع، عباس السميع، علي السنكيس، علي العرب، وأحمد الملالي»، الذين أعدمتهم الأيادي الشيطانيّة برصاصات الغدر، إلى باقي الشهداء الذين قضوا في مسيرة العشق الحسينيّ، وكانوا بنضالهم وصمودهم كأصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء.

وكما في كلّ عام، كان لانتصارات محور المقاومة الحضور البارز في معرض الشهادة، فتلازُم المسار والمصير بين شعوب وأركان محور المقاومة، جعل من الواجب تجسيد الانتصارات في كلّ زاوية من زوايا المعرض، حيث بان بوضوح ذلك الامتداد الحسينيّ العابر للأمم والبلدان، لتتلاحم الميادين البطوليّة الجهاديّة، وتقدّم نموذجًا من العمل الثوريّ الجهاديّ المقاوم، ولتشكّل في كلّ ساحة منها موقعًا لتحقيق الإنجازات، مستلهمين في ذلك إرادتهم وعزمهم من ثورة الإمام الحسين عليه السلام.

داخل المعرض، تطالعك المواقف الخالدة لقادة محور المقاومة، الإمام القائد السيد علي الخامنئي، وآية الله الشيخ عيسى قاسم، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والشهيد الشيخ نمر النمر، وزعيم حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي. حيث تتوحّد كلّ تلك المواقف مع بعضها البعض، لتشكّل صرخة واحدة هدفها الأساسيّ رفع كلمة الحق في وجه الظلم، والتعبير عن رفض الذل والهوان أمام قوى الاستكبار المتمثّلة بأميركا وأذنابها.

في كربلاء الإمام الحسين عليه السلام، جَمَعَ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أخوة الجهاد والمقاومة، وبانت في هذا الجمع وحدة الهدف والمصير، وتجلّى ذلك العشق الحسينيّ المتأصل في شعوب محور المقاومة، ليكون معرض «شهداء البحرين» ملتقى لشهداء الأمّة الأبرار، الذين وضعوا دماءهم على أكفّهم، ومشوا في طريق كربلاء، ونالوا السعادة الأبديّة إلى جوار من أحبّوا، وكان لهم ما أرادوا، نصرًا عزيزًا مؤزّرًا.