منامة بوست (خاص): الوضع الإقليميّ المتسارع في عرسال والقلمون والموصل، يعطي إشاراتٍ مُلحةٍ لتصويب النظر ناحية الجفير والرفاع والوضع السياسيّ في البحرين.
منامة بوست (خاص): الوضع الإقليميّ المتسارع في عرسال والقلمون والموصل، يعطي إشاراتٍ مُلحةٍ لتصويب النظر ناحية الجفير والرفاع والوضع السياسيّ في البحرين.
فبعد تحرّك أهل السنّة في الموصل لمقاومة «داعش»، وتقدّم الجيش العربيّ السوريّ في القلمون وحدود الرقّة، وتمكّن الجيش اللبنانيّ بنسبة كبيرة من بسط السيطرة على مفاصل عرسال والاقتراب من الإجهاز على موطن الفتنة التي خلقتها النصرة مع داعش، يحقّ للمتابع أن يسأل: ما مصير دواعش البحرين؟
هذا السؤال يأتي بشكلٍ خاصٍ مع دعم الجيش الأمريكيّ بـ 1800 جندي إضافي، مدعومين بقطع حربيّة متطوّرة وصلت لقاعدة الجفير مؤخّراً، ممّا يرجّح التضييق على التحرّكات المشبوهة لداعمي داعش في البحرين.
خصوصاً وأنّ «الدواعش»، يتلقّون الهزائم تلو الهزائم في مناطق نفوذهم في سوريا والعراق، ما يخلق تساؤلاً عن حجمهم في الخليج عموماً والبحرين خصوصاً.
بالطبع لا يمكن رسم صورة دقيقة عن المدّ الإرهابيّ في الخليج، ذلك لأنّ الفراغ الأمنيّ لدى أي دولية خليجيّة لم يتحقّق لحدّ الآن، وهو الأمر-أي الفراغ الأمنيّ- الذي قد يختبر حجمهم فيما لو تحوّل لواقعٍ على الأرض.
السؤال الحالي إذاً ليس سؤالاً ميدانياً ذا بُعدٍ أمنيّ، إنّما هو سؤالٌ سياسيٌّ له بُعدٌ على الواقع السياسيّ، لا سيّما مع اقتراب البحرين من الاستحقاق النيابيّ، الذي قد يلقى مشاركةً من قبل المعارضة، وقد يلقى المقاطعة منها.
السؤال السياسيّ هو، في ظلِّ انكفاء داعش المتغوّلة أمنيّاً في دول الجوار، لأي مدىً سيمارس «دواعش» البحرين سجالهم السياسيّ والطائفيّ تجاه الحراك الشعبيّ وممثّليه؟ وبأيّ صورةٍ ستكون مشاركة هؤلاء «الدواعش» في المرحلة المُقبلة؟ وكيف ستتعاطى السلطة معهم في ظلِّ ترتيباتٍ دوليّةٍ جديدة، ووقائع كبيرةً تفرض نفسها على المنطقة؟
في الضفّة الأخرى، ثمّة مخاوفٍ تتساءل: ألا يمكن أن يخلق انكفاء داعش في مناطق الجوار إلى التنفيس عنها في دول الخليج؟ ولو على سبيل المناوشة وخلط الأوراق وإرباك الوضع؟ وبالتالي ألا يُسبّب هذا الاحتمال ولو جزئياً نوعٌ من أنواع القلق/الترقّب لدى المراقبين والسياسيين في المرحلة المقبلة؟ ولو حدث ذلك -لا سمح الله- ألن يُفاقم الوضع الطائفيّ الذي خلقته السلطة منذ مارس/آذار 2011، من خلال الشحن الإعلاميّ المتوّج بخطاب الكراهيّة والممارسات القذرة التي مارسها النظام كـ«هدم مساجد بعينها»؟
في ظلِّ تراكم تلك السيناريوهات المحتملة، كيف يمكن أن تتصرّف المعارضة بشقّيها: الإصلاحيّ والإسقاطيّ؟ (الأسماء كما هي متداولة لدى الجماهير).
بهذا التفصيل وأكثر منه ينبغي أن يفكّر العقل التحليليّ تجاه الوضع القائم، ويحتمل ما لا يمكن نفيه ولا يمكن استبعاده، وبين هذا وذاك فإن إعداد الخطاب والوسائل والتكتيكات تبيّن المدى الحقيقيّ للسياسة الحصيفة.
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2014014920
المواضیع ذات الصلة
وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»