منامة بوست: ندّد عالم الدّين البحرينيّ «الشّيخ محمّد صنقور»، بالإساءة بحقِّ القرآن المجيد في السّويد وهولندا، وشدّد على أنّ القرآن سيظلّ وسامًا وهويّةً يعتزّ المسلمون بالانتماء إليه، ودعا إلى إزالة كل أسباب الاحتقان السياسيّ في البلاد.
وقال «الشّيخ صنقور» في خُطبةِ صلاة الجُمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصادق عليه السّلام» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة، إنّ الإساءات المتلاحقة والمُمنهجة للقرآن المجيد، أملًا في أن يسهم ذلك في الحدّ من عميق تأثيره وفعاليّته، إذ أدركوا أنّه ليس في وسعهم الحيلولة دونها من طريق البرهان والوسائل العقلائيّة، ذلك فهم يتوسّلون بما يتوسّل به الحمقى وذوي العاهات النفسيّة».
وأضاف أنّ المسيئين للقرآن غفلوا عن أنّ هذه الوسائل تساهم في تعميق صلة المسلمين بقرآنهم، وتكشف للعقلاء عن مستوى الخيبة والإخفاق الذي مُنيت به مساعي القوى الفاعلة في الغرب للنّيل من الإسلام ومبادئه السّامية وبراهينه الدامغة».
وأكّد أهميّة العدل بين المواطنين وإدارة شؤون البلاد، وأنّ التعقّل والحرص على مصلحة الأوطان يقتضيان المبادرة، إلى إزالة كلّ سببٍ ينشأ عنه الاحتقان، وأوضح أنّ العدل هو الدّرع الحصين من الشّرور وتقلّبات الظّروف، فالعدل جُنّة واقيّة، يأمن المقيم عليه من صروف الدّهر وخبايا الأيام ونقمات الغيب – حسب تعبيره.
وشدّد على أنّ من اعتمد غير العدل والإنصاف في إدارة شؤون البلاد والعباد، فقد أخطأ طريق الأمن والاستقرار، وأنّ ما يتراءى من صلاحٍ يصنعه الكبت والخيار الأمنيّ إن صدق أنّه صلاح، ليس له ثبات ولا قرار، لأنّه يعتمد أساسًا على ما من شأنه التصدّع والانهيار لأدنى عارض، فالأساس الذي يعصم الدّول من الآفات هو العدل، الذي يمثّل أساس قوام العالم وميزان الله والذي ينشده النّاس رعاية حقوقهم وصونها وحمايتها من التعدّل – على حدّ وصفه.
وأشار إلى أنّ العدل يعني تكافؤ الفرص في مختلف الشّؤون في الحقوق والوظائف الإداريّة والسّياسيّة والامتيازات، ونبذ كلّ أشكّال التمييز الذي يكرّس حالة التّهميش والإقصاء لطرفٍ أو قطاعٍ من النّاس، على أساسٍ طائفيّ أو عرقيّ أو مناطقيّ أو أيّ منشأ آخر من المناشئ – وفق تعبيره.
ولفت إلى أنّ العدل يعني المساواة بين مكوّنات المجتمع، في مختلف مناحي الحياة في الكرامة والعيش الكريم والتعليم والصّحة والمسكن والعمل وما أشبه ذلك، والعدل يعني التوزيع المتوازن والمنصف للثّروات وتكافؤ الفرص في التمتّع بالموارد والمنافع والمكاسب – على حدّ قوله.
وقال إنّ العدل يعني التأسيس لأنظمةٍ وقوانين يراعى فيها كلّ أفراد المجتمع، وتستهدف السّير بخطى واثقة وجادّة لإلغاء مختلف الفوارق السياسيّة والحقوقيّة، ثمّ يبني على ذلك التأسيس لضوابط ومعايير ومؤشّرات، تكشف عن مدى جديّة الإرادة السياسيّة والإداريّة في تحقيق هذه الغايات.
وأكّد أنّ العدالة الاجتماعيّة التي تفتقر إلى إيمانٍ صادقٍ تتحقق بضرورة تفعليها، وإرادةٍ جادّة تبعث على السّير نحوها بخطى ثابتة ومتسارعة، وتبعث على التحدّي والمكابرة، عقبة تقف في طريق الوصول إلى هذه الغاية السّامية.
ودعا «الشّيخ صنقور» إلى تضافر الجميع من أجل تذليل الصّعاب التي قد تعتري بعض مراحل الوصول إلى العدالة الاجتماعيّة، فالتراخي وتَعاقُب الإخفاقات في الانتقال، يبعث على الارتياب في الجديّة، وهو ما يولد حالة التذمّر في النّفوس، يعقبه شعور باليأس من الوصول إلى غاية، وهو ما يعمّق من حالة الاحتقان – حسب تعبيره.