Friday 22,Nov,2024 16:02

صحيفة بحرينية مستقلة

صحيفة بحرينية مستقلة

الشهداء وعوائلهم.. ثنائيّة الصمود

منامة بوست (خاص): «دماء الشهداء ترسم النصر» هذا ما قالته والدة الشهيد «جعفر الدرازي» يوم أمس في بيان صدر عنها، ونشر بخط يدها، داعية جماهير البحرين إلى المشاركة الواسعة

منامة بوست (خاص): «دماء الشهداء ترسم النصر» هذا ما قالته والدة الشهيد «جعفر الدرازي» يوم أمس في بيان صدر عنها، ونشر بخط يدها، داعية جماهير البحرين إلى المشاركة الواسعة في عرس ابنها .

لقد امتازت عوائل شهداء ثورة الرابع عشر من فبراير 2011 عن عوائل الشهداء الذين سقطوا خلال الانتفاضات السابقة التي ملأت زوايا تاريخ البحرين، بتجسيدها دوراً فعّالاً في استمرار الثورة وإطالة نفسها.

فمع سقوط أول شهيد في ثورة اللؤلؤ، الشهيد علي مشيمع، عمّدت والدته دماءه بصوتها الصدّاح منادية بالصمود والثبات، فلم يعد هناك مجال للتراجع والتخاذل، حيث تداول الناس المقطع المصوّر الذي يظهرها في طوارئ مستشفى السلمانيّة ليلة استشهاد ابنها وهي مثال الصبر والعزيمة، وانتشر انتشار النار في الهشيم، مشعلاً أتون الثورة في كلّ بيت.

لقد تحدّت رأس النظام حمد بن عيسى، وتوعدته بالقصاص على أيدي هذا الشعب المضطهد، فمزجت دموع الناس وقتذاك بصمودهم، وخرج الصمود من فرن المصيبة صلباً كقالبٍ لا يكسر. فكانت هذه الامّ ملهمة للقوى الثوريّة بعدم التراجع رغم نزول الدبابات، وتعميم حالة الطوارئ التي بدأت مع مطلع أبريل 2011.

توالى سقوط الشهداء، وارتفعت وتيرة الصمود لدى عوائلهم، فصوت والد الشهيد علي المؤمن وإباء أم الشهيدة حوراء وبأس عائلة يوسف موالي وثبات والد الشهيد السيد هاشم وغيرهم سجّلوا رقماً في المعادلة، فلا يمكن تجاوز عوائل الشهداء وهم أولياء الدم ولن يذهب حقهم بالتقادم. هذا الأمر شكل في الرقم السياسيّ قيمة مضافة،لا يحسب الناتج من دونها، كما شكّل في الحساب الثوريّ رقما أساسيّاً وازناً يعطي مدلولاته مع كلّ انعطافةمن انعطافات الثورة: الكلام عن التسويات، والتفاؤل بالحوارات مع الخليفيّ، حيث يبرز في كل انعطافة دور عوائل الشهداء، ليكون حضورهم مؤثراً تأثيراً بالغاً.

ولهذا صار سقوط الشهداء عند الخليفي ينبئ بقرب سقوط عرشه، وزيادة الصمود والمنعة عند عوائلهم، وطاقة جديدة عند الثوار تعطي مناخات الثورة قوّة وعنفواناً.

ما ينتج عن هذه المعادلة أنّ دورة الطاقة الثوريّة المتجددة تتحرك ذاتياً وتعطي نشاط نفسها بنفسها، فتصنع ثقافة: غزيرة المبدأ، قوية الجنان، صلبة المراس.

في هذا الإطار، يحتار الخليفي، فهو من جهة لا يستطيع أن يوقف آلة القتل وقد انتهج السيف رمزاً لقبليّته، ومن جهة أخرى لا يريد أن يجدد الثورة بيد حماقته وغرور سلطويّته.

والدة الشهيد جعفر الدرازي ستكون محطة جديدة للتزود بالثبات، يمر بها الثوار فيستلهمون الصبروالعزيمة والإباء، وبلا شك ستكون ناشطة كغيرها من أمهات الشهداء وآبائهم، لا تبارح سوح الجهاد كالطبيب الدوار بطبّه، لتؤدي دورها الذي كتبه لها ولدها بمداد شهادته.


رابط المختصر : manamapost.com/?p=2014054218


المواضیع ذات الصلة


  • وزير خارجيّة المنامة و«عارُ التطبيع».. «اللي اختشوا ماتوا»
  • من «الاستفتاء الشعبيّ» إلى «العريضة الشعبيّة».. شعبٌ يقرّر مصيرَه
  • عام على حصار الدراز… والقرار «مقاومة»
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *