منامة بوست: أصدرت ثلاث منظّمات حقوقيّة بحرينيّة تقريرًا بعنوان «عاشوراء البحرين: ترهيب وتقييد أمنيّ وتهميش إعلاميّ»، حول الانتهاكات التي استهدفت إحياء مناسبة عاشوراء في البحرين خلال هذا العام.

وقالت المنظّمات «سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، منتدى البحرين لحقوق الإنسان، ومعهد الخليج للديمقراطيّة وحقوق الإنسان»، في تقرير بالنُسختيْن العربيّة والإنجليزيّة، إنّه «منذ بداية الأزمة السّياسيّة والحقوقيّة سنة 2011، رصدت المنظّمات الحقوقيّة المستقلّة الانتهاكات السّنويّة التي طالت الفعاليات العاشورائيّة والمشاركين فيها، من حالات الاستدعاء والاعتقال التعسفيّ لبعض الخطباء، والقيّمين على الفعاليات أو بعض المواطنين المشاركين فيها، وانتزاع المظاهر العاشورائيّة من الشّوارع والأحياء، بالإضافة إلى التّضييق على المعتقلين السّياسيين في حريّة إحياء المناسبة داخل السّجون.

وأضافت أنّ هذه السّنة تميّز موقف السّلطات الرسميّة بالتوجيهات التي أطلقها وزير الداخليّة، وأمر من خلالها بتقييد إحياء المناسبة، وحتى منع قدوم المسلمين من دول أخرى لإحياء المناسبة في البحرين، كما تمّ رصد بعض الممارسات الاستفزازيّة بحقّ المواطنين المشاركين في فعاليات عاشوراء، وممارسة الاعتداءات على المظاهر العاشورائيّة في المناطق البحرينيّة، والتي تضمّنت نزع اليافطات واللافتات، بما يتعارض مع دستور البحرين بشأن حريّة القيام بالشّعائر الدينيّة، والذي يكفل حرمة دور العبادة.

وأشارت إلى توثيق حرمان المواطنين من أبناء الطّائفة الشيعيّة من تغطية الإعلام الرسميّ لموسم عاشوراء، وحرمانهم من الإعلانات في الشّوارع العامّة، وتقييد الحريّة الدينيّة في مركز الإصلاح والتأهيل «سجن جو»، واستدعاء عددٍ من رجال الدّين، واعتقال أربعة مواطنين بشكلٍ تعسفيّ، لأسبابٍ متعلّقة بإقامة شعائر مناسبة عاشوراء.

وأوصت الحكومة البحرينيّة باحترام وحماية حقوق الإنسان المتعلّقة بحريّة الأديان، والتعبير عن الرأي وحقّ المشاركة في الفعاليات الدينيّة، والالتزام بالمعايير الحقوقيّة الدوليّة المعنيّة، والتّوقّف عن تقييد حريّة السّفر والتّنقّل للوافدين للمشاركة في فعاليات موسم عاشوراء، والتّوقّف عن اعتقال الأفراد تعسفيًا لمشاركتهم في موسم عاشوراء، والسّماح للمواطنين بممارسة حقّهم في التّجمّع السلميّ، وحماية المظاهر الدينيّة.

وأكّدت الباحثة في منتدى البحرين «غنى رباعي»، أنّه «بعد أن كانت البحرين وجهة سياحة دينيّة، ومركز استقطاب للمعزّين في مناسبة عاشوراء من مختلف الدّول العربيّة والإسلاميّة، أصبحت مناسبة عاشوراء في البحرين اليوم مستهدفة بشكلٍ خاص من قِبَل السّلطات الرسميّة؛ التي تصعّد في اعتداءاتها على المواطنين، وانتهاك حقوقهم في ممارسة الشّعائر الدينيّة».

في حين أشارت رئيسة لجنة الدّراسات والتقارير في معهد الخليج «فاطمة يزبك»، إلى أنّه في الوقت الذي تدّعي السّلطات البحرينيّة احترامها للأديان والحريّات الدينيّة، تتعرّض الطّائفة التي تشكّل المكوّن الأكبر من الشّعب البحرينيّ للقمع الممنهج – على حدّ وصفها.

وأضافت أنّه «بالتزامن مع بناء البحرين أكبر كنيسة في الشّرق الأوسط وافتتاح كنيس لليهود ومعابد لديانات مختلفة، تستهدف السّلطات المواطنين الشّيعة، وتنتهك حقّهم في حريّة ممارساتهم لشعائرهم الدينيّة، وتتعدّى ذلك لتلاحقهم وتحاسبهم على سردهم وذكرهم لأمورٍ تاريخيّة، فتستدعي الخطباء ورجال الدّين والرواديد، لمجرّد تعرّضهم لمسائل تاريخيّة وفقًا لمعتقداتهم» – حسب تعبيرها.

وشدّد رئيس وحدة الحريّات الدينيّة في منظّمة سلام «السيد عباس شبر»، على استمرار انتهاكات حقوق الإنسان خلال موسم عاشوراء في البحرين، وقال إنّ التقرير كشف عن انتهاكاتٍ صارخة لحقوق الإنسان وحريّة ممارسة الشّعائر الدينيّة.

ولفت إلى أنّ هناك تداخلًا كبيرًا مع المعايير الدوليّة لحقوق الإنسان والتزامات البحرين الدوليّة، وطالب الحكومة البحرينيّة بأن تنتبه إلى هذا التقرير وتتّخذ الإجراءات اللازمة، لضمان احترام حقوق الإنسان وحريّة ممارسة الشّعائر الدينيّة لجميع المواطنين.

وحثّ الحكومة البحرينيّة على التعاون مع منظّمات حقوق الإنسان المستقلّة، والتّعاون مع المقرّرين الخاصّين في الأمم المتّحدة لزيارة البحرين، والعمل على تحسين الوضع وضمان حماية حقوق الدين والتّعبير عن الرأي، كما دعا السّلطات البحرينيّة إلى الاستجابة بشكل فوريّ لتوصيات هذا التقرير، والعمل على تحقيق التقدّم في هذا الصّدد – وفق تعبيره.

للاطلاع على التقرير