منامة بوست: دان المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، إصرارَ النّظام الحاكم في البحرين على الاستمرارِ في الانخراط في التّحالف البحريّ الأمريكيّ، لمواجهة الشعب اليمنيّ رغم الرّفض الشّعبيّ العارم في البلاد.

وقال المجلس في بيان موقفه الأسبوعيّ عبر موقع الائتلاف الإلكترونيّ، إنّ هذا الإصرار دليلٌ قاطع على خضوعِ هذا النّظام غير الشّرعيّ للإرادة الأجنبيّة المطلقة، وعدم امتلاكه أيّ شكلٍ من السّيادة والاستقلال، ولا سيّما مع المخاطر المحدقة وراء هذا التّحالف وانسحاب عدد من الدّول منه، وشدّد على أنّ إمعانَ «آل خليفة» في الالتحاقِ المخزي بكلّ مشروعٍ استعماريّ، هو تعبيرٌ عن اللهاثِ من التّعلُّق بأيّ طوْق، يتوهّمون بأنّه سيكون منجاةً لهم من الزّوال الوشيك، ضاربين بعرْض الحائط كلّ ثوابتِ السّيادةِ الشّعبيّة لقضايا الأمّةِ وعلى رأسها قضيّة فلسطين.

وأكّد أنّ التّحالف البحريّ الأمريكيّ فشلَ قبل أن يرى النّور، وكان لموقفِ الشّعب اليمنيّ المقاوم وقيادته كلمةَ الفصْلِ، في إجهاضِ هذا المشروع وتحويله إلى وهمٍ وسراب، وهو يقدّمُ إثباتًا آخر على قوّةِ إرادة الشّعوبِ وإمكان الرّهانِ عليها في إسقاطِ مشاريع الدّولِ الاستعماريّة الكبرى، على غرار ما تُنجزه المقاومة الباسلة في فلسطين كلّ يوم، وهي تمرّغ في التّراب جنودَ الجيش الصّهيونيّ المدعوم بكلّ الأسلحةِ الأمريكيّة وآليّاته – على حدّ وصفه.

ودعا شعب البحرين والأمّة الإسلاميّة؛ إلى التأمُّل في الدّرسِ الذي تقدّمه نهضةُ الشّعوبِ ومقاومتها في غزّة واليمن ولبنان وغيرها، والاستفادة من ذلك في ترسيخ الاصطفافِ الوطنيّ الذي أُنجِزَ خلال المرحلة الماضية، وتحت عنوان مواجهةِ المشروع الصّهيونيّ والتّطبيع والثّبات في دعْم المقاومةِ، والرّفض القاطع لكلّ أشكالِ التّحالف مع الأعداء الأمريكيّين وأعوانهم، وتحويل هذا الاصطفاف إلى إجماعٍ وطنيّ يُقوّي من المطالب الشّعبيّةِ في الحريّةِ والعدالة – حسب تعبيره.

ووجّه المجلس التّحيّة إلى القوى الوطنيّة في البحرين التي أصرّت على الانتماءِ إلى شعبها المقاوم، وإعلان البراءة من تحالفات النّظام الخليفيّ الهادفة لمحاصرة اليمن والعدوان على غزّة، وأكّد تضامنه مع القياديّ المعارض «إبراهيم شريف»، ودعا إلى الضّغط الشّعبيّ للمطالبةِ بالإفراج الفوريّ عنه، واعتبار اعتقاله انحيازًا دنيئًا للصّهاينةِ وإرضاء للأمريكيّين.

وأعلن ثقته بقادةِ الثّورة الرّهائن ومواقفهم الشّجاعة التي يصرّون عليها رغم المعاناة داخل سّجون البحرين، ووجّه التحيّة إلى الأمين العام لجمعيّة الوفاق «الشّيخ علي سلمان» في ذكرى اعتقاله، وأكّد أنّ استمرار اعتقاله الظّالم كان برهانًا إضافيًّا لاستحالةِ التّعايش مع آل خليفة وكذبة مشروعهم في الإصلاح، والذي سارعَ أكثر بالتحامِ المعارضةِ وتوحّدها تحت قيادة «آية الله الشّيخ عيسى قاسم»، حيث تلاقى الجميعُ على حقّ الشّعب في تقرير مصيره عبر كتابةِ دستوره بيده، وتأسيس دولةٍ ذات سيادةٍ وطنيّة وتنتصر لقضايا الأمّة.

واستحضر الدّورَ الكبير الذي قدّمه قادة محور المقاومة «قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس» مع اقتراب ذكرى استشهادهم، وإفناء حياتهما لإعداد الأمّة لمقاومةِ المشروع «الصّهيونيّ – الأمريكيّ»، حيث كانا عنوانَ الانتصار على داعش ومشروعه التّدميريّ في سوريا والعراق، وكذلك في بناء مقدّرات المقاومةِ في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، وترسيخ وحدةِ ساحاتِ المحور المقاوم، وهو ما ظهرَ أثره جليًّا مع عمليّة «طوفان الأقصى» التي زلزلت الكيانَ الصهيونيّ – على حدّ قوله.

وحثّ الشّعب البحرينيّ على إحياء الذّكرى السّنويّة لشهادةِ الشّيخ «الشّهيد نمر النّمر»، الذي يمثّل عنوانًا لنهضةِ شعب الحجاز ونصرة ثورة البحرين المباركة، وامتدادًا للنّموذج الزّينبيّ في مقاومةِ آل سعود وآل خليفة وفضْح عمالتهم للمشاريعِ الإمبرياليّةِ، حيث يعدّ منارةً خالدةً للأجيالِ القادمة، تستلهمُ منه الأملَ الكبير في إنهاءِ نظام الاستبدادِ والطّغيان الجاثم على شعبِ الجزيرة العربيّة – بحسب البيان.

هامش:

رويترز: «التحالف الأمريكيّ لحماية السّفن الصهيونيّة في البحر الأحمر مُهدّد بالانهيار»