منامة بوست (خاص): اعتبر تيار الوفاء الإسلاميّ الدعوة الأمريكيّة للمعارضة في قبولها تشكيل حكومة شاملة، بمثابة دعوة للاستسلام والتراجع عن مكتسبات الحراك الشعبيّ الذي انطلق في فبراير / شباط 2011
منامة بوست (خاص): اعتبر تيار الوفاء الإسلاميّ الدعوة الأمريكيّة للمعارضة في قبولها تشكيل حكومة شاملة، بمثابة دعوة للاستسلام والتراجع عن مكتسبات الحراك الشعبيّ الذي انطلق في فبراير/ شباط 2011، داعياً إلى عدم الانجرار وراء خطابات الكراهية والفتنة التي تنشرها وسائل الإعلام الحكوميّة لتحريف الصراع عن مساره الطبيعيّ.
وذكر «تيار الوفاء» في بيان صادر عنه، مع قرب شهر رمضان، أنّ الاعتداءات وحملات المداهمات التي تقوم بها السلطات البحرينيّة اليوميّة لا زالت في ازدياد، فضلاً عن تصاعد الأحكام القضائيّة الجائرة، ومن هذه الأحكام ما صدر بحقّ عضو رابطة الشهداء قاسم بداح.
وأشار إلى أنّ ما يحدث على الأرض هو دليل على تخبط النظام الحاكم، كما استنكر الدعم السياسيّ من قبل الإدارتين البريطانيّة والأمريكيّة لسياسات الحكومة البحرينيّة، لافتاً إلى تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، والذي عبر فيه عن دعوته المعارضة لاستغلال الفرص، والدخول في حكومة شاملة، معتبرة أنّ ما يقصده هنا الرئيس الأمريكي من حكومة شاملة هو استلام المعارضة لبعض الحقائب الوزاريّة، وإسدال الستار على مطالب شعب البحرين الجوهريّة في التغيير الجذري.
وجدد التيار في بيانه بأنّ بقاء الشعب في الساحات و فعالياته منذ أكثر من ثلاث سنين دليل على استحالة التراجع والهزيمة أمام آلة قمع النظام، وبالرغم من محاولات البعض لتصعيد المؤامرة على المنطقة العربيّة، ومشروع الفتنة، والتكفير وتمزيق اللأوطان من أجل استنزاف الشعوب في صراعات مذهبيّة تشغلهم عن تطلعات الحريّو والديمقراطيّة، وهو ما يحدث في العراق ، مؤكّدة أنه نموذج حيّ لاستعداد أمريكا والدكتاتوريّات المحمية من قبلها لاحراق الأوطان، وإشعال الحروب التكفيريّة من أجل استتباب السيطرة على تطلعات الشعوب- على حد تعبير البيان.
وقال الناطق الرسمي باسم «الوفاء» السيد مرتضى السندي لـ «منامة بوست» عن سبب رفض التيار للمقترح الأمريكي: «رفضنا للاقتراح الامريكي لأسباب كثيرة، ومنها أنّه لا يعبّر عن مطالب الشعب التي تتناسب مع حجم تضحياته، ولا يؤدي لواقع سياسي مستدام، وإنما كل مافي الأمر يراد للشعب أن يقبل بحوافز ماديّة، ومناصب هنا وهناك ويبقى آل خليفة يمسكون بمفاصل البلد، ويفسدون فيه دون القدرة على محاسبتهم و إيقافهم، و من ثم ينقلب الحكم على التسوية السطحيّة بسبب أنّها أبقت كلّ موازين القوة الحقيقية بيده. القبول بالاقتراح الأمريكيّ يعني أن يستمر آل خليفة بمشروع التوطين، والتجنيس وتزوير الهوية. و هذا الاقتراح يظهر إما جهل الأمريكيين بعمق الأزمة بين الشعب والقبيلة الدكتاتورية التي يحمونها، أو أنّه ينم عن التعالي والتكبر واستصغار مطالب شعب البحرين والاستخفاف به».
وسألناه فيما لو طبّق الاقتراح، فقال: «بلا شكّ أنّ شعب البحرين سيواجه أي تطبيق لتسوية سياسيّة من هذا النوع، و في السابق رفض شعبنا بفعالياته السياسيّة والاحتجاجيّة تسويات أعلى من المطروح الآن من قبل الأمريكيين، وبالطبع لن يقبل شعبنا بتسويات مفروضة لا تعبّر عن سقفه و طموحاته، ذلك إن حجم الفساد في البلد لا يمكن إصلاحه تحت مظلة القبيلة الدكتاتوريّة، ولو كان الأمريكيّون صادقين في مبادراتهم لطالبوا بحكومة إنقاذ وطنيّ في البلاد بدل الحكومة الشاملة التي لا يفهم منها سوى الالتفاف على المطالب الجوهريّة للشعب. ألم يطالب الأمريكيّون حكومة العراق الشرعيّة المنتخبة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني؟! فلماذا لا يطالبون نظاماً لا يتمتع بأدنى شرعية شعبيّة بذلك؟! إذا لقد تعوّدنا على التآمر الأمريكيّ وعلى ازدواجيّة المعايير لديهم فيما يخص مطالب الشعوب، و ذلك مرفوض لدينا».
مضيفا: «الشارع أثبت طول نفسه، وأنّه عصيّ ومنيع ضد الاستنزاف، والقمع، والتسويات السياسية الهزيلة، وما نقوله للشارع ولجماهير الشعب أنّنا معهم ومع مطالبهم وتطلّعاتهم، وأنّ النصر حليف هذا الشعب مادام الشعب مستمراً، ويضحي، وأنّ على شعبنا أن يلحظ التغيرات، والإرباك في صفوف وأوساط الأعداء من آل خليفة وآل سعود، وتقهقر المشروع الأمريكيّ في المنطقة. كل ذلك مدعاة للاطمئنان بأنّ الله سبحانه سيغير الأمور لصالح الشعوب المستضعفة، و ما على الشعب إلا طول النفس، والاستمرار في الحراك. نصيحتنا لشعبنا باستمرار الحراك في الشارع وتوظيف كافة أساليب ووسائل الصراع المشروعة مع النظام الخليفي بحكمة ، وأن يلتفت الشعب لرجال الله المضحين من المطاردين والجرحى والأسرى وعائلاتهم لكي نشد من عضد الثوار والمضحين من أبناء هذا الوطن».
رابط المختصر
:
manamapost.com/?p=2014024602
المواضیع ذات الصلة
قيادي في «ائتلاف 14 فبراير لبوست»: «وثائقيّ «بحارنة لنجة» حمل رسائل متعدّدة وفتح ملفًا حسّاسًا سعى النظام لطمسه»
الباحث المصريّ حمادة لطفي لـ «منامة بوست»: حصار الدراز عارٌ على جبين حكّام السعوديّة الخبثاء
الباحث الإستراتيجيّ خالد حمّود لـ «منامة بوست»: حصار الدراز أشدُّ لؤمًا من حصار العدوّ الإسرائيليّ لقطاع غزّة