منامة بوست (خاص): رغم الإسناد الأمريكيّ والبريطانيّ لنظام آل خليفة، إلّا أنّ دوائر القرار في الحكم الخليفيّ لا تزال تتخبّط، ورغم تخطبّها الواضح في كيفيّة تلميع صورتها، إلّا أنّها تُمعن في تجاهل الناس ومطالبهم.

موقع CNN الإخباريّ– التابع للقناة الأمريكيّة الأشهر- نشر تقريرًا قال فيه إنّ الانتخابات قد لاقت إقبالًا كبيرًا في البحرين، لكن التقرير الذي كُتب من على مكاتب القناة في دبي، ولم يألُ جهدًا في تحقق أرقام وكالة «بنا»، لم يقع في خطأ واحد وحسب، بل في عدّة أخطاء، أوّلها كان في بداية التقرير الذي نسب الانتخابات البرلمانيّة للانتخابات البلديّة، بحيث قال التقرير: «بدأت الانتخابات البلديّة في البحرين صباح السبت، لاختيار أعضاء البرلمان الـ 39 وأعضاء المجلس البلدي الـ 29» ورغم الأرقام غير الدقيقة التي أوردها التقرير المذكور، راح يستشهد بأقوال أكثر الشخصيّات تأزيمًا في البحرين، وهو وزير الديوان، حيث أورد التقرير وصف خالد بن أحمد للانتخابات: «ووصف وزير الديوان الملكيّ خالد بن أحمد آل خليفة يوم الانتخابات بأنه “يومٌ جميل وجوٌّ أجمل يشجّعان على المشاركة”. مشيدًا بحرص المواطنين وإقبالهم الكثيف على صناديق الاقتراع، ووجّه “تعازيه” لمن سمّاهم “البقيّة المسلوب إرادتها بناءً على فتاوى محليّة ما أنزل الله بها من سلطان”. في إشارةٍ إلى مقاطعي الانتخابات».

ولم يكتفِ التقرير بذلك، بل تجاهل المقاطعين ولم يأخذ منهم أي تصريح يُذكر في هذا الشأن، ممّا يشير بوضوح أنّ العلاقات العامّة للنظام قد نجحت في تسويق مشروعها، فمن الواضح أنّ قرار المقاطعة في البحرين قرارٌ سياسيّ محض مبنيٌّ على عددٍ من الأسباب، أهمّها تعنّت النظام في انتهاك حقوق الإنسان، مع ذلك فـ CNN العربيّة تورد تصريح خالد بن أحمد دون إيراد الضفّة المقابلة له في الرأي، حيث وصف وزير الديوان الملكيّ أن قرار المقاطعة مبنيٌّ على فتاوى، وأنّ «هذه الفتاوى “مبنيّة على توجيه من وراء البحر” مشيرًا إلى أنّ هذ الأمر “واضح وضوح النهار”. واستشهد ببيت شعر للشاعر أبي الطيّب المتنبّي “وليس يصحّ في الأذهان شيءٌ إذا احتاج النهار إلى دليل”. داعيًا لأن يحفظ الله البحرين من “كيد الكائدين”».

قفْلةُ التقرير كانت «وكانت عدّة جمعيّات سياسيّة بحرينيّة دعت إلى مقاطعة الانتخابات، وشكّكت بالعمليّة الانتخابيّة برمّتها». لكن لم يخبرنا الصحفيّ المستريح على مكتبه في دبي عن رأي الجمعيّات في تصريحات خالد بن أحمد، ولم يُتعب نفسه بالاتصال لأحدهم لمعرفة أسباب المقاطعة، ولم يألُ جهدًا في تقصّي حقيقة وجود فتاوى من وراء البحار دعت للمقاطعة من عدمها. علاوةً على ذلك لم يتطرق التقرير للوضع الحقوقي الراهن في البحرين، والسجون التي تعج بالآلاف، كما أنّه لم يتطرّق لفعاليّة مدعومة بقوّة من الشارع ومن القوى الثوريّة اسمها «الاستفتاء الشعبيّ»، كلّ ذلك لا نعرف عنه شيء في قناة تدّعي الموضوعيّة.